توترات غير مسبوقة بين البلدين بسبب الحرب في قطاع غزة
تشير تقارير وتحليلات مصرية وأميركية إلى أن التوترات بين مصر وإسرائيل بلغت حداً غير مسبوق، في الأيام القليلة الماضية، وأن القاهرة تدرس خفض علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، كما أن وزارة الخارجية المصرية أعلنت عن دعمها الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية للنظر في انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة.
التوترات غير المسبوقة بين مصر وإسرائيل بسبب الحرب في قطاع غزة، وخصوصاً في أعقاب دخول القوات الإسرائيلية لمناطق في الجانب الفلسطيني من منطقة رفح، حيث يحتشد قرابة 1.4 مليون فلسطيني مهددين بالخطر، طرحت تساؤلات منطقية بشأن مستقبل اتفاقية السلام التي تم توقيعها بين الدولتين برعاية الولايات المتحدة عام 1979.
ويقول المتحدث الرسمي الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية سام وربيرغ لـ"النهار العربي": "اتخذت كل من مصر وإسرائيل قرارات شجاعة للسعي لتحقيق السلام قبل أكثر من 40 عاماً، بدعم من الولايات المتحدة. نحن نؤمن بأن البلدين يواصلان رؤية قيمة هذا الاتفاق، من حيث الاستقرار الإقليمي والعلاقة بين البلدين".
وبشأن الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لخفض حدة التوتر بين مصر وإسرائيل، يقول: "نواصل التشاور مع جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك مصر، بشأن المخاوف المشتركة التي نتشاركها بشأن أي عملية عسكرية كبيرة في رفح والتأثير الذي يمكن أن يكون لها على أكثر من مليون فلسطيني يبحثون عن مأوى هناك".
ويلاحَظ أنه في اليوم التالي لإعلان الخارجية المصرية اعتزام القاهرة دعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل، أجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اتصالاً هاتفياً بنظيره المصري سامح شكري. وتساءل مراقبون عما إذا كان لهذا الاتصال أي علاقة بالإعلان المصري عن دعم دعوى جنوب أفريقيا أم أنه يأتي في إطار التشاور والتنسيق المستمر بين واشنطن والقاهرة.
وعن هذا يقول وربيرغ: "ترى هذه الإدارة منذ بدايتها أن مصر شريك استراتيجي ولدى واشنطن مشاورات مستمرة معها بشأن مجموعة متنوعة من القضايا الإقليمية والعالمية".
وأضاف: "كنا على اتصال وثيق بشكل خاص مع مصر منذ أن بدأت حماس هذه الحرب بشن هجماتها الإرهابية في السابع من أكتوبر. لعبت مصر وتستمر في أداء دور مهم في جميع جهودنا للتوصل إلى وقف إطلاق نار تفاوضي، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية، ومنع توسع هذا الصراع".