معظم حلفاء طهران في المنطقة العربية هم الأبْعَد عن حقيقة إيران؟؟؟... | أخبار اليوم

معظم حلفاء طهران في المنطقة العربية هم الأبْعَد عن حقيقة إيران؟؟؟...

انطون الفتى | الإثنين 08 أبريل 2024

شعوب الشرق الأوسط لم تتعلّم الدرس بَعْد

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

تؤكد الوقائع اليومية أن كل فئة من فئات الشرق الأوسط تعيش على هواها، وأنها تريد جرّ الآخرين للعيش كما يحلو لها.

فالفئات المتعطّشة للحروب والمشاكل دائماً، تعيش كما لو أن الحياة هي حرب ومواجهات دائمة، ليس بالعسكر والأمن فقط، بل بالاقتصاد، والمال، والأعمال، والديبلوماسية، والسياسة... أيضاً، وذلك بموازاة شرائح أخرى متعطِّشَة لاستقطاب شعوب وحكام وفُرَص كوكبنا والفضاء ربما إليها، ولو بأي ثمن، ولو بخطوات غير محسوبة تماماً في بعض الأحيان. وهي فئات عاجزة عن تعميم ما تتحدّث عنه من فرص وازدهار.

 

مصالح

وبين هذه الفئة وتلك، تحالفات دولية تدخل منطقتنا لا لشيء سوى لتعميق النّفوذ، والبحث عن الثروات والمصالح، وصفقات بيع الأسلحة، وإبرام الاتّفاقيات.

ولكن اللافت للانتباه جدّاً، هو كيف أن شعوب الشرق الأوسط لم تتعلّم الدرس بَعْد، رغم أن الصورة الإقليمية العامة والكبرى تشرح عن نفسها بنفسها.

فعجباً كيف أنه حتى الساعة، هناك من لم يتعلّم بَعْد أن لا همّ لدى الولايات المتحدة الأميركية سوى مصالحها، واقتصادها، وأن لا شيء يُقلق أوروبا سوى فقدان ما تبقّى لها من نفوذ في ساحات العالم، وأن لا تركيز لدى روسيا سوى إزاحة النّفوذ الغربي من أي بقعة عن وجه الأرض للحلول مكانه، وأن لا جهد لدى الصين سوى لافتتاح مزيد من الأسواق لها ولبضائعها.

وعجباً كيف أن حتى الساعة، هناك من لم يتعلّم بَعْد أن لا دخل لإيران تماماً بالصراع القديم القائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأن الإيرانيين يستثمرون به على قدر ما يحتاجون وما يربحون، ومن دون أي نقطة زائدة على هذا الصّعيد. فيما لم يستوعب كثيرون أيضاً، أن الدول العربية التي كانت تتحدّث عن قضية فلسطينية في الماضي، ليست هي نفسها التي تتحدّث عن غزة والضفة الغربية والقدس وفلسطين، اليوم.

 

أمبراطورية...

يؤكد مُطَّلِعون أن لا دخل لإيران بمعظم الأصوات "المُمانِعَة" التي تتحدّث عنها وعن سياساتها وعن قوّتها... في المنطقة العربية، أي تلك الحليفة لها في العالم العربي. فتلك الأصوات قد تكون الأبْعَد عن حقيقة طهران.

فإيران هي إيران، أمبراطورية فارسية حتى النهاية، تحسب كل خطوة وموقف وسلوك "عا القدّ". وهي تواجه الولايات المتحدة وتحاورها في وقت واحد.

والولايات المتحدة الأميركية هي الولايات المتحدة الأميركية، أي الدولة التي لديها أولوياتها. والدولة التي لا تعمل لدى أحد في الشرق الأوسط، بل تعمل من أجل نفسها ومصالحها. وهي الدولة التي تستفيد من إيران الأمبراطورية الفارسية ضابطة إيقاعات الشيعة في المنطقة العربية والإسلامية.

 

قبل فوات الأوان

ومن هذا المُنطَلَق، يُصبح الدور الإيراني مُفيداً جدّاً للأميركيين، الذين لن يحشروا أحفاد الفرس في أي زاوية، ولا حتى من أجل إسرائيل، وذلك حفاظاً على المصالح الأميركية مع طهران. فسياسة إيران الحالية هي نفسها التي كان ينتهجها الشاه في الماضي، أي سياسة توسيع نفوذ. وطالما أن هذا النّفوذ لا يصطدم بالمصالح الأميركية، فلا ضرورة لتحجيمه، ولا لوقفه عند حدود.

المهمّ هو أن تُدرك شعوب الشرق الأوسط عموماً، والشعب اللبناني خصوصاً، تلك الحقائق، وذلك قبل فوات الأوان. فشعوب المنطقة "استوت" بعدما حُوِّلَت الى وقود لحروب كثيرة، لا مجال لبلوغها خواتيمها النهائية إلا إذا أراد شعبنا الحياة يوماً، وإلا إذا التمسها من إرادته، وليس من القدر.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار