الضجيج في الأردن والتحضيرات في سوريا... دور جديد لدمشق بعد إنهاء حرب غزة؟ | أخبار اليوم

الضجيج في الأردن والتحضيرات في سوريا... دور جديد لدمشق بعد إنهاء حرب غزة؟

انطون الفتى | الإثنين 29 أبريل 2024

طول مدّة الحرب في الوقت الحالي مسألة حتميّة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

قبل نحو شهر من انعقاد القمة العربية في البحرين، استعرض وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، آخر التحضيرات المرتبطة بتلك القمة، وأبرز الملفات المُدرَجَة على جدول أعمالها، وتوحيد الجهود العربية لمواجهة التحدّيات الحالية، الى جانب تعزيز التضامن العربي، والعمل المشترك لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

 

"حماس" في سوريا؟

فهل من مساعٍ عربية لجعل سوريا الحاضن الجديد لحركة "حماس" في مرحلة ما بعد انتهاء حرب غزة، بشكل يُوكِل دمشق بإعادة "أدْلَجَة" الحركة بعد الحرب، وبإبعادها عن الفكر "الأخواني"، وبتوجيهها الى مشروع يبتعد عن إيران وتركيا، وذلك مقابل نَيْلها (دمشق) التمويل اللازم للقيام بهذا العمل، والثّمن المقابل له؟

فالانفتاح العربي على سوريا مستمرّ رغم تعثّره، ورغم ما يُعانيه الأردن على صعيد ملاحقة بعض الجهات المشبوهة على الحدود الأردنية - السورية. فهل نضجت ظروف تلزيمها (سوريا) بمشروع جديد، خصوصاً أن شبه الصمت السوري الكامل و"غير التقليدي" منذ بداية حرب غزة في تشرين الأول الفائت، يستحقّ التمعُّن والتوقُّف أمامه كثيراً؟

 

توجيه جديد؟

من جهتها، تؤكد "حماس" عبر عضو المكتب السياسي فيها موسى أبو مرزوق، أن الأردن سيكون الوجهة الجديدة لقيادات الحركة في حال غادرت قطر. فالمسؤول "الحمساوي" أشار الى أن مغادرة الدوحة غير قائمة حالياً، والى أن الحديث عن انتقال قيادات "حماس" الى العراق أو سوريا أو تركيا، هي مجرّد أجواء إعلامية للضغط على القطريين، لافتاً في الوقت عينه الى أن الأردنيين هم شعب مضياف وكريم ومؤيد للمقاومة الفلسطينية، وأن "لنا علاقة جيدة مع النظام الأردني"، و"أننا سننتقل الى الأردن" في ما لو انتقلت قيادة "حماس" من قطر.

فهل يكون تأكيد الانتقال الى الأردن مجرّد ضجيج، خصوصاً أن لديه (الأردن) علاقات وتبادل سفارات مع إسرائيل، بالإضافة الى تجربة غير مشجّعة كثيراً مع "الأخوان المسلمين"؟ هذا فضلاً عن أن القيادي الفلسطيني نفسه (موسى أبو مرزوق)، وبموازاة امتداحه الأردن، أشار في الوقت عينه الى وجوب أن يقوم هو (الأردن) ومصر بقطع علاقاتهما مع إسرائيل وبطرد سفيرَيْها من أراضيهما، كمقدّمة لوقف العملية الإسرائيلية في رفح.

وبالتالي، هل يحوم الضجيج المُعلَن حول الأردن، فيما تدور المساعي الجدية حول جعل سوريا، البلد المُستضيف الجديد لـ "حماس"، بإيديولوجيا جديدة، وتوجيه جديد؟

 

السوريون والعرب

وضع مصدر ديبلوماسي "استمرار الانفتاح والتنسيق العربي مع سوريا، ضمن إطار نظرة العرب خلال السنوات الأخيرة الى أن لا مصلحة لديهم بإسقاط النظام السوري، لأن البدائل ستكون مُخيفة، وهي دولة من الفوضى والتطرّف الإسلامي في الأراضي السورية".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "كل ما جرى لاحقاً من "تصفير" للمشاكل العربية مع السوريين، دفعت الى التعاطي مع النظام السوري بإيجابية، وبشكل يقبل بأن يستمرّ خلال مراحل التحوّل الكبرى في الشرق الأوسط، بانتظار حلول قد تسمح بالديموقراطية في سوريا مستقبلاً".

 

حرب طويلة...

وشدد المصدر على أن "هذا هو السبب الأساسي في الاستمرار بالانفتاح على سوريا، لا سيّما أنها لا تلعب أدواراً سلبية حالياً في الصراعات القائمة بالمنطقة، ولا تساهم بإزعاج جيرانها العرب من الناحية الأمنية. هذا مع العلم أنه تبقى هناك بعض السلبيات السورية التي تؤثّر على العرب، وهي انحلال الدولة السورية لصالح إيران، وإمكانية انطلاق بعض عمليات تصدير المخدرات الى بعض الدول العربية بين الحين والآخر، بموازاة عدم اهتمام دمشق باستعادة النازحين السوريين من دول الجوار حتى الساعة".

وختم:"شخصيات قيادية في "حماس" تتحدث عن وتتمنى ربما الانتقال الى الأردن، ولكن لا يزال الحديث عن مستقبل تلك القيادات مُبكراً. في أي حال، لا مجال لجعل سوريا راعية لتلك الحركة على الإطلاق، والحرب ستطول في غزة أكثر بَعْد، وهي قد تتجاوز موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني القادم. فالقيادات "الحمساوية" تدرك تماماً أن نهاية الحرب ستُفقدها ما تبقّى لديها من قوة، وأنه باللّحظة التي تدخل فيها "حماس" بتسوية حول الأسرى، ستفقد كل ما لديها من أوراق بيدها لتلعبها. وهذا يجعل من طول مدّة الحرب في الوقت الحالي، مسألة حتميّة".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار