الانباء- شغلت الصواريخ والمسيرات الايرانية التي أطلقت على إسرائيل العالم لعدة ساعات، وأصبحت الوجبة الوحيدة على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي على تنوعها.
اختلفت التفسيرات بين من قال إن إيران أعادت اعتبارها ووجهت ضربة كبرى إلى إسرائيل. وهناك من اعتبر أنه «سيناريو» تم التفاهم عليه إقليميا ودوليا يرضي إيران ولا يقلق إسرائيل.
لكن السؤال الذي يحتاج إلى إجابة: هل شكلت هذه الضربة قواعد اشتباك جديدة أم إنه ستتم العودة إلى الحرب الكلاسيكية غير المباشرة بين إيران وإسرائيل؟.. تضرب ايران عبر اذرعها في بلدان التحالف، وترد إسرائيل باستهداف التنظيمات الموالية لإيران في مناطق نفوذها وبشكل خاص في سورية.
وكانت الغارة الإسرائيلية مطلع الشهر الجاري على القنصلية الإيرانية في دمشق شكلت خروجا عن قواعد هذه الحرب غير المباشرة كون القنصلية تعتبر أرضا إيرانية، اضافة إلى صفة العسكريين المستهدفين في هذه الغارة، ما جعل العملية غير عادية ولا يمكن لطهران ألا تحرك ساكنا.
الرد على هذا السؤال ستجيب عنه الأيام المقبلة، وهل سترد إسرائيل على الصواريخ؟ وهذا مستبعد، إذ يبدو كأن هناك شبه تفاهم على سقف المواجهة الإقليمية.
وستبقى الأنظار مشدودة على مسار الغارات المتوالية التي تشنها اسرائيل على مواقع لإيران وحلفائها في سورية بشكل خاص من دون المساس بما يعتبر هجوما مباشرا على ايران. والسؤال أيضا: ما موقف ايران من هذه الغارات إذا ادت إلى استهداف شخصيات عسكرية رفيعة خارج المقرات الديبلوماسية؟ وهل ستعتبره طهران ضمن قواعد الحرب غير المباشرة، أم إنها ستعتبره استهدافا مباشرا لإيران؟
في المقابل، هل ستواصل إسرائيل شن هذه الغارات، أم إنها ستحد من هذه الاستهدافات وستعتمد انتقائية، أم ستمتنع عن ذلك كليا، او على الأقل تؤجل الرد لعدة اسابيع أو اشهر كما حصل عندما تسببت الغارات الإسرائيلية في إسقاط طائرة روسية بالمضادات الأرضية خلال الغارات الإسرائيلية على شمال سورية؟
وقتذاك سقطت طائرة روسية بعد إصابتها بنيران إسرائيلية وعلى متنها عناصر من الاستخبارات الروسية، وأدى مقتلهم إلى إحداث أزمة بين روسيا وإسرائيل وتاليا توقفت الغارات الإسرائيلية لعدة اشهر حتى تم التوصل إلى تسوية مع موسكو.
بعدها عادت الطائرات الإسرائيلية لتحلق في الأجواء السورية، وتوجه صواريخها إلى الأهداف المحددة.
ولا شك أن الأيام والأسابيع المقبلة كفيلة بالإجابة عن كل هذه الأسئلة.