دراسة عن الابادة الجماعية للدكتور محمد رضا | أخبار اليوم

دراسة عن الابادة الجماعية للدكتور محمد رضا

| الخميس 02 مايو 2024

دراسة عن الابادة الجماعية للدكتور محمد رضا

كل الشروط متوفرة ... متى يتحرك ضمير العالم؟

اعد الدكتور محمد خليل رضا (أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس، أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية، جرّاح وطبيب شرعي) دراسة عن الابادة الجماعية، للاضاءة على ما يتعرض له الشعب الفلسطيني جراء الحرب الاسرائيلية الشرسة التي تخاض ضده، جاء فيها: 

عام 1932 أرسل "ألبرت أنشتاين" رسالة إلى "فرويد" طالباً منه وبحسب رأيه إذا توجد وسيلة لتحرير الإنسان من التهديد بالحرب واقترح عليه إنشاء "سلطة قضائية تتخطى الحدود القومية (والوطنية)". أجابه فرويد أنه لا يمكننا أن نلغي أحداً لأن الحقد والبُغض والكراهية.. والتدمير الملازم للموت، والعنف و.. هو شيء وأمر طبيعي؟..

¬   يعني "أيزوس" إله الحب عند الإغريق"

 "ÉROS EST TOUJOURS PIÉGÉ PAR THANTOS".

¬  (وعند فرويد مجموعة الرغبات والميول الجنسية)

¬  أضيف عليها أنا شخصياً إلى ما تقدّم بأن "أنشتاين" و"فرويد" وعلى ما يبدو لم يقرأوا القرآن الكريم حيث قتل "قابيل أخاه هابيل"؟! وهم أبناء آدم "عليه السلام". وأشار القرآن الكريم إلى ذلك دون ذكر الأسماء لكن التفسيرات تشير إلى ذلك في سورة المائدة "الآية رقم 27".

"واتلُ عليهم نبأ ابني آدم بالحق، إذ قرّبا قُرباناً فتُقبُّل من أحدهما ولم يُتقبّل من الآخر قال لأقتلنّك قال إنّما اللهُ يتقبّل من المُتّقين" صدق الله العظيم – قرآن كريم –

 

 

¬  والآية رقم "30":

"فطوّعت لهُ نفسُهُ قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين" صدق الله العظيم – قرآن كريم.

... إلى أن ظهرت كلمة "الجينوسيد" "GÉNOCIDE" عام 1944 ومخترعها هو البروفسور الأمريكي من أصل بولوني "رفائيل لانكين" والذي كان يُدرّس مادة "القانون الدولي" في جامعة "يال" الأميركية ليعلن وبصراحة شجبه واستنكاره الشديد والصارم والقاطع لحرب ألمانيا النازية. وليبرهن وبالتالي لمفاهيم ولتطورات ولمعايير جديدة للقضاء على: 1) أمه. 2) دولة. 3) أو لمجموعات عرقية. 4) وغيرها.

¬  تجدر الإشارة إلى أن إبادة العنصر متّجهة ضد مجموعة وطنية لإبادتها وفنّيها. ما يعني القضاء المباشر. لكنه القضاء "المُغلّف" والمخادع والمكّار و.. مع ما يترافق ذلك من تعطيل لكافة المؤسسات: )1* الاجتماعية (2) السياسية. (3) الاقتصادية. (4) الإدارية. (5) الدراسية. (6) الثقافية. (7) الدينية. (8) السياحية. (9) الصناعية. (10) الإنتاجية. (11) الصحية. (12) التموينية. (13) الغذائية. (14) الإنقاذية. (15) الاستشفائية. (16) وغيرها.. إضافة لحرمان الأفراد الذين ينتمون لهذه المجموعات من الحرية، والعيش الطبيعي بكرامة و...

¬  أشير إلى أن المحكمة العسكرية في "نورنبرغ" بألمانيا كانت قد أُنشئت في 8 آب "أغسطس" "عام 1945" لمحاكمة جرائم النازية الألمانية القائمة على المثلث: -1- جرائم ضد السلام -2- جرائم ضد الحرب -3- جرائم ضد البشرية والإنسانية.

¬  السؤال الذي يُطرح ما هو تعريف "الإبادة الجماعية" إذ يعني ارتكاب عمل من الأعمال الآتية بقصد الإبادة الكلية أو الجزئية لجماعة ما على أساس القومية أو العرق أو الجنس أو الدين و.. مثل 1- قتل أعضاء الجماعة. 2- إلحاق الأذى الجسدي أو النفسي ا لخطير بأعضاء الجماعة.

¬  وماذا عن شروط الإبادة الجماعية

إضافة إلى ما قيل في التعريف من:

1.   قتل أعضاء الجماعة.

2.   إلحاق الأذى الجسدي والنفسي الخطير بأعضاء الجماعة.

3.   إلحاق الأضرار بالأوضاع المعيشية للجماعة بشكل متعمّد بهدف التدمير الفعلي كليّاً أو جزئياً.

4.   والأخطر هو فرض إجراءات إلى منع المواليد داخل الجماعة

¬   وماذا عن بوادر وطلائع وإمارات الإبادة الجماعية GÉNOCIDE

¬  هنا بيت القصيد، وتكون مسبوقة دائماً بعلامات ورسائل قبل السعي والشروع والإقدام على التنفيذ. وهذه العلامات والمؤشرات و"التحمية" و"التسخين" تكون نارية وتظهر أولاً في اللغة فالخطاب السياسي يلفت النظر بحيث يعتبر الجماعة أو المجموعة كهدف ومندّدين بالفوارق والامتيازات وغيرها، وبالتالي تُعلو حدّة ونبّرة الخطاب وإرسال رسائل إلى من يهمّه الأمر في الداخل والخارج. باعتبارهم "كطفيليين على الفرد والمجتمع". وعليه تنشط مروحة الترويج، والتسويق و"التشهير" و"عاالناعم" وعلى خط الدعاية الفعالة لذلك، والتي تحصل من خلال "عدة الشغل؟" وعبر عبارات وأقوال وكلمات وجُمل استعارية مقارنة ومضحكة "METAPHORIQUES" ومثيرة للسخرية وسخيفة.. لتصل إلى سُباب وشتائم وقدح.. وذم و.. وعنف لفظي.. الذي يهدف لإلغاء هوية الضحية: فهم مجموعة غير بشرية (تماماً كما قال أحد الوزراء الإسرائيليين عن شعب قطاع غزة بفلسطين المحتلة بأنهم "حيوانات بشرية"..). ويملك الخطاب السياسي انعكاسات اجتماعية وثقافية وغيرها.. وتساهم "كوقود" وعلى الأمد الطويل باعتبار الآخرين قذرين ونجسين.. ومع كل صلة يمكنها أن تؤدي إلى الدناسة، التي يجب أن نحمي أنفسنا من هؤلاء الأعداء؟.. هنا تستقر وتتمركز وتُمرّر وبطريقة "مشلبنة" فكرة الخداع ويعتبر بها على أنها ستنفذ على كل هذه المجموعة. وعليه يجب رفضها ونبذها وأبعادها (لهذه المجموعة) مهما يكن الثمن.. فالقتل هو بمثابة علاج نافع ومفيد وشاق ومناسب وملائم لهذه المجموعة والطائفة والعرق "RACE" و... وكل ما تقدّم من عنف وقتل تُعتبر كتدابير وقائية وصحية وبالصميم لا بدّ منها.

¬  وماذا عن المكنة الإدارية والمتورطين والضالعين (والغرف السوداء وأدمغتها..) في الإبادة الجماعية..

¬  وماذا عن منفّذي "الجينوسيد" والإبادة الجماعية.. فهم في الأغلب أشخاص طبيعيين.. وغيرهم فرّوا.. أو تمّ تهريبهم من السجون وبالاتفاق مع "X" و"Y"؟!.. مقابل تنفيذ كل هذه الشروط ضمن الورقة والأجندة؟!..

¬  إلى ذلك كتب عالم النفس الأمريكي "روبرت ليفتون" عن ما درسه وعلّمه من فظاعة ووحشية وقساوة وظلم و... "الأوشفيتز" "AUSCHWITZ" "الأول"، و"الثاني" و"الثالث" وهي معسكرات اعتقال وإبادة جماعية إدارته ألمانيا النازية في الجزء المحتل من بولندا خلال الحرب العالمية الثانية والهولوكوست كانت تتألف من "أوشفيتز الأول" وماذا عن "أوشفيتز الثاني" الذي هو معسكر اعتقال وإبادة بغرف الغاز.

وماذا عن أوشفيتز الثالث في مونوفيتز وهو معسكر عمل للمجموعة الكيماوية وماذا عن.. وعن..

¬  بحيث ميّزها "روبرت ليفتون" بأربع ميزات خاصة:

(1)      تخدير واسترخاء وفتور نفسي.

(2)      ازدواج الشخصية.

(3)      مبدأ الانعكاس.

(4)      منطقية لا أخلاقية.

¬  وماذا عن العناصر المكوّنة للإبادة الجماعية "الجينوسيد"

للإجابة على هذا السؤال يجب التثبّت منها من خلال ثلاثة أمور تكون حاضرة كالتالي: (1) الضحايا هي مجموعة وطنية واثنية، عرقية، اجتماعية، دينية و.. (2) أعضاء هذه المجموعة أو الفئة يُقتلون بسبب انتماءهم لها. (3) التخطيط للقتل.

¬  إلى ذلك بعض الباحثين وبخاصة علماء الأثنيات ينتقدوا استعمال كلمة "الجينوسيد" وعلّلوا ذلك كالتالي: أصل كلمة "GÉNOCIDE": (1) "GENOS" العرق "RACE" (2) "CIDE" يعني أقتل.

¬  من جهة أخرى فقد استعمل "روبير جوليان" عام 1970 كلمة "جينوسيد" لتشير حصرياً على إبادة لأقلية اجتماعية فأوجد مصطلح آخر يحلّ محلّ الـ"GÉNOCIDE" هي "ÉTHNOCIDE" ليصف وينسب الإبادة المنسّقة والمنظمة للثقافة ولأساليب وطرق العيش ولتفكير الشعوب.. فقد أشار وبوضوح كيف أنه قُضيّ على الهنود الأمركيين. لكن هناك من صوّب عليه وانتقد هذا التحليل بدليل أنه في الإبادة الجماعية للبشر. فإنها تقود أيضاً إلى القضاء على الثقافة كما حصل لثقافة "يديّه" "YIDDISH" في أوروبا الشرقية فإنها اختفت بالكامل.

¬  أشير إلى أن القانون الجزائي يُعرّف "GÉNOSIDE" إضافة إلى الفقرات التي ذكرتها ضمن المقالة (لا داعي لتكرارها) أضاف عليها الفقرة الخامسة ترانسفير (ترحيل) قوي جداً ضد السكان وبخاصة للأطفال منهم.

¬  أختم لأقول فقد سجل التاريخ القديم والحديث والحديث جداً وحتى في أيامنا هذه العديد من حالات الإبادة الجماعية في العالم.. وما يحصل وتحديداً في هذه الثواني وعُشرها في غزة بفلسطين المحتلة هو خير دليل على ذلك ونحن في القرن الواحد والعشرين.

¬  حيث فاتورة هذه الإبادة الجماعية أكثر من "خمسين ألف شهيد" بما فيهم العالقين تحت الردم، والأنقاض، وروائح الموت وأكثر من "ثمانين ألف جريح"، والأرقام تتحرك باستمرار في ظل المجازر والمذابح والإبادة الجماعية والتطهير العرقي المنظّم والمتنقّل جغرافياً في قطاع غزة وحتى دور العبادة ومركز الإيواء والمدارس والمخيمات والمستشفيات لم وربما لن تسلم الآن ولاحقاً من الإبادة الجماعية وخير دليل على ذلك المقابر الجماعية الحديثة التي اكتشفت مؤخراً في مجمع مستشفى الشفاء الطبي ومجمّع ناصر الطبي وغيرها على لائحة الانتظار؟!

¬  وحسناً فعلت دولة "جنوب أفريقيا" في 29 كانون أول "ديسمبر" 2023 بتقديم دعوى قضائية إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد إسرائيل بتهمة انتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

¬  واليوم الأربعاء 1 أيار "مايو" 2024 أعلنت تركيا أنها قرّرت الانضمام إلى دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي (هولندا).

¬  وأيضاً وأيضاً دولة "نيكاراغوا" هي بدورها تقدّمت بدعوى قضائية إلى محكمة العدل الدولية ضد ألمانيا التي تمدّ إسرائيل بالسلاح والعتاد الحربي لقتل الفلسطينيين في قطاع غزة في إطار "الإبادة الجماعية".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار