بعد انتهاء الحرب... سؤال عن "جواب نهائي" بين أميركا وإسرائيل؟ | أخبار اليوم

بعد انتهاء الحرب... سؤال عن "جواب نهائي" بين أميركا وإسرائيل؟

انطون الفتى | الخميس 04 أبريل 2024

جرادي: التملمُل الذي ظهر في الغرب لم يَكُن على قدر المأساة الإنسانية في فلسطين

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

تُظهر بعض التصريحات والتحذيرات والمواقف الأميركية الرسمية (المُعلَنَة على الأقلّ) أن هناك مزاجاً أميركيّاً معيّناً يتغيّر تجاه إسرائيل، ولو بنسبة لا تزال محدودة.

فهل يمكن لحرب غزة، وليومياتها العسكرية التي تُجبر واشنطن على الخروج عن صمتها بين الحين والآخر، أن تؤسّس لحالة جديدة بين البلدَيْن؟ أو هل باتت تلك السياسة موجودة بالفعل، مع ترك الإعلان عنها لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب؟

 

"الجواب النهائي"؟

فالعالم كلّه يتغيّر، بكل ما فيه. وبعض التعليقات التي تظهر في وسائل إعلام غربية وأميركية، تُظهر أنه سيكون على إسرائيل أن تختار مستقبلاً، ما إذا كانت تريد أن تكون دولة يهودية أو (دولة) ديموقراطية، كعنصر من العناصر الأساسية التي ستسمح لها بالاستفادة من التمويل، والتسليح، وكل أشكال الدعم والمساندة... الغربية عموماً، والأميركية خصوصاً، بشكل مُستدام في المستقبل.

فهل تشكل حقبة ما بعد انتهاء حرب غزة، مرحلة السؤال عن "الجواب النهائي" بين واشنطن وتل أبيب؟

 

 

مُبكِر جدّاً...

رأى النائب الدكتور الياس جرادي أن "قبل 7 أكتوبر 2023، كان الاعتقاد العام يُشير الى أن الدول الطائفية والعنصرية والمتعصّبة تفقد مكانها ومبرّرات وجودها تدريجياً، وأن العالم كلّه يتّجه نحو منظومة متقاربة في الإنسانية بمفاهيم قِيَم مُوحَّدَة، وأن الكرة الأرضية ستّتسع لكل الناس بزوال الحواجز والخوف من بينهم، وذلك بالاستناد الى مفهوم تحويل العالم الى قرية كونية واحدة".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "بعد 7 أكتوبر 2023، شعرنا بأن الحديث عن هذا النوع من التفاؤل لا يزال مُبكِراً، إذ ظهرت نسبة مهمّة من التعصّب والعنصرية حول العالم، على خلفية الحرب التي بيّنت أن التوظيف العنصري قائم، وأن الغرب الذي يقدّم نفسه كعالم ديموقراطي لا يزال يستخدم التجييش العاطفي والديني والعنصري بخطابات ما كنّا نعتقد أنه يمكننا الاستماع الى ما يُشبهها في أيامنا الحاضرة".

 

قاعدة متقدّمة

وأشار جرادي الى أن "7 أكتوبر 2023 بيّنت أن هناك تأييداً واستغلالاً غربياً للعنصرية المُعبَّر عنها في إسرائيل، وأن تلك الأخيرة تنفّذ سياسات غربية في النهاية، وأنها قاعدة متقدّمة للغرب بمصالحه وأفكاره وجيوشه. وبالتالي، من المُبكر جدّاً الحديث عن احتمالات إجبار إسرائيل على التخلّي عن عنصريتها المُحرِجَة لأميركا، لأن عنصرية الكيان الإسرائيلي تخدم السياسة الغربية، وتُستخدم لتنفيذ مخطّطات".

وأضاف:"الكيان الإسرائيلي الصهيوني قد يُحرج الولايات المتحدة الأميركية بالنّسبة نفسها التي تُحرج فيها "داعش" أميركا. فمن صنع الكيان الإسرائيلي الحالي على حساب الشعب الفلسطيني يمكنه أن يصنع "داعش" أيضاً، خدمةً لسياساته ومشاريعه في النهاية".

 

أجيال مُعلَّبَة

وردّاً على سؤال حول إمكانية أن لا تكون الأجيال الأميركية الجديدة مرتبطة بإسرائيل مثل أجدادها في الماضي، وهو ما سينعكس على السياسات الأميركية تجاه تل أبيب بعد عقود، أجاب جرادي:"هذا الكلام كان له ما يدعمه قبل 7 أكتوبر أيضاً، إذ كنّا ننظر الى الأجيال الجديدة عالمياً، فنجد أنها أجيال علوم، وتكنولوجيا، ومواقع تواصل اجتماعي، وبحث عن المعلومات، أي أجيال ما عاد يمكن تعليبها كما في الماضي. ولكن بتدقيق أكبر، نرى أن القدرة على التدخّل والتلاعُب بعقول الأجيال الجديدة كبيرة جدّاً وسهلة، خصوصاً أن الجهود العالمية الغربية تتركز على خطف العقل البشري وجعله بخدمة منظومة الدول العميقة في البلدان الغربية. ومن هذا المُنطَلَق، ترزح الأجيال الغربية والأميركية الجديدة تحت نير تلقّي خيارات وهمية. فهي أجيال تعتقد أنها تأخذ قراراتها بنفسها، وأنها تعيش في ظلّ أنظمة ديموقراطية، بينما هي تعيش بخيارات وهمية تريدها الدول".

وختم:"التملمُل الذي ظهر في الغرب، وفي صفوف الفئات الشابة فيه بسبب حرب غزة، لم يَكُن على قدر المأساة الإنسانية في فلسطين، وهذا أمر مُخيف يُظهر أن تعليب الرأي العام لا يزال ممكناً، وقد نجح بالفعل. والمثال على ذلك، إقالة رئيسة جامعة هارفارد لأنها سمحت لمجموعة من الطلاب بالاعتراض على حرب غزة. وبالتالي، هناك احتمالات مرتفعة بأن تكون الأجيال اللاحقة مُعلَّبَة على مستوى التفكير، والمعلومات المُوجَّهَة، وهو ما سينعكس على أفكارها وخياراتها في الحياة، إلا إذا برزت بعض الأمور مستقبلاً، هي من خارج أي حساب الآن".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار