"كومة تراب" في وقت قياسي... أمور مُقلِقَة تُطبَخ في ظُلمة ليالي التصعيد العسكري... | أخبار اليوم

"كومة تراب" في وقت قياسي... أمور مُقلِقَة تُطبَخ في ظُلمة ليالي التصعيد العسكري...

انطون الفتى | الخميس 04 أبريل 2024

غزة جديدة على شاطىء البحر المتوسط بكل ما للكلمة من معنى

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

 

بموازاة التهديدات الإسرائيلية شبه اليومية بإشعال الجبهة مع لبنان، واستمرار تبادل القصف وتنفيذ العمليات جنوباً، تتوسّع الأسئلة المرتبطة بمستقبل لبنان عموماً، وتتخطى الإطار الجنوبي، والنّظر في مصير قوات "يونيفيل" وطبيعة عملها على الساحة اللبنانية.

 

بحلول الصيف...

فبمعزل عن التباينات والخلافات السياسية الداخلية في إسرائيل، والتي بدأت تُترجَم بطريقة حادّة أكثر من السابق، مع دعوة زعيم حزب المعسكر الوطني بيني غانتس لإجراء انتخابات مُبكرة، وهي دعوة تمنح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تاريخ صلاحية سياسية محدودة، تحدّث غانتس نفسه عن إيجاد وضع أمني في شمال إسرائيل يسمح بإعادة سكانه الى منازلهم بحلول الصيف

بحلول الصيف، هي المهلة الزمنية التي تتسابق حولها المشاورات والمساعي الإقليمية والدولية لتجنيب لبنان والمنطقة كأس المزيد من الحروب المدمّرة. وهي المهلة التي تتطابق مع تهديدات إسرائيلية سابقة بإمكانية التحرّك في جنوب لبنان عسكرياً، بحلول أواخر فصل الربيع.

فهل تكفي مساعي تجديد مهام قوات "يونيفيل" جنوباً، في أواخر الصيف، لإبعاد شبح الحرب عن لبنان؟ وهل تكفي نقاشات الأعوام السابقة حول دور ومهام تلك القوات، كمقدمة للتجديد أو لعدم حصوله؟ وهل سيحمل التجديد إذا حصل باتّفاق سياسي، الأمان والهدوء لجنوب لبنان، حتى ولو كانت حرب غزة لا تزال مستمرّة بحلول الصيف القادم؟ وهل يكفي القرار 1701 لخلق بيئة الأمان اللازمة؟

 

غزة جديدة

أسئلة كثيرة تُطرَح، فيما لا أحد قادراً على البتّ بشيء منها. ولكن ما يعنينا نحن الشعب اللبناني، هو أن هناك كثيراً من الأمور المُقلِقَة وغير المُريحة، التي تُطبَخ من خلف انتباهنا في ظُلمة ليالي التصعيد العسكري المتواصل جنوباً، والذي لا مجال لنجاح أي تسوية سياسية لوقفه، بمعزل عمّا يجري في قطاع غزة.

وتزداد الاحتمالات المُنتَظَرَة سوءاً بقول وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الحرب ستكون صعبة على إسرائيل، لكنها ستكون مدمّرة للبنان.

فمن حيث الظاهر، هذا الكلام ليس جديداً، لا سيّما أننا اعتدنا على الاستماع الى ما يُشبهه منذ تشرين الأول الفائت. وأما من حيث المضمون، فيحذّر بعض الخبراء العسكريين اللبنانيين من كلام يتبلّغه بعض المسؤولين السياسيين في لبنان من شخصيات أجنبية، يقول إن اندلاع أي حرب على الساحة اللبنانية ستحوّل لبنان الى "كومة تراب" في وقت قياسي، لا سيّما إذا تمّ تدمير ما بين 400  و500 هدف فيه (لبنان) يومياً، خلال ثلاثة أيام مثلاً. ففي تلك الحالة، سيكون الدمار هائلاً، وسيشمل مناطق واسعة، وهو ما سيجعل من لبنان غزة جديدة على شاطىء البحر المتوسط، بكل ما للكلمة من معنى.

 

من دون شمس

لن نسأل عمّا يمكن للدولة اللبنانية أن تفعله، أو عمّا هي تقوم به الآن، لعلمنا أن لا دولة في هذا البلد أصلاً، سواء كنّا بحالة حرب أو لا. ولكن ما نعلمه هو أننا أمام أشهر مصيرية وخطيرة، وفي عُمق مرحلة قد تكون الأخطر من عُمر لبنان.

فهل يُقفل التنّين فمه بالكامل؟ متى؟ وماذا بعد هذا الإقفال الكبير، وانتهاء التدمير إذا حصل؟

قد يصحو من قُدِّرَ له أن يعيش في تلك الحالة، على يوم جديد بالفعل، بعد انتهاء الحرب. ولكنه سيجد أن اليوم الجديد هذا، من دون شمس...

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة