أغلبية النحر والانتحار | أخبار اليوم

أغلبية النحر والانتحار

| الخميس 01 أكتوبر 2020

بسام أبو زيد - "نداء الوطن"

 
الأغلبية النيابية التي يجري الحديث عنها في لبنان هي أغلبية تضم "حزب الله" و"حركة أمل" و"التيار الوطني الحر" وبعض حلفائهم، وفي المفهومين القانوني والدستوري لـ "الأغلبية النيابية" أنها القوة البرلمانية المتضامنة مع بعضها البعض وفق سياسات واضحة، وأن لها الكلمة الفصل في وجود أي حكومة والموافقة على برنامجها باعتبار أنها ستمنحها الثقة وستكون قادرة على محاسبتها إن هي أخطأت، ولكن هل هذه هي حال هذه الأغلبية النيابية في لبنان؟

الجواب هو طبعاً لا.

هذه الأغلبية لا تحمل من هذه الصفة سوى الإسم، وتُستخدم هذه الصفة من أجل تعطيل أي محاولة إنقاذية أو إصلاحية من خلال ما يعرف بحكومة مستقلة، بذريعة أن هناك تجاوزاً لهذه الأغلبية ولنتائج الانتخابات وأن هذه الأغلبية هي التي ستمنح الثقة للحكومة فكيف لها أن تقبل بحكومة لا تتمثل فيها ولا تشارك في تسمية وزرائها؟

إن هذا الكلام هو تكرار لوصفة الفشل، فهذه الأغلبية، فشلت في كل شيء ولم تحقق نجاحاً واحداً لا عندما شكلت حكومات وحدها وآخرها حكومة حسان دياب، ولا عندما كانت شريكاً في حكومات ما يعرف بالوحدة الوطنية إذ كانت ممارساتها ومطالباتها ومحاصصاتها من أهم أسباب فشل هذه الحكومات وتوريط لبنان واللبنانيين في المزيد من المآسي والمعاناة.

وعلى الرغم من كل ذلك يبدو أن هذه الأغلبية النيابية الزائفة لم تتعلم من كل هذه التجارب فهي مصرة اليوم على أن تتشكل حكومة جديدة كما الحكومات السابقة، وهي مصرة أيضاً على مواجهة المجتمع الدولي والمجتمع العربي والمؤسسات المالية الدولية، والحديث عن خيارات خيالية ووهمية، ولكن المفارقة أن هذه الأغلبية عاجزة وحدها عن تشكيل حكومة كما ترغب، فهي بداية تريد أن تلزم الأطراف الأخرى بالمشاركة معها في الجريمة المتمادية لإسقاط الوطن، وتريد منها أن تشكل واجهة تطل بها على المجتمعين العربي والدولي، وتريد أن تستخدم عنوان الوحدة الوطنية والبيان الوزاري ذريعة لتوريط لبنان في المزيد من المشاكل والحروب والأزمات.

كل هذا يبدو أنه لن يحصل هذه المرة، ولذلك تقف هذه الأغلبية عاجزة عن اتخاذ قرار في الموضوع الحكومي، علماً أن تصدعات كبيرة قد أصابت هذه الأغلبية وما بات يجمعها اليوم ليس سوى الحفاظ على بعض المصالح الآنية أو المستقبلية ومنها مثلاً رئاسة الجمهورية، وتأمين تغطية مسيحية لـ"حزب الله" حتى ولو كانت على جمر الخلافات، وخوف من ردات فعل متبادلة على أي انفصال أو طلاق، وهنا يمكن طرح الأسئلة التالية:

ما هو موقف "التيار الوطني الحر" مما طرحه ثنائي "حزب الله" و"حركة أمل" بخصوص المبادرة الفرنسية ولا سيما لجهة تركيبة وتشكيلة الحكومة ودورها؟ هل بالفعل يريد التيار أن يواصل ما يعرف بالتصدي لطروحات صندوق النقد الدولي والذهاب شرقاً لحل الأزمة؟ هل يعتقد التيار أن لبنان ما زال يحتمل المزيد من التوريط في مشاكل وأزمات وحروب المنطقة؟ هل يعتقد التيار أن الثمن الذي يدفعه ودفعه اللبنانيون هو أقل من الثمن الذي يمكن أن يدفعوه إن ترك هذه الأغلبية؟ هل يعتقد التيار أن مع طروحات حلفائه طريق الإنقاذ معبدة؟

الخيارات اليوم هي ليست بين هذا المنصب أو ذاك، الخيارات اليوم هي بين إنقاذ لبنان أو تدميره وطبعاً في هذا المجال لا وقت للتفكير أو للحسابات، لأن ببقاء البلد بقاء لجميع أبنائه ومكوناته، فالبلد ليس ملكاً لغالبية نيابية عاجزة، تخشى الذهاب إلى صندوقة الاقتراع وتفضل الانتحار او النحر الجماعي كي لا تهتز صورة عنجهيتها.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة