أحوالنا لن تتحسّن لا بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة ولا بانتخابات نيابية جديدة... | أخبار اليوم

أحوالنا لن تتحسّن لا بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة ولا بانتخابات نيابية جديدة...

انطون الفتى | الأربعاء 15 مايو 2024

أحوالنا لن تتحسّن لا بانتخاب رئيس وتشكيل حكومة ولا بانتخابات نيابية جديدة...
البلد غير موجود وهو خارج المنافسة الإقليمية والدولية في كل شيء


أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

يسير لبنان حالياً ضمن الوقت الإقليمي والدولي الضائع، وهو "مسكّج" رغم كل شيء.

صفة دولة
فالأحوال وإن لم تَكُن على ما يرام، إلا أنها لا تمنع البلد من أن يكون بلداً، ولا تُفقدنا صفة الدولة، رغم أن لا دولة لدينا، والجميع يدرك ذلك داخلياً وخارجياً.
يقول المثل الشائع "الشمس شارقة والناس قاشعة". ولكن المثل الأكثر تطبيقاً على لبنان، قد يُصبح "الشمس غايبي والناس نايمي والبلد ماشي". فنحن حالة فريدة من نوعها، تحتاج الى جداول وأرقام ولا ترتبط بها، كما تحتاج الى كل شيء وتصمد من دونه، و"الدّني ماشي".

إيجابيات مستحيلة
والأغرب من كل ما سبق ذكره، هو إصرار البعض على أن الآتي مستقبلاً أفضل من السابق، معوّلين على مظاهر التعافي الذي تشهده بعض القطاعات في البلد.
فهناك من يقول مثلاً، إن بعض أنواع الصناعات ما كانت موجودة في لبنان قبل عام 2019، وهي باتت تُصنَّع فيه منذ ذلك الوقت. وهناك من يعوّل على أن الطبيعة تكره الفراغ، وعلى أن لبنان يعيش من مغتربيه، وعليهم، وعلى يوم عالمي من هنا، ويوم آخر من هناك، وعلى جائزة لفلان من هنا وأخرى لآخر من هناك، وعلى من يُقال إنهم "يرفعون إسم البلد بالعالي"... وذلك تماماً مثل من يتمسّك بأي نوع من الأمل بغد أفضل، ومن الإيجابيات المستحيلة.

ليبيا وسوريا...
فإذا عوّلنا على أن لبنان لا يزال يُزار من جانب بعض المسؤولين الدوليين على الأقلّ، لنقول إنه موجود، فعندئذ يمكننا الانتباه الى ليبيا أيضاً التي تشهد حركة دولية بين الحين والآخر، وزيارات أوروبية وغير أوروبية لدواعٍ نفطية وغيرها. ولكن هل ليبيا موجودة بالفعل؟ الجواب المنطقي هو بالطبع، لا.
وإذا عوّلنا على أن هناك اهتماماً دولياً بلبنان، ولو من باب المظاهر على الأقلّ، لنقول إنه موجود، فعندئذ يمكننا الانتباه الى سوريا أيضاً، التي لا توجد دولة في الشرق الأوسط تنافسها في استقطاب الاهتمام الدولي بمستقبلها ومستقبل حدودها وإعادة إعمارها... منذ سنوات، لأسباب اقتصادية وجيوسياسية كثيرة. ولكن هل ان سوريا موجودة بالفعل؟ الجواب المنطقي هو بالطبع، لا.

"قوّة الجرّ"؟
وتبعاً لذلك، نقول إن لبنان "ماشي" صحيح، ولكن بـ "قوّة الجرّ"، ولأن بعض الأيادي تجرّه، وتستمرّ بفعل ذلك، لا أكثر. ولكن هذا لا يجعله موجوداً بالفعل. فأي بلد يحتاج الى مؤسّسات أولاً حتى يكون موجوداً، وهو أكثر ما نفتقده في بلدنا.
وبالتالي، حيوية شعبنا، وقدوم المغتربين سنوياً، وإدخالهم "الفريش" الى البلد كل أيام السنة، ورسائل الدعم مع بعض المساعدات من هنا وهناك... كلّها ليست من "علامات" وجود دولة، بقدر ما هي أقرب الى هذيان متنقّل بين زمن انهياري وآخر.
فالحقيقة هي أن البلد غير موجود، وخارج المنافسة الإقليمية والدولية في كل شيء، وعلى كل المستويات. فأين قطاعنا الصحي مثلاً؟ وأين تطوّرنا التكنولوجي؟ وماذا عن البنى التحتية لدينا؟ وماذا عن الإصلاح القضائي؟ وعن وقف كل (أو معظم على الأقلّ) أنواع الأنشطة غير الشرعية؟ فنحن لسنا في حالة جمود التأخُّر، بل في تدهور مستمرّ، وسط عالم يتغيّر.
وبالتالي، أحوالنا ليست على ما يرام، ولن تكون كذلك، ولا حتى بانتخاب رئيس للجمهورية، ولا بتشكيل حكومة أصيلة وشرعية، وحتى لو أُجرِيَت انتخابات نيابية جديدة اليوم.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار