مساحات غير آمنة أقرب من أميركا والصين... | أخبار اليوم

مساحات غير آمنة أقرب من أميركا والصين...

انطون الفتى | الثلاثاء 23 أبريل 2024

حايك: الإطار القانوني يجب أن يكون موجوداً دائماً

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية والصين "تتقاتلان" وتتنافسان عالمياً بوسائل غير تقليدية، من بينها "تيك توك" والرقائق والفضاء التكنولوجي في عصرنا الحاضر، إلا أن المساحات السياسية والعسكرية والاستخباراتية والاقتصادية... التنافُسيّة في عالم التكنولوجيا ليست جديدة، وهي معلومة لدى كل سكان العالم.

 

ولو قليلاً...

ورغم معرفة الشباب والكبار والصّغار في دول العالم كافّة، خلفيات وأسباب وملموسات "المساحات الضارّة" في عالم الإنترنت والتكنولوجيا، إلا أن جميعهم تقريباً يتحرّكون في تلك المساحات من دون تدقيق فعلي.

فما هو سبب فقدان أي نوع من الرقابة البشرية الذاتية في هذا الإطار، حتى في أكثر أوقات تبادُل الفضائح بين الدول أو شركات التكنولوجيا، في ما يتعلّق بتقارير عن انتهاك الخصوصيات، والبيانات الشخصية...؟

صحيح أن البشر العاديين ليسوا بمستوى السياسيين أو كبار الشخصيات العالمية، وأنهم لا يحتفظون بوثائق تستحقّ عناء وكلفة اختراقها أو قرصنتها. ولكن فقدان أي نوع من الضوابط والحذر لدى العدد الأكبر من الناس عالمياً، في أوان "السباحة" في "العوالم التكنولوجية" هو مسألة تستحقّ التوقّف أمامها، ولو قليلاً.

 

خيط رفيع

أوضح الأستاذ الجامعي، والخبير في مجال الاتصالات طوني حايك، أنه "يمكن رؤية الواقع هنا من منظار المستهلك للتكنولوجيا. ففي العادة، هو لا يدقّق بتفاصيل تتعلّق بما إذا كان هذا الشيء أو ذاك يؤذيه أو لا، بل يقوده الفضول وحب البحث والمعرفة لديه دائماً، الى مساحات قد يعتبرها مسموحة له ضمن إطار الحرية الشخصية".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الخيط بين المساحات الشخصية المُباحة والمساحات العامة غير المُباحة رفيع جدّاً، ويمكن لإنسان أن يتخطاه من وقت لآخر. ومن هنا ضرورة إيجاد إطار قانوني واضح وصارم مع مفاعيل ومواكبة وملاحقة، بهدف توضيح الأمور على صعيد المحظور وغير المحظور".

 

مواصفات...

ولفت حايك الى أن "الفارق شاسع جدّاً بين دولة مثل الصين، حيث الحريات الشخصية مضبوطة كلياً ومُستباحة للدولة، من جهة، وبين الولايات المتحدة الأميركية حيث النموذج المُعاكِس كلّياً. ولكن الإطار القانوني يجب أن يكون موجوداً دائماً، وأن يحدّد مواصفات الحريات، ومن له الحق بالولوج الى البيانات ومن لا يحق له بذلك، وغيرها من الأمور، حتى تكون حرية الشخص محفوظة كما يجب".

وأكد أن "ما يُحكى عن مخاطر الاختراقات للهواتف والبيانات الخاصة للإنسان صحيح في بعض الأحيان والحالات. ولكن الحرب على التكنولوجيا وتطورها مسألة عبثيّة. والمثال على ذلك، هو أنه لا يوجد أي شخص على وجه الأرض قادر أن يعيش من دون هاتفه الخلوي بشكل كامل. فالإنسان بات مُسيَّراً من قِبَل التكنولوجيا وليس مُخيَّراً تجاهها. هذا مع العلم أنها (التكنولوجيا) اختراع لمساعدة الإنسان، ولكنّه حوّلها واستعمالاتها الى أمور خارج عن إطار الخير".

وختم:"لا يمكن التعميم طبعاً. فالتكنولوجيا بحدّ ذاتها هي اختراع مُفيد. والمثال على ذلك تكنولوجيا التطوّر الطبي، التي تُثبت أنها قادرة على مساعدة الإنسان في التخلُّص من مشاكل يعاني منها، ويتعذّر عليه ذلك لوحده. ولكن المشكلة تكمن بجشع البشر، وباستعمالهم التكنولوجيا بشكل خاطىء يجعل سلبياتها تطغى على إيجابياتها".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار