احتمالات التّصعيد ومتاهات الدهاليز الصحية السوداء تحت القنابل والصواريخ... | أخبار اليوم

احتمالات التّصعيد ومتاهات الدهاليز الصحية السوداء تحت القنابل والصواريخ...

انطون الفتى | الخميس 25 أبريل 2024

خليفة: لإبقاء الرهان على الدولة وعلى أنفسنا لتدبير أمورنا بطريقة منظّمة

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

 

وسط تسابُق واضح بين المساعي السياسية والتطورات الميدانية، يبقى هاجس الحرب الشّغل الشاغل للناس في لبنان، وكل مكان.

فماذا عن مصير أسعار الدواء، وإمكانية تأمينه في ما لو اندلعت الحرب في الأراضي اللبنانية بالفعل، بما يسمح للّبنانيين بأن لا يدخلوا في مزيد من المتاهات والدهاليز الصحية السوداء تحت القنابل والصواريخ؟ وهل يضغط المجتمع الدولي لمساعدة الشعب اللبناني في تلك الحالة، من زاوية إنسانية، ومهما تدهورت الأوضاع على الجبهة اللبنانية؟

 

أوضاع مختلفة...

ذكّر الوزير السابق الدكتور محمد جواد خليفة بـ "أننا مررنا بمرحلة مُقلِقَة على هذا الصعيد، في عام 2006 مثلاً، وقبله. ولكن الظروف كانت مختلفة تماماً آنذاك. فالوكالات والمستودعات كانت موجودة في لبنان في ذلك الوقت، بموازاة تخزين الأدوية. كما كانت مقرّات المكاتب العلمية لشركات الأدوية موجودة هنا أيضاً".

وأشار في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الوضع مختلف تماماً الآن، سواء على مستوى نظام التحويل المالي، أو كل باقي المقوّمات. كما لم تَعُد لدينا "الستوكات" التي كانت متوفّرة سابقاً. هذا مع العلم أن حدود سوريا كانت مفتوحة على الخليج في الماضي أيضاً، وهو ما كان يسمح بتأمين ما نحتاجه بوفرة. وأما اليوم، فقد باتت الأوضاع مختلفة".

 

الحلّ... في الداخل

ولفت خليفة الى أن "هناك بوادر أزمة وحرب غير مُعلَنة رسمياً، نعيشها بشكل يومي. ومن الطبيعي أن تضع الحكومة خطة طوارىء صحية تحسُّباً لإمكانية تطوّر الأمور، وأن تخرج بخلية أزمة تستدعي بواسطتها الوكلاء، وتطلب منهم ومن المورّدين أن يُطلعوها على ما لديهم من "ستوكات"، تمهيداً لحفظها في مناطق آمنة. هذه الامور يجب أن ترد في خطة طوارىء. ومن الطبيعي أن تكون الدولة أخذت مجموعة من الاحتياطات نظراً الى أن ما يجري حالياً من توتُّر وتصعيد كان بدأ منذ أشهر، ولا يشكل مفاجأة. طبعاً، نتمنى الهدوء، ولكن من الواجب أن نعمل للأفضل، وأن نتحسّب دائماً للأسوأ".

وردّاً على سؤال حول الشقّ السياسي من الأزمة الإنسانية والصحية في لبنان، أجاب:"كل الأزمات التي حصلت في البلد على صعيد الملفات المالية، وشلل الحكومات وغيرها، وليس الملف الإنساني فقط، مرتبطة بالسياسة. فهذه كلّها "أوركسترا" تسير معاً، وهي مربوطة بالضغط السياسي".

وختم:"هنا تتضاعف الحاجة الى أن تهتمّ الدولة اللبنانية بشعبها، وليس المجتمع الدولي. فلدى هذا الأخير عشرات المشاكل والحروب، سواء في أوروبا كحرب أوكرانيا مثلاً، أو في آسيا كمشاكل أفغانستان وغيرها، وصولاً الى أفريقيا كحروب ومشاكل السودان والصومال. والنموذج اللبناني من الأزمات ما عاد وحيداً في العالم، إذ بات يوجد الكثير غيره. وبالتالي، يجب إبقاء الرهان على الدولة اللبنانية، وعلى أنفسنا نحن كلبنانيين، لتدبير أمورنا بطريقة منظّمة".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار