تعديل الورقة الفرنسية يقربها من الأفكار الأميركية! | أخبار اليوم

تعديل الورقة الفرنسية يقربها من الأفكار الأميركية!

| الثلاثاء 30 أبريل 2024

تعديل الورقة الفرنسية يقربها من الأفكار الأميركية!
واشنطن قد تكون اقدر على التأثير على اسرائيل او الضغط عليها


 "النهار"- روزانا بومنصف

على رغم الحذر من الافراط في الايجابية ازاء الوصول الى وقف للنار قريبا في غزة في ظل تبادل الملاحظات الاخيرة على اتفاق بهذا المعنى بين اسرائيل وحركة "حماس"، تسارعت التحركات في اتجاه الا يعكس التصعيد المفرط في الايام الاخيرة في الجنوب اللبناني بين اسرائيل و"حزب الله" الاتجاهات التهدئة في المنطقة وفي اتجاه الحاق لبنان بها .

فاندرجت زيارة لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في عطلة الاسبوع الى بيروت في مقدمة جولة تقوده الى اسرائيل لاحقا في موازاة زيارة للموفد الاميركي آموس هوكشتاين الى اسرائيل ربما تسفر في ظل اتضاح بعض الافق عن زيارة له لاحقة الى لبنان وان غير محددة بعد .

ترافق كل ذلك مع الكلام على تنسيق متجدد بين فرنسا والولايات المتحدة في شأن لبنان لا سيما على اثر زيارة للموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى العاصمة الاميركية ولقائه مسؤولين فيها الى جانب لقائه مستشار الرئيس الاميركي هوكشتاين الذي يتولى ملف تهدئة الوضع على الحدود بين اسرائيل و" حزب الله" يوفر للقوى السياسية في لبنان ذرائع اضافية للتعطيل على الاقل في موضوع رئاسة الجمهورية على خلفية ان عدم التنسيق سابقا او التناقض بين واشنطن وباريس ترك مفاعيله بقوة على هذا الملف. ثمة جهد تنسيقي حصل في الملف اللبناني بين البلدين ليس بعيدا في الزمن بل في 2021 حين توجهت السفيرتان الاميركية والفرنسية دوروثي شيا وآن غريو الى المملكة السعودية من اجل العمل على انخراط اكبر للملكة في لبنان بعد ابتعاد نتيجة اداء رسمي لبناني غير مرض. وقد نجحتا في ذلك .

وفي ايلول 2022 صدر بيان مشترك اميركي فرنسي سعودي من نيويورك قبيل انتهاء ولاية ميشال عون وتخوفا من فراغ رئاسي. مع الزيارة الجديدة التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي سبجورنيه الى بيروت في عطلة الاسبوع حول التهدئة في الجنوب واقتراحات جديدة كما تعديلات على الورقة الفرنسية للتهدئة التي تنتظر جواب اسرائيل عليها وقبل توجه سيجورنيه اليها ، كان هوكشتاين في اسرائيل في اطار العمل على تهدئة الوضع على الحدود الجنوبية ومنع اتساعها من الجانب الاسرائيلي وضبط ساعة اسرائيل على ساعة حسابات واشنطن والمنطقة وليس فقط حساباتها . والكلام عن تعديل الفرنسيين " اللاورقة " التي قدموها في اذار الماضي ورد عليها لبنان بديبلوماسبة متحفظة وسط معلومات عن تفضيله الاقتراحات او الافكار التي حملها هوكشتاين اثار تساؤلات اذا كان التعديل لكي تقترب من الافكار الاميركية او تتطابق معها كليا على رغم التماثل الى حد كبير في المقاربتين من اجل تهدئة الوضع الحدودي ؟

واذ تطابقت الورقتان فانهما تغدوان ورقة واحدة في الواقع وهنا يبرز السؤال لماذا لا تكون عندئذ مبادرة او ورقة واحدة لا سيما في ظل الاقتناع بان واشنطن قد تكون اقدر على التأثير على اسرائيل او الضغط عليها لجهة تنفيذ ما يترتب عليها في وقف النار حتى لو ان اللاورقة الفرنسية كانت اكثر التزاما بالسعي الى تنفيذ القرار 1701 في بنوده المباشرة المتعلقة بما يتعلق بتهدئة الوضع وما يليه من الافكار او الاقتراحات الاميركية .

في حين ان الافكار الاميركية كانت اقل تطلبا من حيث مدى تراجع " حزب الله" عن الحدود من جهة واكثر استعدادا للمساعدة في اعادة الاعمار في الجنوب ما بعد الحرب من جهة اخرى ، بالاضافة الى الارتياح اللبناني لا سيما من الثنائي الشيعي الى الوساطة الاميركية اللاحقة في موضوع تحديد النقاط الحدودية العالقة بين لبنان واسرائيل على اساس التجربة الناجحة التي خاضها لبنان مع آموس هوكشتاين في موضوع ترسيم الحدود البحرية . وذلك علما ان فرنسا معنية في الوضع الجنوبي ولها مصلحة حيوية مباشرة في عدم حصول حرب في لبنان وهي تشارك في القوة الدولية العاملة في الجنوب والتي زارها سيجورنيه اثناء زيارته بالاضافة الى ان فرنسا هي حاملة القلم بالنسبة الى ملف لبنان في مجلس الامن الدولي .

اما في حال لم تتطابق الورقتان فان الافتراض هو لاستكمال واحدة الاخرى او تكاملهما في بند ما في ظل الحديث عن التنسيق بين واشنطن وباريس كما في ظل الحديث عن تعديل اللاورقة الفرنسية التي تحدثت عن لجنة اشراف تضمها الى اسرائيل والولايات المتحدة ولبنان وهو لم تتطرق اليه الافكار الاميركية ، وذلك ما لم يكن التنسيق يعني حلول ورقة مكان اخرى .

بالنسبة الى بعض السياسيين قد تحتفظ بنقاط متقدمة على واشنطن في بعض الظروف في ظل اعتبارين راهنا احدهما ذلك المتعلق بقرب انشغال الولايات المتحدة على نحو كبير بانتخاباتها الرئاسية بحيث ان هامش مدى قدرتها على مواصلة الاهتمام ببعض الملفات في المنطقة يضيق خلال شهرين على الاكثر . والاهمية الملحة بالنسبة اليها هي تجميد الصراع وليس فقط منع اتساعه على ان يعمل على تطويره لاحقا.

ويمكن الاستشفاف على ذلك مما يعلن عنه في المنطقة على خلفية المناقشات الجارية لانهاء الحرب في غزة ومن بينه ما ظهر من مواقف في الاجتماعات الجارية في الرياض منذ يومين وتطور العلاقات في اتجاه اتفاق امني بين الولايات المتحدة والمملكة السعودية في حال التطبيع مع اسرائيل في موازاة التطور على خط الدفع نحو انشاء دولة فلسطينية. والاعتبار الاخر يتصل بما قاله سيجورنيه او بالاحرى ما كرره الى جانب ما سبق للديبلوماسيين كثر ان كرروه امام المسؤولين اللبنانيين عن وجوب انجاز الانتخابات الرئاسية واستعداد لبنان ليكون جاهزا حين انطلاق المفاوضات وعدم امكان حصول ذلك من دون وجود رئيس للجمهورية .

فهذه النقطة ليست جديدة ويكررها غالبية الديبلوماسيين الاجانب امام المسؤولين اللبنانيين انما من دون ايلاء هؤلاء اي اهمية تذكر لذلك . وهي على كل حال لم يفصلها سيجورنيه عن ضرورة الاصلاحات كذلك جامعا بذلك اختصارا لما تصر عليه فرنسا من لبنان في المرحلة الراهنة .

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة