عندما سيُخبر اللبنانيون أحفادهم عن لبنان في "قصّة ما قبل النوم"... | أخبار اليوم

عندما سيُخبر اللبنانيون أحفادهم عن لبنان في "قصّة ما قبل النوم"...

انطون الفتى | الخميس 18 أبريل 2024

ضو: اللبنانيون غارقون بمعارك لا علاقة لها بالحفاظ على الكيان والوجود

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

إذا كانت قبرص، وهي الدولة العضو في الإتحاد الأوروبي، قادرة على تعليق النظر في طلبات اللّجوء المقدمة من سوريين، بعد الزيادة الحادة في عدد المهاجرين غير الشرعيين، ورغم الضّغوط والالتزامات الأوروبية التي لديها، فهذا يعني أنه يمكن للبنان أن يفعل الكثير على مستوى النزوح السوري لديه، ولكن لا أحد يرغب بذلك في الداخل اللبناني، كما يبدو.

وأمام هذا الواقع، هل اقترب اليوم الذي سيُخبر فيه اللبنانيون أولادهم، عن بلد كنّا نعيش فيه "في الماضي"، وكان اسمه لبنان؟

 

مشكلة...

رأى منسّق عام "التجمّع من أجل السيادة" نوفل ضو أن "موضوع النزوح السوري في لبنان يسير بين حدَّيْن. الأول هو حدّ القصور والجهل، والثاني هو حدّ المصالح السياسية والاعتبارات التي لا علاقة لها بالاعتبارات الوطنية. والأزمة مستمرّة بين هذَيْن الحدَّيْن".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "هناك مشكلة اسمها النزوح في لبنان. ولكن المشكلة الكبرى هي في غياب التصوُّر اللبناني لموضوع النزوح. فعندما تقول الدولة والقوى السياسية اللبنانية إن المطلوب من أوروبا والعالم أن يحلّا مشكلة النزوح، فهي تثبّت عجزها نفسه عندما تقول اتركوا المجتمع الدولي والعربي يعالج لنا مشكلة "حزب الله" وانتخاب رئيس للجمهورية. وهذا يؤكد أن الطبقة السياسية اللبنانية غير مؤهَّلَة لقيادة البلد على كل المستويات، ومنها موضوع النزوح السوري".

 

ماذا يمنع؟

وأشار ضو الى أن "لا شك في أن النزوح السوري مشكلة ذات أبعاد إقليمية ودولية. ولكن هذا لا يعني أن لا يكون لدى لبنان إطاره وتصوّره الخاص للتحرّك على هذا الصعيد، ولو بهامش غير مُطلَق. وبالتالي، ماذا يمنع القوى العسكرية والأمنية اللبنانية من أن تُفرّغ كل التجمّعات السورية الموجودة بين المنازل وفي المدن اللبنانية، ومن أن تجمعها في مناطق خاصّة، كما هو حاصل في كل دول العالم؟ فهذا هو الحال في الأردن مثلاً، وفي تركيا أيضاً، وفي غيرهما من الدول".

وأضاف:"ماذا يمنع حصر النزوح السوري في جرود سلسلة جبال لبنان الشرقية مثلاً، وضرب طوق أمني من قِبَل الجيش اللبناني حول تلك المخيمات لمنع الدخول والخروج منها، بموازاة السماح بإدخال المساعدات، والطلب من المجتمع الدولي أن يتحمّل مسؤوليته تجاههم على الصُّعُد التربوية والصحية والإنسانية، مع منع أي نازح من الخروج من هناك إلا باتّجاه سوريا، وعدم السماح لمن يعود الى بلده بدخول لبنان مجدّداً؟ ولماذا لا يطرح أي مسؤول سياسي رسمي خطة من هذا النوع؟ وماذا يمنع تنفيذها بشكل تجريبي أوّلي على نحو 50 ألف نازح مثلاً، في البداية؟".

وختم:"اللبنانيون غارقون بمعارك لا علاقة لها بالحفاظ على الكيان والوجود والدولة والاستقلال، بل هي ذات طابع من التسابق على السلطة، وعلى إدارة بلد ما عاد موجوداً مع الأسف".

 

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار