«جدار فصل» لجهة بحر بيروت! | أخبار اليوم

«جدار فصل» لجهة بحر بيروت!

| الخميس 25 أبريل 2024

الانباء- عامر زين الدين

واحدة من المفارقات اللبنانية النادرة: بناء صغير في منطقة المنارة القديمة في العاصمة اللبنانية بيروت اكتسب شهرة واسعة منذ العام 1954، وتحولت عنوانا متقدما «للكيدية»، فاقت على ما عداها من الخصومات والانقسامات الأهلية والاجتماعية التقليدية، وباتت «مضرب المثل» في حالة نشوب الخلافات والنزاعات على «شبر ارض».

القصة بدأت عندما شيد رجلا من آل الداعوق في أواخر ثلاثينيات القرن الماضي بناء نحيفا على نحو مختلف، يشبه إلى حد كبير الجدار الفاصل، بوجه بناء قريب لجاره من آل جدعون، رفع من خلاله سقف التحدي والخصومة إلى مستوى آخر.

تم تشييد البناء - الجدار، بهدف إفساد الواجهة البحرية التي يطل عليها «بيت الجيران»!

يبلغ عرض البناء النحيف قدمين فقط (0.6 متر) عند أضيقه، و14 قدما (4 أمتار) في أوسع مساحته. لكن رغم حجمه الصغير، كان المبنى صالحا للسكن، ويحتوي على غرف ومطبخ ونوافذ لوصول أشعة الشمس، إلى جانب الإطلالة على البحر.

ورث شقيقان قطعة أرض من والدهما، ولم يتمكنا من التوصل إلى نتيجة حول كيفية قسمتها، وتفاقم النزاع بعد مصادرة جزء من الملكية لصالح تشييد بنية تحتية للطريق العام، فأتت سلسلة من الأحداث ومشروعات البنية التحتية المحلية بتشييد المبنى على هذا الشكل الغريب العجيب، ليس لحجب إطلالة الجار على البحر فحسب، بل للتقليل ايضا من قيمة ممتلكاته.

المهندسون أقروا بفشل المخططين وهما مهندسان من آل عيتاني، لجهة إدراك آثار تدخلاتهم في هكذا امر، ما زاد من «الطين بلة» وساهم في تقوية الخلافات بين أبناء الحي الواحد، بغض النظر عما يحتويه المبنى بتلك المساحة الصغيرة، ذات التخطيط الشريطي، والذي تدخل به من غرفة إلى أخرى والمطل على البحر.

اما العامة من الناس المحليين كبارا وصغارا، الذين يعرفون القصة، فيعتبرونه «نموذجا صارخا للبغض والضغينة، التي تحجب المحبة والألفة والتواصل بين القلوب».

ويشرح بعضهم: «شخصان دخل بينهما الشارع، وتبين بعد مسح الأرض أن الشارع يمر بأرض احدهما وله بعد الأرض مسافة تصل إلى مترين. طلب من جاره إزاحة الشارع عند أرضه فرفض، فقال «لجاره طيب! اعطني اضافة متر مربع بعد الشارع فرفض». عندها بادره: «تعال واشتري العقار».

وكان العرض بسعر زهيد. حينذاك اقام صاحب الأرض المشروع، ومن حينه يعرف البناء باسم «الجكارة»، إلى تسميات أخرى عدة بذات المنحى.

البناء القائم ينطوي على جملة من الاعتبارات السلبية، وأولها كما يرى بعض سكان الحي، انه يكشف هشاشة العلاقات المجتمعية احيانا حينما تدخل المصلحة، ودور المهندس او سواه الذي يجب ان يغلب المصلحة العامة على الفردية.

والحال واقع يتناوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي على انواعها على نحو واسع ومثير.

كل يدلي بدلوه تعليقا على المسألة من وجهة نظره. وهذا ما حصل اخيرا عندما انتشرت صورة جديدة للبناء، اشتعلت بها وسائل التواصل بشكل كبير، ونالت التعليقات قسطا وافرا من انتقادات الجمهور.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


الأكثر قراءة