يتصرّفون وكأنهم يرسمون خرائط العالم ولكنّهم يخربون لبنان... | أخبار اليوم

يتصرّفون وكأنهم يرسمون خرائط العالم ولكنّهم يخربون لبنان...

انطون الفتى | الأربعاء 17 أبريل 2024

ماذا فعلت مختلف الأطراف غير التهويل والحديث عن وضع خطير؟

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

بحسب المنطق، لا يجب أن تكون هناك علاقة بين انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وتشكيل حكومة، والقيام بأي عمل داخلي، من جهة، وبين حرب غزة من جهة أخرى.

فلبنان هو لبنان، وغزة هي غزة. والحرب التي تندلع في مكان معيّن، لا يجب تعميمها ولا تعميم نتائجها العسكرية وغير العسكرية، في أي بلد آخر، على مستوى التفاصيل الداخلية الدقيقة. هذا بحسب المنطق، ولو كنّا دولة فعلية في لبنان.

 

أمور أخرى؟

وأما من حيث الأمر الواقع، فيمكننا نحن في لبنان أن نتحمّل نتائج ما قد يجري على كوكب المريخ، من دون حدود أو خطوط حمراء، ومن خارج أي قدرة على الخروج من النّفق المُظلِم.

وأمام تلك الحقيقة الملموسة، هل يكفي انتخاب رئيس للجمهورية، أو تشكيل حكومة أصيلة، أو احترام أي نوع من الاستحقاقات والأصول الدستورية... لإنهاء تلك الحالة؟ وهل كان لوجود رئيس في لبنان، وحكومة أصيلة في أوان اندلاع حرب 7 أكتوبر 2023، أن يؤثّر على منع انزلاق الجبهة الجنوبية الى الحرب بالفعل؟ أم هناك حاجة الى أمور كثيرة أخرى، لا تتعلّق بكراسي أو مناصب؟

 

خلل كبير

شدّد مصدر مُتابِع على "وجوب التنبّه الى أن أي حادثة صغيرة تحصل في لبنان، قادرة على إشعاله بالتصريحات والتهديدات والأعمال المخلّة بالانتظام العام. وهذا خلل كبير على المستوى العام، يوازي خطر التعرُّض لحرب خارجية".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "معظم الكلام الداخلي فارغ، يركّز على ما يحصل وعلى احتمالات ما سيحدث في المنطقة، وكأن السياسيّين في لبنان هم الذين يضعون الخطط ويرسمون الخرائط، وذلك بدلاً من أن ينصرفوا الى الشؤون الاقتصادية والمعيشية الداخلية. حرب غزة مستمرّة منذ ستّة أشهر، فماذا فعلت مختلف الأطراف في لبنان غير التهويل، والحديث عن وضع خطير؟ وهل انهم قاموا بما يحسّن أوضاع الناس الحياتية، أو بما يدبّر شؤونهم في ما لو اندلعت الحرب الكبرى بالفعل؟".

 

 

اتّفاق داخلي

وأكد المصدر أن "دول العالم لا تنتظر لبنان، ولا تعمل لديه، وهي تدرك جيّداً وجوب حصول اتّفاق داخلي كمقدمة لتغيير الأوضاع. وأما السياسيون لدينا، فرغم علمهم بذلك، إلا أنهم لا يريدون أن يفعلوا شيئاً. فلا يهمّهم إذا وصل الناس الى مرحلة العجز التام، والمؤسف أن نسبة كبيرة من الشعب اللبناني أسوأ منهم، إذ تتقبّل خطابات الشحن السياسي والطائفي التي جرّبناها على مدى ثمانية عقود، والتي لمسنا جيّداً كيف ساهمت بتخريب كل شيء".

وأضاف:"نحن نتلهّى بمن يُحرق البلد بدلاً من أن ننصرف الى إخماد الحريق. وبالتالي، من يعمل على انتشال البلد من الحرب؟ فلنفعل ذلك أولاً، وقبل أن نتفرّغ لتحميل المسؤوليات لاحقاً. فهذه النّقطة يمكن معالجتها في المستقبل".

وختم:"معظم الأفرقاء يطالبون بانتخاب رئيس للجمهورية وكأن ذلك هو الحلّ الوحيد. ولكن إذا انتُخِبَ غداً، فمن سيؤلّف الحكومة؟ ومن سيضع بيانها الوزاري؟ ومن سيقوم بالتشريعات والإصلاحات المطلوبة؟ ألَيْس مجموع الأطراف الحاكمة كلّها، أي أولئك الذين نراهم يعرقلون، ونتذمّر من كثير ممّا يقومون به اليوم؟ بلى. وبالتالي، فلينصرف الجميع الى حوار داخلي، والى اتّفاق داخلي قبل أي استحقاق. فقد كان لدينا رؤساء وحكومات ومجالس نيابية في الماضي، وانزلقنا الى الأزمات والمشاكل والحروب رغم ذلك. وبالتالي، لا حلول فعلية من دون اتّفاق داخلي على كل الملفات، يسبق الإصلاحات، والمساعدات الخارجية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار