دراسة عن أصول التعرّف على جثث المقابر الجماعية من اعداد الدكتور محمد رضا | أخبار اليوم

دراسة عن أصول التعرّف على جثث المقابر الجماعية من اعداد الدكتور محمد رضا

| الثلاثاء 07 مايو 2024

دراسة عن أصول التعرّف على جثث المقابر الجماعية من اعداد الدكتور محمد رضا
تتناول ما يحصل في غزة من زاوية الطب الشرعي

 

 

اعد الدكتور محمد خليل رضا (أستاذ مساعد سابق في مستشفيات باريس، أستاذ محاضر في الجامعة اللبنانية، جرّاح وطبيب شرعي) تتناول أصول التعرّف على جثث المقابر الجماعية في غزة من زاوية الطب الشرعي.

جاء فيها:

 

للتنقيب عن المقابر الجماعية واستخراج الجثث منها والأشلاء والهياكل العظمية وغيرها والتعرّف على هويتها بطريقة قانونية وعلمية ورسمية ومسؤولة يحتاج إلى وقت مرتاح جداً جداً وذلك حسب محتويات هذه المقابر وما تضم في داخلها.. لكن ما يحصل في هذه الأيام من اكتشاف المقابر الجماعية في بعض مستشفيات قطاع غزة مثل مجمّع مستشفى الشفاء الطبي ومُجمّع مستشفى ناصر الطبي وغيرها.. إضافة إلى مقابر جماعية عُثر عليها بطريقة أو أخرى في أكثر من مكان في جغرافية قطاع غزة في فلسطين المحتلة.. فالتعرّف على هويتها في غزة تحديداً وفي هذه الأيام هو مُخجل جداً وغير علمي وطبي شرعي ومهني ويُعلن عن ذلك من خلال مؤتمرات صحافية في غزة يشرح فيها مسؤول الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني عن أعداد الجثث وتواجد المقابر الجماعية، وكيف أن بعض الأهالي تعرّفوا على جثث أبناءهم من خلال الملابس وعلامات أخرى... ومع احترامنا للجهود الجبارة للدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني والمسعفين وغيرهم في التدخّل ميدانياً وتحت القصف والنار لانتشال جثث وضحايا وجرحى تحت الردم والأنقاض والخراب والدمار فهذا شيء يُشكرون كثيراً عليه ومن القلب وتُرفع لهم القُبعة لجهودهم. لكن استخراج والتنقيب عن الجثث والضحايا من المقابر الجماعية هو شيء آخر وآخر وتواجدهم هناك يكون في المرتبة العاشرة وليس هم من يتكلمون وينطقون عن استخراج الجثث والأشلاء والهياكل العظمية منها. فهذا العمل هو حصراً وتحديداً من مهام ووظيفة فِرق الطب الشرعي ومختبراته وأخواته ونقطة على أول السطر.

¬  لنعرّف الجثة في البداية

هي "CRÂNE + POST - CRÂNE" يعني جمجمة (رأس، وجه)، وباقي الجثة أي الصدر، البطن، الظهر، الحوض، الأطراف العليا من الجهتين والأطراف السفلى من الجهتين وما تحتوي داخل أحشاء البطن والصدر والحوض وغيرها.

¬   وقبل البدء في استخراج الجثث والتنقيب عن محتوياتها يجب إحاطة المقبرة أو المقابر الجماعية بأسلاك، أو شرائط أو عوائق تمنع الدخول والاقتراب منها إلاّ لمن معه إذن خطي وموقّع أصولاً من الجهات المختصة، ولا تواجد لأهالي الضحايا وغيرهم من المدنيين وحتى الإعلاميين لحظة البدء بالعمل (لأن للجثث احترام وتقدير ولا يتم نقلها على الهواء مباشرة).

¬  ففي فرنسا مثلا ً الشرطة العلمية "POLICE SCIENTIFIQUE" يكونوا هم من ضمن المتواجدين الرسميين والقانونيين إلى جانب فرق الطب الشرعي وأخواته. والأمنيين والقضاة والمحققين وفرق الشرطة العلمية هم من يُصوّروا الجثث وهم من يسمحوا وضمن ظروف كل جثة ومقبرة بتزويد الإعلام ببعض الصور واختيارها إن هم أرادوا ذلك. ونقطة على أول السطر؟!.

¬  والتنقيب يكون يدوي باستعمال وسائل صغيرة مثل معول صغير بطول حوالي ثلاثين سنتمتراً، ومسطرين "TRUELLE" ومُسحاة  (ملعقة مسطحة) "SPATUE"، وما يشبه مفك البراغي بأحجام مختلفة، وفرشاة صغيرة بما فيها فرشاة أسنان وغيرها.. تماماً كما يحصل مع فرق الآثار خلال العمل، ولا مكان للجرافات والبوكلين وأخواتها والمعاول والرفوش والمعدات الضخمة في المقابر الجماعية.

¬  ويجب تصوير كل مرحلة بمرحلة عندما نكشف عن الجثث والأشلاء والهياكل العظمية.. وأيضاً وأيضاً الإنارة الكاملة ومراقبة المقابر عبر كاميرات المراقبة وحراستها ليلاً ونهاراً، وغربلة التربة "TAMISAGE" للتحرّي على وجود أسنان عظام صغيرة، نقود معدنية، طلقات نارية، أزرار عسكرية أو مدنية وخواتم وحلق ومجوهرات وساعات وشارات عسكرية "نجوم" معدنية أو "PINS" (دبوس يعلق عليه رمز معين..) أو شارات عسكرية قماشية وبألوان ورُتب عسكرية مختلفة. وربما بلاك معدني يُعلّق على رقبة كل عنصر أو عسكري أو.. له رمز ورقم معين لا يحترق حتى لو تفحّمت الجثة. يساعد في تحديد هوية هذه الجثة أو تلك؟.. لكن ربما يكون "X" قد وضع هذا البلاك في رقبة "Y" وهكذا فالحذر وارد؟! وبقوة وغيرها قد تساعد في تحديد هوية بعض الجثث. وماذا عن اليرقات "LARVES" والذباب بأشكال وأحجام مختلفة تواجدها في المقابر الجماعية ومحيطها يحدّد تاريخ الوفاة وهذا ضمن اختصاص في الطب الشرعي يطلق عليه "EMOTOLOGIE".

¬  وهل العظام هي بشرية أو حيوانية المصدر؟ توجد معايير خاصة وفحوص مخبرية دقيقة في هذا الإطار. لا داعي لذكرها اختصاراً مني في المقالة.

¬  وكم مضى على دفنها.. توجد كواشف وتلوينات معينة وغيرها تحدّد عمر وأقدمية دفن هذه العظام والجثث وأشلاءها.. وهل للجثث هي لفلسطينيين أم لغيرهم؟!

¬  في بعض الأحيان نصوّر الجثث شعاعياً لأكثر من سبب وسبب وربما بعضها يساعد في تحديد هوية هذه الجثة أو تلك مثلا ً إذا كان الضحية قد استفاد في حياته من عملية جراحية عظمية مع وضع ألواح معدنية وأسلاك ومسامير وبراغي، وورك اصطناعي وغير ذلك، فاللائحة كبيرة لا داعي لذكرها اختصاراً مني في المقالة.

 

¬  وماذا عن العمر العظمي للجثة "AGE OSSEUX".

¬  وللإنسان دور مهم جداً بالطب الشرعي في التعرّف على الجثث وحتى المتفحّمة منها. كما حصل مع الرئيس الإيراني السابق في بداية الثورة في "ثمانينيات القرن الماضي" حيث تمّ تفجير مقرّ رسمي حكومي استشهد فيه رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية حينها "السيد محمد علي رجائي" وآخرين وتمّ التعرّف على جثته المتفحّمة من خلال أسنانه. (تصوير شعاعي للأسنان.. للوجه.. وهكذا..)

¬  كم هو عمق وطول وعرض المقبرة أو المقابر الجماعية.

¬  هل الجثث تمّ طمرهم على عجل؟ وسريعاً؟ بمعنى طبقة من الجثث، فوقها طبقة من التراب؟ أو الردم؟ أو النفايات؟ أو أشجار مقطعة ومزروعات، والحصى، وربما الباطون كما حصل في بعض الجثث "لمجزرة سربنيتشا" في البوسنة والهرسك (راجعوا الأرشيف كتبت عنها أنا شخصياً الدكتور محمد خليل رضا مقالات عديدة..).

¬  أتردّد في كتابة هذه الفقرة؟ لكن قد قلت قد يتمّ بيع الجثث بعد سرقة أعضاءها وأحشاءها في إطار تجارة البشر، والبقاء على شكل الجثة ربما تباع إلى دولة "X" أو "Y" لتشوّى بالنار على السيخ كالفروج المشوّي وتقدّم بالمطاعم للزبائن كطعام وهذا حصل لجثث من جنسية معينة كاليابان مثلاً وهذه المطاعم مرخّصة من الدولة اليابانية (وبدون تعليق؟)

¬  السؤال الطبي الشرعي: هل الجثث وما تبقّى منها والهياكل العظمية أكرّر هل هي للفلسطينيين؟ أم ربما إسرائيل تُبدّل في الجثث وتعطي الجانب الفلسطيني من مخزون بقايا الجثث لديها في الحروب العربية بعد أسر الجنود واستسلامهم، وربما احتفظت بهم ليوم الحشرة؟ الله أعلم؟ أم بيعهم للمشارح والجامعات والمختبرات.

¬  وهل الجثث هي كاملة؟ مقطّعة، الرؤوس متواجدة؟ البطن والصدر وغيرها مفتوحة وهل كامل الأحشاء موجودة بداخلها؟! بما فيها الأرحام "UTERUS".. لأنه في دولة "X" أو "Y" تنشط زراعة الأرحام للنساء العاقرات (بالقاف) أسئل وبقوة فمن أين يأتون بالأرحام؟!!.. هل من المهاجرين الغير شرعيين الذين يسافرون بحراً إلى دول العالم؟! ويتمّ خطفهم في عرض البحر؟!.. أم من ضحايا آخرين وأسرى في الحروب وقسّ على ذلك؟!.. أم تمّ سرقة الأعضاء منها وبيعها في إطار تجارة البشر. وهل جلود الجثة موجودة وغير ناقصة؟ أم بيعت بالسنتمتر الواحد.. وهل داخل البطن والصدر رمال للتمويه بعد سرقة أعضاءها.. وهل.. وهل..

¬  وهل الجثة كاملة أم ناقصة؟ أقصد كاملة كما عرّفتها في بداية المقالة؟ مع أحشاءها وأعضاءها.. كاملة. أو نقول نستلم ما تبقّى من الجثة أو الجثث نذكر ذلك ضمن التقرير ونصوّر ذلك للتوثيق وللمصداقية وتعزيز الملف.

¬  ولإعطاء المقالة "نكهة" طبية شرعية أكثر وأدق أشير إلى أن عظام جثة كاملة لبالغ عددها "206" من العظام المختلفة. وعند الولادة نجد "270" عظمة لا داعي لذكرها (اختصاراً مني في المقالة).

¬  وهل الهيكل العظمي كامل وغير منقوص والمفاصل مرتبطة ومتصلة تشريحياً بالأربطة والأوتار. ففي هذه الحالة نأخذ عيّنة من أيّ عظمة للحمض النوّوي "D.N.A".

¬  وإذا كانت العظام مبعثرة في محيط المقبرة وداخلها هنا تتعقد الأمور ونأخذ عيّنة من كل عظمة لتحديد الحمض النوّوي لأصحابها. وهذا يأخذ الكثير من الوقت لظهور النتائج.

¬  وهل الجثث طازجة؟ أم مضى عليها وقت؟ أم متحلّلة؟ أم متعفنة؟ أم متفحّمة؟ أم محترقة، وهل هم عراة؟ أم الملابس موجودة؟ ملابس مدنية أم عسكرية؟ ممزقة أم سليمة؟ الأحذية عسكرية؟ أم مدنية؟ أم حفاة؟ الأظافر موجودة أم منتزعة، معاينة الجثث هل فيها آثار عنف وجروح وحروق بالسجائر وغيرها، وكسر، وفتحات دخول وخروج للطلقات النارية؟ وهل الأعضاء التناسلية موجودة؟ أم مقطّعة؟ أم مشوّهة.. أم.. أم..

¬   وهل الجثث مربّطة ببعضها البعض؟ أم العيون معصّبة ومنتزعة (في إطار تجارة الأعضاء..)؟ وهل نجد قيود في المعصم والكاحل؟..

¬  هل الجثث في نفس المقبرة الجماعية هي لرجال؟ أم رجال ونساء، وأطفال؟ .. أم كل مقبرة لجنس محدّد مع ذكر العدد ووصف ما نشاهده بدقة.

¬  هل الجثث تمّ نقلهم ميدانياً من مكان جغرافي "X" إلى مكان آخر؟ فحص التربة من أحذية الجثث والملابس والتربة من حيث هم متواجدين وفحص "PH" التربة ومعايير أخرى تساعد في هذا المجال..

¬  هل نجد بطاقات هوية أو أوراق خاصة داخل ملابس الضحايا تساعدنا في تحديد هوية الجثث بنسبة معينة؟

¬  قد تكون هذه الأوراق الرسمية عائدة للضحايا أم ربما لغيرهم للتمويه؟ ولحرق قلب وقلوب ومشاعر أهل الضحايا الذين يتعرفون على الجثث بطريقة سريعة.

¬  هل الجثث مقطّعة؟ مشوّهة؟ مذابة بالأسيد؟ ومواد كيميائية أخرى؟ ومتحلّلة؟ ومخيفة و.. و...

¬  قد نجد رؤوس مقطّعة، ومحترقة، ومتفحّمة، ومتحلّلة ومهترئة، توجد في الطب الشرعي تقنيّة إعادة تكوين الوجه لها معاييرها وألف باءها، وتستغرق المدة الزمنية من شهر إلى سنتين بحسب طبيعة كل جمجمة.

¬  توجد أشكال "للوجه" للجمجمة وهي وباختصار شديد: مربع، مستطيل، دائري، بيضاوي معين "LOSANGE" شبه منحرف، وغيرها.

¬  تزويد طواقم الطب الشرعي وأخواته بصور فوتوغرافية للضحايا أيّاً يكن تاريخها تساعد بالتعرّف على شكل ونموذج وجوه وجماجم الضحايا وأيضاً طولهم وقصرهم تساعد بطريقة أو بأخرى وتسهّل وبنسبة معينة في تحديد هويات الجثث وغربلتها وترتيبها لكن الكلمة الفصل هي للحمض النوّوي "D.N.A" شرط أخذ نموذجين من كل عيّنة وإرسالها إلى مختبرات محايدة لمقارنة النتائج و"القوطبة" على التحقيق المضاد إن حصل "CONTRE EXPERTISE".

¬  التعرّف على هويات الجثث من زاوية الطب الشرعي بحاجة إلى أشهر وربما سنوات وذلك بحسب أعداد كل مقبرة جماعية ونوعيّة وشكل وأقدمية الجثث. وليس "خبط لزق"؟.

¬  حدثت مقابر جماعية في دول العالم فمنها من تمّ التعرف عليها وهذا اخذ وقت سنوات كما حصل في مجزرة سربنيتشا في "البوسنة والهرسك" في يوغوسلافيا السابقة والتي حدثت في 11-22 تموز "يوليو" عام 1995. حيث أمر الرئيس الأمريكي السابق "بيل كلينتون" وعلى هامش مؤتمر قمة لدول "G7" عقد حينها في مدينة "ليون" "LYON" الفرنسية بالتعرّف على هويات الجثث وطلب من أطباء شرعيين من دول محايدة مثل سويسرا، بريطانيا، ألمانيا فرنسا وغيرها. وكنت أنا الدكتور محمد خليل رضا قد تعرّفت على أحدهم وهو طبيب شرعي سويسري كان ضمن فريق الطب الشرعي الدولي، التقيته في مؤتمر طبي شرعي للناطقين عالمياً بالفرنسية حضرته شخصياً صيف عام 2004 عُقد في مدينة "بروج "البلجيكية. وشرح لي ألف باء التعرّف على الجثث ورفاتها وعظامها وهذا أخذ أكثر من سنتين. وأيضاً التواجد الميداني لأجهزة التصوير الشعاعي اليدوي والنقّالة وأجهزة لمختبرات ميدانية نقالة تساعد في هكذا ظروف ميدانية ونصب خيم ومعدات وورش عمل والحراسة والمراقبة والإنارة الليلية وتوزيع الفرق وترقيم الجثث والرفات والهياكل العظمية وغربلة التربة والاستعانة بسُلّم خشبي أو معدني "ÉCHELLE en BOIS" طويل وحبال ودلو (سطل) وبكرة للحبل، وألواح خشبية سميكة وعريضة ندعّم بها جدران المقبرة، وللسير فوقها وكي لا ندوس على الجثث والهياكل العظمية وغيرها.. وغيرها..

¬  هذا في مجزرة سربنيتشا.. أما في مقابر جماعية في دول أخرى عربية مثلاً (سوريا، العراق، لبنان، غزة و..) فالتعرّف على بعض هذه الجثث كان سريع غير علمي وطبي شرعي "وخليها مستورة" خلال ساعات يتمّ التعرّف على الجثث ورفاتها؟!.. "وما بدنا نحركش وكر الدبابير".

¬  يجب وسريعاً بعد انتهاء الحرب إقامة مؤتمر دولي للطب الشرعي وفي الهواء الطلق على مكان أو بجانب المقابر الجماعية.. لتكون هذه المقابر شاهدة على الإجرام والمجازر والإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وكيّ لا نخفّي جرائم إسرائيل.

¬  يجب إصدار طابع بريدي يرمز إلى وحشيّة الإبادة الجماعية والمقابر الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة.

¬  ويجب إقامة نصب تذكاري مكان المقابر الجماعية تخليداً لأرواح الشهداء في غزة.

¬  وإذا أردنا أن نتكلم طبي شرعي مسؤول وعلمي وقانوني يجب إعطاء شهادة وفاة موقّعة من الطبيب الشرعي الذي عاين وشرّح الجثة "AUTOPSIE" ومدير مختبر الحمض النوّوي "D.N.A" الذي أعطى نتائج العينات للحمض النوّوي طبق الأصول، لإبراز هذه الشهادة لمسؤول المقبرة لدفنها. وبالتالي لحذف اسم الضحية من سجلّ الأحوال الشخصية باعتباره متوفّياً، كي لا يظهر جناب "حضرة" المرحوم حيّ يُرزق ومتواجداً ويسير على قدميه في إحدى دول العالم.

¬  حبذا لو يتواجد في غزة ولبنان ودول عربية أخرى: "الشهادة الوطنية الجينيّة للحمض النوّوي" "F.N.E.G"

"FISCHIER NATIONAL D’EMPREINTE GENETIQUE"

كما هو الحال في فرنسا ودول أخرى لتسهّل علينا معرفة هويات الجثث داخل هذه المقابر الجماعية.

¬  وإذا كان من نقص في عدد الأطباء الشرعيين في غزة يجب استدعاء أطباء شرعيين حياديين من العالم طبق الأصول المرعيّة الإجراء.

¬  في دول العالم يجب نقل الجثث من قِبل فرق الطب الشرعي إلى معهد الطب الشرعي "I.M.L" لتشريحها وأخذ العينات منها وفحصها بدقة وضمن الأصول العلمية والقانونية والمهنية.

¬  وإذا لم يكن معهد الطب الشرعي في غزة وغيرها.. يجب دفن الجثث في مقابر مؤقتة مع حراستها ليلاً نهاراً وحتى تضع الحرب أوزارها يجب فحصها بدقة وأخذ العيّنات منها طبق الأصول ومعايير "ألف باء" المتبعة في ذلك.

¬  ماذا سيكون جواب "X" أو "Y" عندما يشك أحد أهالي وأقارب الضحايا أن هذه الجثة أو تلك ليست لهم؟! مع ما يترتب عن ذلك من نبش القبور "EXHUMATION" واستخراج للجثث من جديد، ومعاينتها وتشريحها وأخذ العيّنات منها ونبدأ من مرحلة الصفر؟!.. أتمنى أن لا نصل إلى هذه المرحلة؟..

¬  يجب أخذ العينات وفحص الجثث إذا اضطر الأمر أمام فرق الصليب الأحمر الدولي، والأونروا، واليونيسف ومنظمة الصحة العالمية "O.M.S" وغيرهم "كشهود دوليين" في غزة وللتوثيق وللتاريخ وكي لا نخفي جرائم إسرائيل وإبادتها الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة. ويجب "إجبارهم" بأن يأخذوا عيّنات لفحص الحمض النوّوي "D.N.A" للضحايا. ومن الملابس والجلد والشعر وغيرهم الذين يمتصّوا المواد الكيميائية (ربما) وغيرها التي استعملوها الإسرائيليين في تعذيب الأسرى والضحايا. ومن الشعر، ربما يكون الجانب الإسرائيليين قد أجبروا الضحايا قبل تصفيتهم على تناول مواد.. وسوائل وأدوية معيّنة للاعتراف؟ فالشعر تحديداً يخزّن أقدمية تناول المواد والأدوية وغيرها. "نموذجين من كلّ عيّنة" لمقارنة النتائج.

¬  يجب ضم ملف المقابر الجماعية في غزة إلى الدعاوى التي رفعتها كل من دول: جنوب أفريقيا، نيكاراغوا، تركيا وربما غيرها (ومترددين).. إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي (هولندا) من باب التوثيق بالركن المادي والمعنوي للملف وبالصور والتقارير المخبرية على أنواعها كأدلة حسّية "للإبادة الجماعية". فكافة الوقائع والبراهين موجودة وموثّقة وقوية ورصينة ويجب أن تتمتع محكمة الجنايات الدولية بالشفافية والموضوعية والمهنية والحيادية و.. لكسب ثقة العالم لتعزيز مصداقيتها وتقوية موقعها.

¬  فهل سيُساق رئيس الحكومة الإسرائيلية "نتنياهو" وبعض وزراء وجنرالاته إلى محكمة الجنايات الدولية لينالوا حتماً القصاص الذي ينتظرهم؟!! والمحكمة قد أعلمتهم على ما يبدو، وهو يستنجد بالظل بأميركا وفرنسا وبريطانيا وغيرها..

¬  فهل وحدة القياس هي الشفافية والحيادية المطلقة في محكمة العدل الدولية والجنايات الدولية.. وكي لا نظلمهم فقد صدرت مثلاً في عام 2017 بحق "راتكوملاديتش" المعروف بجزار "البوسنة والهرسك"، حكماً بالسجن مدى الحياة.

¬  وفي عام 1998 حُكم على مرتكبي الإبادة الجماعية في "رواندا" بالسجن مدى الحياة وبينهم "جان لمباندا" الذي كان رئيس الوزراء في بداية عملية الإبادة الجماعية في رواندا.

¬  وفي 4 آذار "مارس" 2009 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية قراراً بإلقاء القبض على الرئيس السوداني السابق "عمر البشير".

¬  وفي 17 آذار "مارس" 2023 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحق الرئيس الروسي الحالي "فلاديمير بوتين" لمسؤوليته في جرائم حرب ارتكبت في أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي في شباط "فبراير" 2022.

¬  فهل التاريخ سيعيد نفسه ويتم سجن "نتنياهو" مدى الحياة؟! وإلاّ سامحونا سلف!! أم يوجد في المحكمة أحكام "بسمنة وأخرى بزيت" (كما يُقال بالعامية اللبنانية)؟! فحدا يسمعنا؟!!... وسنرى؟!

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار