الانباء- لم يخف «كبير المستشارين» الجهود الحثيثة التي يبذلها أهل الداخل من السياسيين اللبنانيين، للإفادة من الجهود الدولية بتحييد البلاد عن الحرب في غزة، والتوتر الشديد في المنطقة، إلا انه يكشف عن «تقدم خطوة، وتراجع خطوات نتيجة التشعبات بين الداخل والإقليم». ولا يخفي في المقابل، تفاؤلا بانفراج جزئي قد يلي اشتداد الأزمة، «في حال نجاح الاتصالات الدولية في احتواء التصعيد».
تحدثت مصادر متابعة لـ «الأنباء» عن ارتياحها للمعلومات التي يتم تداولها بين القوى المسيحية والإسلامية المعنية. وذكرت أن انتخاب رئيس للجمهورية وضع على نار حامية. وقالت: «إن بعض القوى السياسية بدأت تقديم العديد من الطروحات العملية والجدية وبذل المضاعفة، بالتشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة أولا ومن ثم الصديقة، لإنجاز الاستحقاق الرئاسي خلال فصل الربيع المرجح الشهر المقبل، في حال لم يحدث أي طارئ أمني إسرائيلي على لبنان يؤدي إلى خلط الأوراق مجددا».
وأفادت المصادر «بأن بعض القيادات السياسية تقوم بتدوير الزوايا لإيجاد مخرج لانتخاب رئيس مقبول من الأغلبية النيابية وبمساندة من اللجنة الخماسية».
وأشارت إلى أن جميع الأطراف السياسية اللبنانية أصبحت مدركة تماما خطورة انهيار مؤسسات الدولة، والفلتان الأمني الذي بدأ يتنقل بين منطقة وأخرى، وآخرها ما حدث في منطقة الأشرفية في العاصمة بيروت أمس الأول، وقبلها على طريق المطار، رغم الجهد الكبير الذي تبذله القوى الأمنية بإمكاناتها المتواضعة.
وأكدت المصادر «أن لبنان لا يزال ممسوكا من قبل الأجهزة الأمنية وفي طليعتها الجيش وقوى الأمن الداخلي، بمعاونة القوى السياسية الفاعلة على الأرض، ولن تسمح بالتالي بتأجيج نار الفتنة والفوضى الشاملة، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن على كافة المستويات خصوصا ما يمارسه العدو الإسرائيلي من عدوان يومي على جنوب لبنان وبعض المناطق الأخرى في العمق اللبناني».
وشددت على أن تأخير انتخاب رئيس هو السبب الرئيسي لتأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية، «فلا يمكن إجراء انتخابات بلدية واختيارية في ظل عدم انتخاب رئيس للجمهورية، بالإضافة إلى السبب الآخر وهو استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان دون أي أفق يشير إلى نهاية هذه التراجيديا اللبنانية».