بين المنطق واللامنطق... معارضون وسياديون يعترضون على لقاء معراب! | أخبار اليوم

بين المنطق واللامنطق... معارضون وسياديون يعترضون على لقاء معراب!

| الأحد 28 أبريل 2024

ما جرى على خلفيّة اللقاء ليس سوى نكايات في زمن قضية كبيرة وخطيرة تهدد وجود الكيان والوجود المسيحي فيه

كتب المحرر السياسي

من المنطق أن يهاجم "حزب الله" وحلفاؤه و"التيار الوطني الحر" لقاء معراب المتعلق بتطبيق القرار ١٧٠١ لأن الدعوة في النهاية تركز على أن لا سلاح في لبنان سوى سلاح الجيش اللبناني وهذا الأمر مرفوض كليا عند هؤلاء.

ومن المنطق أيضا أن يحاول "معارضون" ينتمون إلى تيار "المستقبل" أو يدورون في فلكه و"معارضون" ينتمون إلى الحزب "التقدمي الاشتراكي" تهشيم هذا اللقاء والتقليل من أهميته فهؤلاء ليسوا عمليا معارضة في وجه "حزب الله" أولا وليسوا ثانيا في وارد تأييد أي حزب أو مجموعة مسيحية قوية فكيف إذا كانت "القوات اللبنانية"؟


أما ما هو غير منطقي فهو أن يعمد "معارضون" و"سياديون" و"حريصون على الوطن والدولة " من المسيحيين على تهشيم هذا اللقاء والتصدي له، فغمرتهم فرحة يمكن أن تتجاوز فرحة "حزب الله" بتحرير القدس عندما أخذوا مع غيرهم يروجون لفشل هذا اللقاء وانخفاض مستوى الحضور برأيهم، حتى أن هؤلاء تناسوا أن لبنان لايزال في حال حرب ومن دون رئيس للجمهورية ويعاني انهيارا ماليا واقتصاديا وصبوا كامل جهدهم من أجل تظهير ما يعتقدونه فشلا حتى أنهم نفضوا الغبار عن نائب سابق نسي اللبنانيون أنه كان في البرلمان، واخذ هؤلاء يبررون ما أقدموا عليه بعناوين لم يفهمها أحد ومنها أنهم مع اتفاق الطائف وهل لقاء معراب نقض هذا الإتفاق؟ أو أنهم مع مواجهة وطنية وهل لقاء معراب كان مقتصرا على المسيحيين أم أن منتمين لطوائف أخرى قرروا عدم الحضور؟ أو أن موازين القوى لا تسمح حاليا بالمواجهة وهل كانت هذه الموازين تسمح بذلك عندما ولد لقاء قرنة شهوان في زمن الوصاية السورية؟


من الواضح أن "المعارضين والسياديين والحريصين على لبنان والدولة" المعترضين على لقاء معراب لا هدف لهم سوى المشاركة في محاولة حصار وتهميش القوات اللبنانية مقدمين خدمة مجانية مقصودة لصالح محور الممانعة واضعين في حساباتهم أولوية تصفية حسابات شخصية مع رئيس حزب "القوات" سمير جعجع ولذلك يكثرون في مجالسهم الخاصة والعامة رفضهم لأن يكون جعجع قائد المعارضة وهو لم يطرح نفسه كذلك أبدا ولكن السؤال من يمكن أن يكون قائدا لهذه المعارضة وأي معارضة؟

لا يزال زعيم تيار "المستقبل" سعد الحريري تحت قرار تعليق العمل السياسي وبالتالي فقد أبعد هذا التيار نفسه عن المعارضة، علما أنه في الممارسة السياسية قبل تعليق العمل السياسي لم يكن هذا التيار معارضا حادا بل كان يدوّر الزوايا وينسج التفاهمات ويربط النزاعات تحت عنوان الوحدة الوطنية ومنع الفتنة.


أما الحزب "التقدمي الاشتراكي" فأبعد نفسه بشكل أو بآخر عن معارضة ترغب بالمواجهة ويتجنب إثارة الخلاف مع "حزب الله" تحت عنوان حماية الوجود والمصالح.
من تبقى إذا في المعارضة من قوى شعبية تملك حضورا شعبيا واسعا على الساحة اللبنانية؟
في الوقائع والأرقام لم تبق سوى القوات اللبنانية كحزب يملك قاعدة شعبية واسعة على مدى لبنان وكحزب يملك أكبر كتلة نيابية في البرلمان وكحزب قادر على تحريك الأرض عبر أنصاره وبالتالي يحق للقوات اللبنانية أن تلعب دورا قياديا في ما يعرف بالمعارضة وعندما تأتي قوة مسيحية أخرى في صفوف من يعرفون بالسياديين وتتفوق على القوات اللبنانية شعبيا وسياسيا عندها ستتراجع القوات اللبنانية عن أي دور قيادي لصالح هذه القوة الجديدة.

إن ما جرى على خلفية لقاء معراب من بعض من يدّعون معارضة "حزب الله" ليس سوى نكايات في زمن قضية كبيرة وخطيرة تهدد وجود الكيان والوجود المسيحي فيه وربما لم يتمكن هؤلاء من ان يرتقوا إلى مستوى هذه القضية فقرروا تقزيمها، وقد يكون البعض أيضا يعترض من مبدأ المغالاة في المعارضة فيرغب بأن يطلق جعجع مواجهة سياسية وعلى الأرض مع "حزب الله" ولكنه من المؤكد أن هؤلاء وإن أطلقت القوات هكذا مواجهة فسيرتدون عليها ويتهمونها بأنها ورطت المسيحيين في حرب وسيسألون من كلف جعجع باتخاذ هكذا قرار؟

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار