رفح... لن تكون محطّة أخيرة في حرب قد تنتهي بتفجيرات غير تقليدية شديدة؟؟؟ | أخبار اليوم

رفح... لن تكون محطّة أخيرة في حرب قد تنتهي بتفجيرات غير تقليدية شديدة؟؟؟

انطون الفتى | الجمعة 26 أبريل 2024

من "تخاوى" مع التهديدات النووية في أوكرانيا قد "يبتلع" أي شيء في الشرق الأوسط

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

في العادة، يكدّ ويجهد أي شخص ويتعب، رغبةً منه بالنجاح وبإثبات الذات، وبنَيْل كل أنواع التهاني.

وأما نحن في لبنان، فنجهد ونتعب ونُكابد ونتحمّل، لنحصل على اللاشيء، أو على كل أنواع المُعاكسات. والمثال على ذلك، هو الحروب التي "نستضيفها" على أراضينا من خارج إرادتنا، ونتائجها التدميرية إنسانيّاً واقتصادياً ومعيشياً، من خارج إرادتنا أيضاً.

 

 

"عقدة أخيرة"؟

ولكن القادم من المراحل قد يكون أشدّ سوءاً من كل ما مضى، بحسب أكثر من مُراقِب. الى درجة أن بعضهم يحذّر من أن حرب غزة التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، لن يتمكّن أحد من تحديد موعد نهائي لها، نظراً لتعميمها على ساحات أخرى كثيرة في المنطقة، بشكل يجعلها شبيهة بالحروب التي كانت تخوضها أمبراطوريات العصور القديمة على مختلف أنواع حدودها وجبهاتها الواسعة.

قد يظنّ البعض أن معركة رفح تشكل "العقدة الأخيرة" في حرب غزة، وأن حلّ تلك العقدة يعني وقف القتال، وارتفاع حظوظ التوصُّل الى اتّفاق نهائي وشامل. ولكن...

 

استعدادات

بعض الخطوات التي تقوم بها إسرائيل، تجعلنا نشتمّ روائح المزيد من المخاطر والتصعيد. ومن بينها، الاستعدادات لمُضاعَفَة الجهوزية الطبية، إذ تعمل إسرائيل على توسيع طاقتها الاستيعابية بمستشفى تحت الأرض في القدس، وذلك من خلال زيادة عدد الأسرّة. والمستشفى مُصمَّم لمقاومة الهجمات البيولوجية والكيميائية، وهو يحتوي على أبواب مُضادَة للانفجارات، ويمكن إقفاله لمدة قد تصل الى 96 ساعة. كما يمكن إخلاء الأشخاص الأكثر عرضة للخطر إلى مخابئ سُفلية فيه، خلال ساعات قليلة.

فهل ان من يقوم بهذا النوع من الاستعدادات، هو جهة تفكّر بربع الساعة الأخير من الحرب فقط، أي برفح مثلاً؟ أو هل انه يتحضّر لسيناريوهات شديدة الخطورة؟

 

الخطوط الحمراء

هنا، نتذكّر المعلومات المُتضارِبَة التي سبقت الضربة الإيرانية لإسرائيل، والتي أعقبت اندلاع الحرب في غزة. ففي تلك الفترات، انتشرت تصريحات إسرائيلية تتحدّث عن أو تدعو الى تجهيز الصواريخ ذات الرؤوس النووية، وذلك قبل أن تصدر إدانات دولية أحرجت الحكومة الإسرائيلية على أكثر من مستوى.

ورغم أن مختلف الآراء العسكرية والاستراتيجية تتطابق وتتقاطع على أنه لا يُمكن لإسرائيل أن تستخدم السلاح النووي تحت أي ظرف، لأنها بذلك ستكون تجاوزت كل الخطوط الدولية الحمراء، بشكل سيجعلها تفقد الدعم الأميركي نفسه، إلا أن بعض المراقبين يحذّرون أيضاً من حقيقة أن إسرائيل موجودة ضمن مساحة جغرافيّة صغيرة، وهو ما قد يجعل التهديد بإمطارها بكميات هائلة من الصواريخ والمسيّرات سلاحاً معكوساً، انطلاقاً من أنه قد يتحوّل الى ذريعة تسمح بالتغاضي الأميركي أو حتى الدولي عن قيام تل أبيب بتنفيذ أي نوع من التفجيرات غير التقليدية، التي قد لا تكون نووية تكتية بالضّرورة، تحت ستار حجج دفاعية.

 

خطورة كبيرة

هذا سيناريو خطير جدّاً، يهدّد بفناء الملايين من البشر في الشرق الأوسط. فهل يجد الضجيج النووي الذي كان بدأ قبل عامَيْن مع اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، ترجمته في الشرق الأوسط؟ وهل هناك من يجرّ شعوب منطقتنا لاختبار أي نوع من التفجيرات غير التقليدية؟ وهل تدخل منطقة الشرق الأوسط "التاريخ النووي" بسبب حرب غزة؟

لا بدّ من إنهاء تلك الحرب حالاً وسريعاً، ومن فعل كل شيء تسهيلاً لذلك. ولكن هل يفكر من يجهّز المستشفيات بالتوقّف في رفح فقط؟ وهل يفكّر من يصعّد ويزيد من تهديداته ومن تأكيد جهوزيّته، بعدما فقد معظم قدراته القتالية، (هل يفكّر) برفح أو بغيرها أصلاً؟

المسألة خطيرة جدّاً، ولا تحتمل الاستخفاف، خصوصاً أن العالم الذي "تخاوى" مع التهديدات النووية في أوكرانيا قبل عامَيْن، قد "يبتلع" أي نوع من التهديدات الفعلية في الشرق الأوسط. كيف لا، والعالم كلّه بات أقرب الى "مزراب"، يمرّ منه كلّ ما يمكن ضخّه فيه؟؟؟

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار