الأطعمة غير النّظيفة والثياب المُسبِّبَة للحساسية... ليست هدايا للفقراء... | أخبار اليوم

الأطعمة غير النّظيفة والثياب المُسبِّبَة للحساسية... ليست هدايا للفقراء...

انطون الفتى | الجمعة 05 أبريل 2024

القاعدة الأمثل التي يمكن تطبيقها هي "من ساواك بنفسه ما ظلمك"

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

مهمّ جدّاً جدّاً وجدّاً، لمن يريد أن يساعد الناس، أي الطبقات الفقيرة والمُعوَزَة منهم تحديداً، أن يحفظ لهم كرامتهم ككائنات بشرية تستحقّ الاحترام والكرامة.

 

"بهدلة"

ولكن مع الأسف، هذا ما لا نراه كثيراً على شاشاتنا، خصوصاً في مواسم برامج الرّبح، وتخصيص الهواء لاتّصالات، أو لجمع مساعدات وتبرّعات.

فعلى سبيل المثال، قد يكلّف ربح حفنة من المال، أو من القسائم والجوائز، أو تجميع ثمن علاج... (قد يكلّف) الاضطرار للظّهور بحالة السذاجة التي تلامس "البهدلة" أحياناً كثيرة، طبعاً بالنّسبة للأشخاص الذين يقبلون لأنفسهم تلك الصورة.

ولكن لا بدّ من لفت نظر صغير لبعض القيّمين على بعض البرامج، الى أن نجاح أي شيء أو أي أحد، لا يكتمل إلا بحفظ حقوق الجميع، بدءاً من كرامة المتّصل أو المُشارِك، وصولاً الى نِسَب المشاهدة، والاستقطاب الإعلاني وأرباحه.

 

الطعام...

في أي حال، تذكّرنا المساعدات دائماً بحملات جمع الثياب، والأحذية، والأطعمة... بهدف منحها للفقراء بدلاً من رميها. وهذا أمر أكثر من ممتاز. ولكن الى أي مدى يتوجّب الاهتمام ببعض التفاصيل البسيطة، التي تسمح للعطيّة بأن تكون فعّالة، وهدية قيّمة ربما، مهما بَدَت لبعض الأشخاص من دون أهميّة.

فقبل جمع الأطعمة، والمُناداة بذلك في أي مكان، والتفاخُر بتوضيب ألف، أو مليون، أو مليار... وجبة، لا بدّ من تثقيف واهب الطعام حول كيفيّة وجوب تناول وجباته هو أولاً، وذلك قبل أن يحدّد ما يمكنه التخلّي عنه، أو ما يفضل عنه للآخرين.

فعلى سبيل المثال، لا يجوز لمن يدخل الحمام ويعود الى طاولة الطعام من دون غسل يدَيْه بحجّة أن "ما دقرت شي"، أن يترك أي جزء من طعامه للآخرين، ولا حتى على سبيل مساعدات، وإطعام الجائعين...

كما لا يجوز سَحْب ما رُمِيَ من أطعمة في مستوعبات نفايات عامة، أو في سلّة مهملات خاصّة، من أجل منحها للفقراء على أساس أنها وجبة فقير ومُحتاج. فهذا لا يجوز حتى ولو كانت بعض أنواع السلال التي توضَع فيها الفضلات، نظيفة (من حيث الظّاهر).

 

"أعمال الرّحمة"

نكتفي بهذا القدر، لننتقل الى الثياب، والأحذية، وغيرها من الحاجات. وهنا أيضاً، نلفت الانتباه الى أن "اهتراء" الكنزة مثلاً، أو الحذاء، أو أي قطعة، لا يجعلها هدية للفقير والمُحتاج.

كما أن الحذاء الذي يتسبّب بوجع في القدمَيْن ربما، أو قطعة الثياب التي تفعّل بعض أنواع الحساسية الجلدية (بالنّسبة لبعض الناس خصوصاً)، لا يجعلهما هدية للفقير، والمُحتاج. والأمثلة تطول وتطول هنا، لو أردنا أن نوسّع دائرة الكلام.

في أي حال، الفقر ليس عيباً. والتفكير بالفقير قد لا يكون إنجازاً بحدّ ذاته، إلا إذا اقترن بمساواة المُحتاج بالذّات التي تساعده. والقاعدة الأمثل التي يمكن تطبيقها ضمن إطار مُساعدة "المُرتاح" للمحتاج هي "من ساواك بنفسه ما ظلمك". فما يرتديه، أو ما يأكله، ويشربه... الأول، يُمكنه أن يمنحه للثاني أيضاً. ففي تلك الحالة وحدها، نقترب الى شيء من "أعمال الرّحمة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار