في لبنان الآن... إذا ذهبت الى طبيب فسيُجيبك أنك بحاجة الى طبيب!... | أخبار اليوم

في لبنان الآن... إذا ذهبت الى طبيب فسيُجيبك أنك بحاجة الى طبيب!...

انطون الفتى | الإثنين 08 أبريل 2024

درباس: المواطن يتمسّك بالدولة رغم أمراضها

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

كيف يمكن لدولة أن تحارب اقتصاد "الكاش"، وأن تضبط حدودها، وعمليات التهريب التي تتمّ عبرها، وأن تدقّق في ما ومن يدخل ويخرج منها عموماً، وأن تُمسِك بقراراتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، إذا كان لا مجال فيها للتقاضي بشكل عادل على أي صعيد؟ وإذا كان لا يمكن للمواطن فيها أن يحصل على حقّه بسهولة؟ وإذا كان يتوجّب على الإنسان فيها أن يكون رجل دولة، ورجل أمن، ورجل عسكر، ورجل قانون، وأن يكون مُحقِّقاً، ومُدقِّقاً، ومُحاسِباً، ومُصوِّراً، ومُوثِّقاً، وأن يجمع الإثباتات والمستندات والصّوَر والفيديوهات... بنفسه، عن أي انتهاك أو "هجوم" يتعرّض له، وأن يقدّمه لجهات معنيّة باتت موجودة وغير موجودة، في وقت واحد؟

 

"حرير رح نلبس"...

هذا مع العلم أن ما سبق ذكره، قد لا يسمح بالدّفع باتّجاه العدالة. فتلك الأخيرة قد تحصل عليها إذا كنتَ محظيّاً، أو مسميّاً على أحد، أو جهة. بينما المُعتدي عليك قد يحصل هو على ما يُسمّيه عدالة، تقول له إن ما يرتكبه من اعتداء على حقوق الآخرين هو حقّ، إذا كان من المحظيّين، أو التابعين، أو الزاحفين... لدى جهة سياسية أو حزبية.

و"حرير رح نلبس" في هذا البلد، طالما أن هذا هو الواقع فيه.

 

لن يستسلم...

أوضح الوزير السابق رشيد درباس أنه "عندما تُصاب الدولة بمرض كبير في عمودها الفقري، لا يعود من مجال للسؤال عن أسباب ظهور ضعف في قدمَيْها، أو في يدَيْها، أو في حركتها. وإذا كان هذا المرض لا يُعالَج، فمن الطبيعي أن يتفاقم ويتمدّد بمفاعيله الى باقي أنحاء الجسم".

ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "في الضفّة الأخرى من هذا الواقع، يبرز المواطن الذي يقوم بكل شيء بيده. وهذا دليل على أنه مواطن يتمسّك بالدولة رغم أمراضها، وبوجوده فيها، وبمواطنيّته. وهو يقوم بكل ما يفعله ليقول إنه لن يستسلم".

 

الثقة...

وأشار درباس الى أنه "لا يمكن للقضاء أن يستعيد حيويته لوحده بعلاج ذاتي. فلا هو جاهز ليقوم بذلك، ولا الدولة جاهزة. وبالتالي، عندما يُعاد تشكيل الدولة اللبنانية، فمن أول الأشياء التي ستحصل هي إعادة تشكيل القضاء، ولكن وفق أُسُس جديدة هذه المرّة، تحول دون أن يتهتّك من جديد، بالشكل الذي تهتّك به سابقاً".

وأضاف:"كل مواطن في لبنان "عم يدبّر راسو" الآن، لماذا؟ الكل يحتاج الى سلطة والى أمن مُعمَّمَم في كل مكان. ولكن كم هو راتب العسكري شهرياً؟ وما هي كميات المحروقات التي يحصل عليها؟ وكم هو عدد الآليات والتجهيزات الجاهزة للقيام بالأدوار الأمنية المطلوبة؟ فالواقع يقول إننا في بلد لا يمتلك الكثير من الأساسيات. فإذا كان رئيس الحكومة يقول للناس إن أمر الحرب ليست بيدنا، وإذا كان مجلس النواب يقول للناس إن انتخاب الرئيس ليس بيدنا، وإذا ذهب المواطن الى الطبيب فسيجده يقول له أنت تحتاج الى طبيب، وإذا ذهب الى قاضٍ فسيُجيبه ماذا أفعل لك؟ وأمام هذا الواقع، ماذا يمكننا أن ننتظر؟".

وختم:"الحرب قائمة في لبنان الآن. ولكن أسوأ ما تفعله (الحرب) لا يقتصر على أنها تُميت الناس فقط، إذ إنها تخرب الاقتصاد أيضاً، لدرجة أنه يُصبح بحاجة الى سنوات قبل أن يُستعاد. هذا فضلاً عن أنها تُفقدنا الثقة الداخلية والخارجية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار