دول تسرّع استعداداتها للاعتراف بدولة فلسطينية... خطوة ممتازة ولكن... | أخبار اليوم

دول تسرّع استعداداتها للاعتراف بدولة فلسطينية... خطوة ممتازة ولكن...

انطون الفتى | الأربعاء 03 أبريل 2024

للخروج من وهم أي اعتراف بدولة مستقلّة من دون إطار واضح وشفّاف

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

دول عدة في العالم باتت تعبّر جهاراً عن رغبتها واستعداداتها للاعتراف بدولة فلسطينية، وذلك رغم عدم وضوح أي أُفُق للحلّ السياسي بين الإسرائيليين والفلسطينيين حتى الساعة. وهي خطوة جيّدة من حيث مساهمتها بحَشْر إسرائيل في زاوية الاعتراف بحقّ الشعب الفلسطيني بدولة.

 

استقلال حقيقي؟...

ولكن هل يكفي الاعتراف وحده، ومن دون أي تنسيق ينتزع من تل أبيب الاعتراف بالواقع الجديد، من أجل الوصول بالقضية الفلسطينية الى برّ الأمان؟

وما هي المحاذير بعيدة المدى المُحتَمَلَة لاعتراف دول في العالم بدولة فلسطينية بشكل فردي، (المحاذير) على تلك الدولة (الفلسطينية) نفسها، وعلى استقلالها الفعلي، في ما لو باتت مُعرَّضَة للالتزام بشروط معيّنة في علاقاتها السياسية والاقتصادية... مع الدول التي اعترفت بها، حتى ولو كان بعضها (الشروط) غير مُناسِب لاستقلال فلسطيني حقيقي؟

 

تفاصيل مُبهَمَة

أكد مصدر ديبلوماسي أن "لا مجال للاعتراف بأي دولة من دون حدود واضحة لها، ومُعتَرَف بها دولياً. وهنا يتوجب على الدول التي تؤكد أنها ستعترف بدولة فلسطينية أن توضح، ما هي الدولة التي ستعترف بها؟ وعلى أي حدود؟ هل وفق حدود 1948 أو 1967؟ والنسبة المئوية الفعلية من الأراضي التي يمكن للفلسطينيين أن يحكموها ويعيشوا فيها بعد مرور 57 عاماً على حرب 1967؟ فضلاً عن ضرورة تحديد سيادتها، وطبيعة تسليحها، واقتصادها، وغيرها من الأمور".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "كل هذه التفاصيل مُبهَمَة في سياسة الدول التي تتحدث عن أنها ستعترف بدولة فلسطينية. وبالتالي، من المُستبعد أن يكون أي اعتراف فعالاً من دون توفير الأجوبة اللازمة على أمور عدة، وحتى لو كان (الاعتراف بدولة فلسطينية) من جانب 70 أو 80 أو 90 في المئة من دول العالم".

 

المحاكم الدولية

ورأى المصدر أنه "من الأفضل للفلسطينيين أن يخرجوا من وهم أي اعتراف بدولة مستقلّة من دون إطار واضح وشفّاف، وأن يشدّدوا على أنهم شعب مُحتلّ، بما يترك المشكلة بين يدَي دول العالم لإيجاد حلّ للاحتلال الإسرائيلي، ولنظرة تل أبيب تجاه الإعلان عن دولة فلسطينية مستقلّة، والاعتراف بها".

وختم:"حالة الحرب الدائمة، والتفجيرات، والعمليات الأمنية لن تنفع في مدى بعيد، لأنها تُبقي على صورة شعب فلسطيني يهاجم شعباً آخر هو الشعب الإسرائيلي، وعلى صورة شعب إرهابي يحارب دولة إسرائيل التي تدافع عن نفسها. وهذه صورة مُؤذِيَة جدّاً للفلسطينيين، وللقضية الفلسطينية، ولمستقبل الإعلان عن دولة فلسطينية. بينما الإقرار الفلسطيني السلمي بأن الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، يفضح إسرائيل كقوّة مُعتدية، ويرمي الكرة في ملعب دول العالم بطريقة جدية. وعندها يُصبح التوجّه نحو المحاكم الدولية كما فعلت جنوب أفريقيا مسألة فعّالة، كمقدّمة لإيجاد حلول دائمة وفعلية".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار