تواصل بكركي – حزب الله في حده الادنى ... والتباعد قائم | أخبار اليوم

تواصل بكركي – حزب الله في حده الادنى ... والتباعد قائم

| الأحد 05 مايو 2024

تواصل بكركي – حزب الله في حده الادنى ... والتباعد قائم
الحزب يرغب في المبادرة  لكنه لا يملك الادوات


"النهار"- غسان حجار

يتكرر الكلام من حين الى اخر عن لقاءات ما بين المسؤول الاعلامي في بكركي المحامي وليد غياض، وهو المعاون الاقرب الى البطريرك بشارة بطرس الراعي، ومسؤولين في "حزب الله"، في دارة النائب فريد هيكل الخازن. اللقاءات تتكرر، ولا ترقى الى مستوى الحوار. يقول مطلعون عليها، انها ولدت باقتراح من الخازن، الذي يحاول ان يفيد منها سياسيا، ان في منطقته، او في التكتل النيابي الذي ينتمي اليه، (في رعاية المرشح الرئاسي سليمان فرنجيه). المبادرة "الخازنية" لم تلق معارضة لدى طرفيها، طالما انها غير رسمية، وتقتصر على غداء او عشاء، يتخلله تبادل افكار، وربما نقل رسائل بطريقة غير رسمية ايضا.
لماذا وافق عليها الطرفان طالما انها غير محددة الاهداف؟ يدرك الطرفان اهمية ابقاء خطوط التواصل قائمة، اذ لا مهرب منها، لان نقيضها هو التصادم، وهو قائم في حده الادنى، اذ ان الحزب والبطريركية مختلفان في معظم القضايا الوطنية، ولم تنجح محاولات للتقرب وتوفير حلول لقضايا عالقة، لان ما حصل سابقا من خلال لجنة تنسيق لم يتعدّ اضاعة الوقت، وتخفيف الاحتقان، من دون بلوغ الحلول المرجوة. وقد شعرت بكركي مرارا بخيبة امل من نتائج التواصل، ما ادى الى الغاء اللجنة التي كانت قائمة.
اللقاءات القائمة حاليا، وفق وزير سابق، تتسم بالطابع الاجتماعي ليس اكثر. فلا مطارنة ورجال دين فيها، وتقتصر على المستشار الاعلامي، اي انها استشارية، ويمكن ان تؤسس لحقبة جديدة، اذا تكشفت النيات عن رغبة حقيقية في التقدم في كل الملفات العالقة. ويرى الوزير السابق، المطلع، ان الحزب يرغب فيها، لكنه لا يملك الادوات، خصوصا في المشكلة حول الاوقاف في قضاء جبيل (لاسا وغيرها) اذ انه يتلقى ضغوطا من مناصريه الذين يعتبرون القضية قضية حقوق مسلوبة، وغير مستعدين للتنازل عنها، وهو ليس مستعدا لممارسة ضغوط عليهم، خصوصا في هذه المرحلة الصعبة منذ بدء حرب غزة، وتحمّل المجتمع الشيعي عواقب تلك الخيارات اكثر من غيره.
ويتظهر عدم التقدم في هذا المجال، من خلال عظات البطريرك الراعي الذي لم يهادن الحزب اطلاقا، خصوصا بعدما اقحم الحزب البلاد في حرب غزة، وفرض على البلد كله التداعيات والخسائر، وهي بشرية ومادية لكنها ايضا سياسية اذ تؤكد لبكركي عدم رغبة الحزب في العمل ضمن منطق الدولة وانه مستمر بالاطاحة بالمؤسسات تطبيقا لاجندة لا ترى بكركي انها وطنية بل تأتي من وراء الحدود.
ويرى البطريرك الراعي ان "حزب الله" تحديدا، والثنائي الشيعي عموما، هما اللذين يعطلان الاستحقاق الرئاسي (الموقع الماروني) فيما لا يرضيان بتعطيل اي موقع شيعي. وانهما يعملان في كل استحقاق ليفرضا خيارهما، اويلجآن الى اقفال مجلس النواب، وان عبر تطيير النصاب. ويأسف البطريرك وفق ما يروي الوزير السابق، لخطاب التخوين المعتمد، الذي يستقوي فقط على المسيحيين، ولا يأتي ناحية الشركاء المسلمين والدروز في البلد.
هل من افق مستقبلي للقاءات؟ نعم بالتأكيد، ولو انتفى الامر لتوقفت اللقاءات من اساسها، لان غياض لا يحضر من دون موافقة البطريرك. والكل يعلم ان الامور لا تحل الا بالتواصل والحوار. من هنا يمكن التأسيس على المشاورات الجارية، لتقريب وجهات النظر، تمهيدا ربما لاعادة التواصل الرسمي واعادة احياء لجان حوار. لكن الامور رهن اولا بتوقف الحرب في الجنوب، لان البطريركية المارونية، لم تكن، وليست في وارد تغطية تلك الخطوة، ولن ترضى ايضا باتفاقات لانهاء الحرب تكرس هيمنة الحزب على الخيار الرئاسي وعلى السياسة في البلد.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار