لبنان في المرتبة الأولى... احزنوا وابكوا لأن خرابنا قريب؟؟؟ | أخبار اليوم

لبنان في المرتبة الأولى... احزنوا وابكوا لأن خرابنا قريب؟؟؟

انطون الفتى | الجمعة 12 أبريل 2024

من سيدفع الثمن بالأكثر مستقبلاً هي البلدان المكشوفة على كل الأزمات

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

 

مهما كثُرَت الصراعات بين الدول، وزادت حدّة التنافُس بين مختلف أنواع التحالفات والتكتّلات الدولية، إلا أن تبادُل بعض أنواع المعلومات والخبرات والمعطيات والجداول على المستويات العلمية، والطبية، والتكنولوجية، والاستخباراتية... يبقى قائماً، ويجب أن تكون الأمور على تلك الحالة دائماً، حفاظاً على توازن الكرة الأرضية وشعوبها.

 

تقهقُر...

ولكن ما يُنشَر من أمور بين الحين والآخر، بعد جائحة "كوفيد - 19"، واندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، وبعد تنامي الصراعات الأميركية - الصينية، يوحي بأن التصارُع الدولي وصل الى حدّ المساس بمستقبل الاستقرار العالمي بمستوياته كافّة، بدءاً من الفضاء، وصولاً الى استخراج المعادن النادرة وغيرها من الثروات، من باطن الأرض.

فالتنافُس يطاول المختبرات، والمجمّعات والبيانات الطبية، والعلمية... وبعض أنواع المعلومات الأمنية... ويطلع من باطن الأرض ليُناطح السحاب، والمناخ، وصولاً الى ما خارج الغلاف الجوّي، والذكاء الاصطناعي الذي يهدّد استمرارية حياة البشر على الأرض.

فهل يتقهقر كوكبنا تدريجيّاً؟ وهل من مجال لإعادة الترتيب؟ وكيف يمكن لذلك أن يكون مُتاحاً، طالما أن مشكلة بمستوى التغيّر المناخي، "تتمايل" بين أن تكون موضع متابعة رسمية، ومادّة لمؤتمرات وقرارات من جهة، وبين أن تُعامَل كمادة للاستثمار السياسي والاقتصادي، وللتصارُع الإيديولوجي، من جهة أخرى؟

 

ينهش نفسه؟

وكيف يمكن الحفاظ على مستقبل الحياة على الأرض، طالما أن الذكاء الاصطناعي بكل ما يحويه من مخاطر، خاضع للتنافس وللمزيد والمزيد والمزيد منه، الى درجة قادرة على تدمير حياة الناس و"من دون وعي"، وذلك بدلاً من أن يكون مادّة للتعاون على تنافُس سليم ومُساعِد لتسهيل حياة البشر على الأرض؟

وتزداد الأفكار التدميرية بين المنضوين في صفوف "نظريات المؤامرة" من جهة، وبين أولئك الرافضين لأي اعتراض، في معرض رفض المؤامرات، وعقد الاضطهاد، من جهة أخرى، فيما "يُنازع" كوكبنا رويداً رويداً.

في أي حال، نظرية المؤامرة موجودة في كل شيء، وهي كامنة في كل أنواع الأحداث، وهناك من يسوّقون لها. ولكنها بعيدة من العلم وحقائقه. ولكن اللافت للانتباه بالأكثر، هو أن الأزمات في العالم اليوم باتت مقصودة بنسبة كبيرة، ومن صنع الإنسان بسبب تقصيره، وجشعه، وطمعه، رغم أن الجميع يحذّرون من أننا بتنا في عالم "مُستوٍ" بالمخاطر والفشل. فهل ينهش الإنسان نفسه، ومستقبله؟

 

لبنان...

تتقاطع معظم الآراء على أننا نتّجه الى عالم أشدّ سوءاً وصعوبة، رغم تأكيدات تقول إن الولايات المتحدة الأميركية والصين تتبادلان كل شيء، حتى على الصعيد التكنولوجي، الى يومنا هذا. وتتوافق تلك الآراء أيضاً على أن هذا الأمر يساعد كوكبنا كثيراً، وذلك رغم توقّف التنسيق الأميركي - الروسي على مستويات عدّة، منذ أكثر من عامَين.

فالأميركيون والصينيون يحافظون على التنسيق والتبادُل. والصينيون والروس يقومون بذلك مع بعضهم البعض أيضاً. وهو ما يعني أن الصين تُمسِك حالياً بضفاف التنسيق بين الغرب والشرق، وتجمع معظم الأمور لديها. فما هي حدود الخيط الرفيع بين إيجابيات وسلبيات ذلك، على صعيد اختلال التوازن بين الأميركيين والروس، وتحويل بكين الى مركز تتجمّع فيه معظم المعلومات والبيانات العالمية؟ والى أي مدى يمكن لهذا الوضع أن يستمر؟

الأكيد هو أن من سيدفع الثمن بالأكثر مستقبلاً، من جراء اختلال التوازن العالمي بشكل كبير اليوم، هي البلدان المكشوفة على كل الأزمات، والتي تفتقر الى معظم أشكال وأنواع المقوّمات الصمودية. ونأسف إذا قُلنا إن لبنان في المرتبة الأولى، على هذا المستوى.

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار