النموذج اللبناني الفاشل بالدليل القاطع... 49 عاماً... | أخبار اليوم

النموذج اللبناني الفاشل بالدليل القاطع... 49 عاماً...

انطون الفتى | الجمعة 12 أبريل 2024

الحياة تسير الى الأمام وهي لا تنظر الى الوراء لتُبقينا في تجارب الماضي

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

49 عاماً مرّت على اندلاع الحرب الأهلية في لبنان. فـ 13 نيسان هو اليوم الذي يوثّق فشل الشعب اللبناني، والذي يؤكد أن فلسفة لبنان - الدولة فاشلة أيضاً. فهو الرّقعة الجغرافية التي اتُّفِقَ على أن تكون دولة، والتي نجحت بأن تكون ممرّاً ربما، أو أي شيء، إلا دولة.

 

أسباب الفشل؟

فالنّموذج اللبناني فشل وشبع فشلاً. والسبب قد لا يكون التعددية الدينية والمذهبية الموجودة فيه، إذ إن دولاً عدّة في هذا العالم تزخر بتعدّديات دينية، أو عرقية، أو سياسية... وهي (التعدّديات) رغم ذلك نجحت في تأسيس اقتصاد متين، لدول متينة، ولو بعد اقتتال. وأما اللبنانيون، فهُم يسيرون من اقتتال الى آخر، ولا شيء سوى ذلك رغم مرور السنوات والعقود. فما هي أسباب فشل التجربة اللبنانية على كل المستويات؟

 

التعايُش

أعاد مصدر واسع الاطلاع "أسباب فشل اللبنانيين في بناء دولة الى عَدَم التزامهم بنصيحة وُجِّهَت إليهم في الأساس، وهي تقول إن ديمومة لبنان تتوقّف عند قدرة شعبه على النجاح في التعايُش. وهنا لا نتحدث عن مجرّد العيش معاً، كمجموعات دينية وطائفية مختلفة على أرض واحدة، بل عن العيش بتناغُم وتضامن وتكامل، رغم الفوارق الكثيرة".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "اللبنانيين فشلوا بحالة التناغم، وهم لا يزالون على تلك الحالة حتى الساعة. ففي الوقت الحاضر، هناك العديد من المكوّنات التي تعتقد أن سبب المشاكل في البلد تعود الى وجود سلاح أجنبي، هو إيراني تحديداً الآن، فيه. صحيح أن هذا السلاح مشكلة. ولكن في الماضي، كانت المشكلة موجودة أيضاً بسبب أحزاب أخرى مسلّحة أيضاً. فقضية الأحزاب المسلّحة، التي تسيطر على مناطق، والتي تقوم بأدوار الدولة وفق إيديولوجيا معينة، هي مشاكل يجب أن تُعالَج في لبنان. ولكن هذا العلاج يبقى مستحيلاً، إذا لم ينتبه اللبنانيون الى أن الحياة تسير الى الأمام، والى أنها لا تنظر الى الوراء لتُبقينا في تجارب الماضي".

 

ثورة...

وشدّد المصدر على أن "حتى أسماء الأحزاب يجب أن تتغيّر في لبنان، كبداية للأمل بإمكانية أن تُصبح لدينا دولة في المستقبل. فكيف يمكن التعايُش في بلد، وسط أحزاب تعمل في السياسة والاقتصاد والملفات الاجتماعية بأسمائها الدينية، أو بأسماء ذات أبعاد إيديولوجية، أو عسكرية؟ فتغيير أسماء الأحزاب اللبنانية هو إشارة أولى الى تقبُّل الآخر المختلف، والى الاستعداد للعيش معه في البلد".

وردّاً على سؤال حول سهولة وصعوبة الالتزام بالعلمنة، لدى كل المكونات اللبنانية، خصوصاً أن نسبة لا بأس بها من اللبنانيين ينظرون إليها (العلمنة) على سبيل الإلحاد، أجاب:"العلمنة ليست مسألة سهلة على أي طرف، إذ حتى إن المسيحيين في أوروبا تحاربوا لأسباب دينية في الماضي".

وختم:"بحسب النموذج الفرنسي مثلاً، لم تتعلمن فرنسا إلا بعدما تكبّدت إراقة الكثير من الدماء خلال ثورة، كانت الثورة الفرنسية التي قادت مسار تغيير الأفكار. ولكن لا أحد في لبنان قادراً على القيام بمثل تلك الثورة، ولا أحد يريدها".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار