الجنوب منطقة منكوبة... هل يؤدي الاعلان الى استنفار محلي ودولي ؟ | أخبار اليوم

الجنوب منطقة منكوبة... هل يؤدي الاعلان الى استنفار محلي ودولي ؟

كارول سلّوم | الإثنين 08 أبريل 2024

الجنوب منطقة منكوبة... هل يؤدي الاعلان الى استنفار محلي ودولي
إمكانات الدولة معدومة ولا قدرة لديها لصرف أي تعويض

كارول سلّوم – "أخبار اليوم"
لم يأت إعلان مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة منطقة الجنوب منكوبة زراعيا واقتصاديا إلا بعدما رفع المعنيون الصوت حيال ما تشهده هذه المنطقة من ازمة جراء القصف الإسرائيلي عليها، فهذه المنطقة التي لا تزال تحت مرمى نيران العدو، وسجلت خسائر في الأرواح والممتلكات وغادرها عدد من أبنائها، ودمرت اراضيها ومحاصيلها الزراعية، وكان لا بد من أن يحضر ملفها على طاولة الحكومة كما في اجتماع موسع عقد في السراي برئاسة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجي ميقاتي حيث النقاش كان بالأرقام والخسائر على مرأى من مسؤولي المجتمع الدولي.
فبعد إعلان الجنوب منطقة منكوبة، كان التحرك الرسمي إنما من دون قرارات، وربما كان مطلوبا ان تعرض الوقائع تمهيدا لمرحلة مقبلة.
فماذا يعني هذا المصطلح؟ "المنطقة المنكوبة" هي تلك التي تتعرض لأضرار بالغة سواء جراء الكوارث الطبيعية أو غير ذلك، التي ينتج عنها معاناة إنسانية جسيمة مثل نقص في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والرعاية الطبية وتشريد السكان وتدمير وضياع الممتلكات... ما يعني أنها مسرح لحالة طوارىء وبالتالي فهي مؤهلة لتلقي امدادات الإغاثة والمساعدات المحلية والدولية.
وترى مصادر وزارية عبر وكالة "أخبار اليوم" أن المبادرات أطلقت في هذا الموضوع وكان الهدف التركيز على هذه الخسائر الفادحة المعرضة للأرتفاع في ظل مواصلة الحرب، فلا يمكن الحديث عن مبالغ محددة أو حتى ارقام تقريبية، لكن الثابت حتى الآن انها مخيفة، وقد تناولها المجتمعون في السراي في سياق اطلاع المسؤولين الدوليين على آثار الاعتداءات الاسرائيلية بهدف تكوين صورة قبل أي تحرك مرتقب سواء في سياق دعم الجنوب من خلال حراك ديبلوماسي أو تقديم مساعدات مادية له.
واكدت المصادر أن الدولة اللبنانية تدرك أن هذه الحرب ما تزال قائمة إنما من واجباتها التوقف عند انعكاسات هذا العدوان، ومعلوم أن السفراء الأجانب وعددا من المسؤولين ينقلون ما سجلوه إلى رؤساء دولهم.
وتشدد المصادر نفسها على أن إمكانات الدولة معدومة ولا قدرة لديها لصرف أي تعويض وعلى الرغم من ذلك تجري الإحصاءات اللازمة، وهي ليست غائبة عن الواقع الميداني إنما الظروف لم تعد هي نفسها، فضلا عن أن الجهود الدولية يجب أن تنصب من أجل ردع إسرائيل عن عدوانها.
وتقر بأن هناك قرى مدمرة ومنازل لم تعد صالحة للسكن فضلا عن مواسم زراعية اتلفت وارزاق مواطنين اقفلت، واراض لم تعد مأهولة يعني في المختصر نكبة زراعية ضخمة تجر معها نكبة اقتصادية دون معرفة مصير المرحلة ولا حتى مصير الجنوب في ضوء التهديدات الإسرائيلية المتكررة.
ولم تستبعد المصادر عينها أن يقوم تحرك مماثل للحكومة في مرحلة لاحقة كي لا يبقى الجنوب متضررا في الوقت الذي يجب أن تتضافر فيه الجهود من أجل إنقاذه وتجنيبه المزيد من المآسي.
إضاءة الحكومة واجتماع السراي على واقع الجنوب يستدعيان استنفارا محليا ودوليا واسعا قبل فوات الاوان، ولعل إعلان الجنوب منطقة منكوبة امر ضروري ولو اتى ذلك متأخرا .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة