الردّ بسلاح استراتيجي سيُقابله أسلحة تُحدِث تخريباً كبيراً... والحسابات مستمرّة... | أخبار اليوم

الردّ بسلاح استراتيجي سيُقابله أسلحة تُحدِث تخريباً كبيراً... والحسابات مستمرّة...

انطون الفتى | الأربعاء 03 أبريل 2024

لا أحد مستعدّاً لاستعمال السلاح النووي ولا حتى بالصراع الوجودي الكبير في أوكرانيا

 

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

ما هي الجدوى من تجنيد الشباب الإيراني في إيران، ومن الإنفاق العسكري هناك، إذا بقيَت الميليشيات التابعة لطهران في المنطقة تدافع عن المصالح الإيرانية، وتردّ على مُهاجمة إيران في كل مكان، وتنفّذ سياساتها؟

 

للداخل فقط؟

وإذا بقيَت الكلمة الإيرانية الأولى والأخيرة بيد الفصائل المنتشرة في دول إقليمية بدلاً من القوى الإيرانية المسلّحة الرسمية، و(بدلاً من) الاعتماد على الأراضي الإيرانية، وعلى القدرات المباشرة الخاصّة في التحرّك العسكري، فلماذا لا يتمّ تحويل تلك الفصائل الى "الجيش الإيراني الرسمي"، والطلب منها الدفاع عن طهران ليس فقط بوجه إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية والغرب، بل في المحيط الجغرافي القريب لإيران، وفي كل المساحات والساحات، وفي كل شاردة وواردة؟

وهل أصبحت الفصائل الموالية لإيران في الشرق الأوسط، البُنيان الأساسي لنظام تصدير الثورة بدلاً من القوى العسكرية الإيرانية؟ وماذا عن أمبراطورية تبني مجدها على ميليشيات خارج حدودها، فيما تترك قواها العسكرية الخاصة كشرطة تحفظ الأمن في الداخل تقريباً؟

 

ليست الأولى

أشار مصدر خبير في الشؤون الأمنية الى أن "إيران لن تستعمل قواها العسكرية الخاصّة بشكل مباشر، في أي مواجهة خارجية، لأن المهمّة الفعلية لتلك القوى مع مرور السنوات أصبحت حماية النظام الإيراني في الداخل بشكل أساسي".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "ضرب أي قنصلية يعني ضرب أراضي دولة تلك القنصلية، وذلك بحسب تفاهمات ديبلوماسية دولية سابقة. وهو ما يعني أن إيران ضُرِبَت على أراضيها منذ يومَيْن. ولكن نذكّر هنا بأن ضرب إسرائيل للأراضي الإيرانية ليس جديداً تماماً، إذ هناك العديد من الضربات غير المُعلَنَة التي شنّتها تل أبيب داخل الأراضي الإيرانية خلال السنوات السابقة، والتي كُشِفَ عنها في أوقات لاحقة بعد تنفيذها".

 

الردّ والحسابات

ورأى المصدر أن "إيران تُدرك تماماً أنها ستكون خاسرة في أي حرب خارجية تتورّط فيها بشكل مباشر. فالمدى الاستراتيجي الخاص بها ضعيف نسبياً، بتحالفات إقليمية ودولية محدودة تقريباً، إلا إذا هبّت الصين وروسيا لاستعمال أسلحتهما والسلاح النووي ربما، للدفاع عنها (إيران) في ما لو تورّطت بأي حرب وجودية كبرى. ولكن لا مجال لحصول ذلك، إذ لا أحد مستعدّاً لاستعمال السلاح النووي بشكل جدّي ولا حتى بالصراع الوجودي الكبير في أوكرانيا، نظراً لعلم الجميع بأن كلفة ذلك ستكون دماراً للجميع".

وختم:"الولايات المتحدة الأميركية والغرب لن يدخلا بحروب فيها احتلالات كما في الماضي. وبالتالي، إذا ردّت إيران على قصف قنصليّتها في سوريا باستخدام سلاح استراتيجي مثلاً، يؤدّي الى دمار كبير في إسرائيل، فمن غير المُستبعَد أن تردّ تل أبيب باستعمال أسلحة قوية جدّاً، تُحدث تخريباً كبيراً داخل الأراضي الإيرانية. كما يمكن للجيش الأميركي ولجيوش غربية أخرى في تلك الحالة، أن يضربوا مواقع مهمّة وحسّاسة داخل الأراضي الإيرانية. وتلك الوقائع تجعل الجميع يُعيدون حسابات كل قرار يتّخذونه بدقّة. ففي النهاية، تستغلّ إيران عدم رغبة أحد بتوسيع الحرب، ولكنّها تريد أن تكون دولة إقليمية كبرى، وأن يعترف لها الجميع بذلك".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار