الجرح باليد و"السبيرتو" على الكتف... عندما تتحرّك "الخماسية" في ما لا حياة فيه... | أخبار اليوم

الجرح باليد و"السبيرتو" على الكتف... عندما تتحرّك "الخماسية" في ما لا حياة فيه...

انطون الفتى | الجمعة 19 أبريل 2024

لا مجال لأي تطوّر داخلي إنقاذي خلال مدى زمني منظور

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

عجباً كيف لـ "لجنة خماسية" تضمّ سفراء الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، ومصر، وقطر، والسعودية في لبنان، أن تقبل بأن تقوم بزيارات وجولات على كتل نيابية وشخصيات لبنانية، على صورة حراك ديبلوماسي يسعى الى إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان.

 

 

فليستتروا

وعجباً كيف يمكن لنواب أو شخصيات... لبنانية أن يتحدّثوا عن تلك الزيارات بشكل عادي، وذلك بدلاً من أن يستتروا ويخجلوا، وبدلاً من أن يقوم كل فرد منهم بما يتوجّب عليه لحلّ الأزمة الداخلية التي هي أعمق وأبْعَد من شغور رئاسي وحكومي في الأساس، والتي تُترجَم على شكل هذا النوع من الفراغ.

 

تسبّبوا بالأزمات...

ولكن ما الجدوى من تلك الزيارات والجولات؟ وكيف يمكن لدولة كبرى في العالم، ولأخرى وازِنَة في إقليمها، ان تُقحم سفيرها بزيارات استطلاع الأجواء، واستمزاج الآراء، ومحاولات تقريب وجهات النّظر، رغم معرفة الجميع بأن أكثر من نصف الزيارات تشمل أطرافاً تسبّبت بالأزمات الكبرى التي يُعاني منها الشعب اللبناني حالياً على المستويات كافة، وليس بالفراغ الرئاسي المتكرّر وبعرقلة تشكيل الحكومات المتكرّرة منذ سنوات، فقط؟

وبالتالي، إذا كان الحراك الداخلي العقيم مفهوماً على المستوى المحلّي، فكيف يمكننا أن نفهم التحركات الخارجية المعلوم سلفاً أنها عقيمة، في الداخل اللبناني؟

 

ثغرة في الجدار

أوضح مصدر سياسي أن "دول سفراء "الخماسية" تسمح لهم بالتحرّك لمحاولة إيجاد حلّ للجمود السياسي الداخلي انطلاقاً من أن الشعب اللبناني هو الذي انتخب الأطراف والنواب والشخصيات التي يزورونها. وبالتالي، هؤلاء يمثّلون الشعب اللبناني في النهاية، بنظر العالم".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الدول التي تحرّك مساعيها وسفيرها في بلد جامد بهذا الشكل مثل لبنان، تحاول أن تُحدث شيئاً ملموساً يساعدها على حفظ سياستها ونشاطها ونفوذها فيه أيضاً. هم يعرفون أن لا أمل أو تطوُّر ممكناً الآن، ولكنّهم يحاولون ويلتقون مع مختلف الأطراف، علّهم يُحدثون ثغرة في جدار التأزُّم الداخلي".

 

ليسوا مُستعجلين

وأكد المصدر أنه "رغم حراك سفراء "اللجنة الخماسية" وكل الزيارات الدولية التي يشهدها لبنان من حين لآخر، والزيارات المحلية الى الخارج، إلا أننا ننصح الشعب اللبناني بأن لا ينتظر شيئاً. فلا مجال لأي تطوّر داخلي رئاسي أو حكومي أو إصلاحي إنقاذي خلال مدى زمني منظور".

وختم:"إذا اتّفق سفراء "الخماسية" على شيء ونسّقوا فيه مع إيران، ووافقت الأخيرة على السّير به، فعندها يمكن انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة في وقت مقبول، رغم استمرار الحرب في قطاع غزة. ولكن لا أحد مستعجلاً. فلا إيران مستعجلة لانتخاب رئيس في لبنان قبل انتهاء الحرب، ولا دول سفراء "الخماسية". وبالتالي، يُشبه الوضع اللبناني حالياً حال من تكون يده مجروحة، فيما يقوم هو بوضع "السبيرتو" على كتفه، أي ان الداخل اللبناني نفسه ليس مستعجلاً على أي حلّ. ولذلك، لا تنتظروا شيئاً مختلفاً خلال وقت قريب".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة