الانباء- اعتبر النائب أسامة سعد أن الحوار مطلوب ومهم في لبنان، ولكن ليس لانتخاب رئيس الجمهورية، سائلا على ماذا الحوار، وما أجندته؟ داعيا مجلس النواب إلى انتخاب الرئيس وفق ما يفرضه وينص عليه الدستور، وبما تسمح به موازين القوى داخله، مشيرا إلى انه اذا لم يتمكن النواب من انتخاب الرئيس في الجلسة الاولى التي تعقد، فلتتشاور القوى فيما بينها على رئيس الجمهورية، مستغربا كيف ينجحون في مجلس النواب في تحقيق قضايا وأمور اخرى، بينما الرئاسة تعطل وتعقد، معتبرا اننا نعيش واقعا مريرا، فالتموضعات الطائفية والمذهبية في لبنان كارثية، تارة يتصارعون وتارة أخرى يتفاهمون، والضرر يقع دائما في الحالتين على الشعب اللبناني.
وقال سعد في تصريح لـ«الأنباء»:«نحن نؤيد الحوار اذا كان من اجل توافق لبناني وطني على السياسة الدفاعية والخارجية للبنان، ولكن انتخاب الرئيس ما علاقته بالحوار؟ قد يكون هناك تشاور بين الأطراف لتشكيل وزن معين لانتخاب رئيس معين، فهل نريد رئيسا يتوافق عليه كل اللبنانيين وكل دول اللجنة الخماسية؟، فهل المطلوب حصول توافق أممي ومحلي لانتخاب رئيس جمهورية لبنان.. فأي منطق هذا، إنه مصادرة لإرادة الشعب اللبناني.. نحن نريد دولة وطنية تؤمن للبلد سياسة دفاعية وخارجية واحدة، وتعالج ازمات البلد المالية والاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية، وتؤمن نوعا من العدالة الاجتماعية، فالشعب اللبناني ليس بمقدوره التحمل اكثر من ذلك، محملا القوى السياسية المتحكمة بمراكز القرار في الدولة، مسؤولية ما وصلنا اليه، معتبرا اننا نعيش باللادولة في لبنان.
وردا على سؤال حول الملف الداخلي، دعا سعد الكتل النيابية إلى انتخاب من تراه مناسبا ومتوافقا مع توجهاتها وقناعاتها، معتبرا ان الكلام المطروح عن وضع معايير ومواصفات معينة للرئيس، لا يتصل اطلاقا بالانتخابات التي لا يمكن ان تجري على هذا الاساس.
وأضاف «انا مع انتخاب رئيس بما يتوافق مع موازين القوى الموجودة في البلاد، معتبرا انه اذا كانت تلك الموازين تسمح انتخاب فلان؟ فليكن، ونحن كنواب اما مع هذا الخيار او ضده، بمعنى أن نكون بموقع الموالاة او بموقع المعارضة، رافضا ان نأتي بأي رئيس يكون لكل فريق له حصة فيه».
واشار سعد إلى انه في جلسة الانتخاب الاخيرة، صوت مع خمسة من النواب، إلى الوزير السابق زياد باروود، اذ نعتبره هو الأقرب إلى تفكيرنا وخياراتنا، لذلك يجب ان تكون هناك اولوية كبيرة لسد الفراغ الرئاسي، فهل يعقل ان تكون دولة وجمهورية بلا رأس، أو رأسها مقطوع؟ في ظل اوضاع صعبة وتحديات كبيرة، وعدوان اسرائيلي مستمر، بالاضافة إلى التحديات المرتبطة بالداخل اللبناني بسبب الانهيار السياسي والمالي والاقتصادي وتداعياته على الواقع الاجتماعي واوضاع الناس الصعبة وتآكل مؤسسات الدولة، مؤكدا انه لا يمكننا الاستمرار على هذا المنوال.
وحول الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، اعتبر سعد «اننا نعيش حربا استنزاف متواصلة منذ 8 أكتوبر بعد عملية طوفان الأقصى، وبدء العدوان الإسرائيلي الهمجي، وحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، فنحن نواجه أجواء حرب على جبهة جنوب لبنان مع العدو الإسرائيلي، وهذه الحرب قد تتوسع إلى حرب شاملة، وهذا الاحتمال وارد ولا يمكننا أن نسقطه، خصوصا ان العدو الإسرائيلي أعلن أكثر من مرة، انه أعد الخطط لعملية عسكرية كبرى في لبنان. نحن امام عدو، ولكن بالمقابل، إلى أي مدى الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها، على جهوزية لمواجهة تداعيات حرب محتملة واسعة مع العدو الصهيوني، خصوصا ان لبنان يتكبد معاناة ومآسي كبيرة بفعل الفراغ الرئاسي، ومؤسسات الدولة وقطاعاتها المتعددة شبه منهارة، إضافة إلى عوامل الانقسام السياسي الفاضح والكبير حول الحرب وتداعياتها».
وأشار سعد إلى ان وجود حراك أميركي من خلال المبعوث آموس هوكشتاين، وفرنسي ايضا، لتبريد الاجواء في لبنان، مؤكدا ان ما نحتاجه هو ممارسة الضغوط على العدو الإسرائيلي لوقف العدوان على غزة ولبنان، مثمنا التحركات والمظاهرات، في أميركا وأوروبا وغيرها من الدول ضد الحرب الاسرائيلية، مؤكدا ان التحركات لها تأثير كبير، معتبرا ان الولايات المتحدة ليس من مصلحتها توسيع الحرب، مشددا على اهمية هذه الضغوط لوقف هذه الحرب التي تبقى احتمالاتها قائمة ومفتوحة.