عملت هند كمساعدة مخرج لسنوات قبل ان تصبح ممثلة
ميشال نجيم – "أخبار اليوم"
في الثالث من تشرين الاول عام ١٩٩٠، رحلت هند ابي اللمع. كانت مراسم دفنها معقدة بسبب ظروف البلد حينها اذ كانت الطرقات لا تزال مقطوعة بين المناطق اللبنانية. بعد عشرة أيام على وفاتها، انتهت "رسمياً" الحرب الاهلية في لبنان مع دخول الجيش السوري الى بعبدا ومغادرة العماد ميشال عون –رئيس الحكومة العسكرية المسيطرة على المنطقة الشرقية منذ عام ١٩٨٨- القصر الجمهوري. اللافت ان هند ابي اللمع ولدت في٢٠ تشرين التاني١٩٤٣ أي قبل يومين فقط من نيل لبنان استقلاله (هذا التاريخ تؤكده المخرجة موريال أبو الروس وهي ابنة الأخ غير الشقيق لهند، وذلك خلافاً للتواريخ التي قد تجدونها على الشبكة العنكبوتية).قد يقول قائل ان قدر هند ابي اللمع كان ان تولد قبيل الحدث الأبرز في تاريخ لبنان الحديث وان تغيب قبيل انتهاء الحدث الابشع في تاريخه، لكن الأكيد ان قدرها كان ان تتربع ملكة على قلوب محبي الدراما اللبنانية فيما منحها والدها محمد الذي كان من سلالة الأمراء لقب أميرة بالوراثة، فكانت بالتالي ملكة واميرة في آن.
هند الحائزة على إجازة في السياسة والاقتصاد من الجامعة اليسوعية، دخلت عام ١٩٦٤ التلفزيون وعملت كملاحظة سيناريو ومساعدة مخرج. وهناك تعرفت على المخرج انطوان ريمي وتزوجا في السنة نفسها وأنجبا خلال زواجهما ولدين هما ساسين وربيع.
كان مسلسل غروب عام ١٩٧٢اول مسلسل تطل فيه هند ابي اللمع كممثلة وكان النسخة الملبننة من فيلم ذهب مع الريح الاميركي الشهير، وتولى إخراجه ريمي وشكّل هذا المسلسل انطلاقة جيدة لهند في مجال الدراما.
اما ولادة الثنائي هند ابي اللمع-عبد المجيد مجذوب فكانت هند ورائها اذ هي من اقترحت ان يمثل معها مجذوب في مسلسل حول غرفتي بعدما أعجبها اداؤه في مسلسل القناع الأبيض، وقد وافق زوجها المخرج على خيارها. بعد النجاح الكاسح الذي حققه هذا المسلسل، شكّل هند وعبد المجيد ثنائياً بقي الأهم على الصعيد التمثيلي في لبنان والعالم العربي لسنوات طويلة وارتبط اسماهما بعبارة "الو...حياتي" التي ترددت كثيراً في مسلسل حول غرفتي ثم في جزئه الثاني وعنوانه حياتي.
احبت هند ابي اللمع ان تتحول رواية تيريز ايتيان للكاتب جون نيتيلالى مسلسل تلعب بطولته بعدما قرأتها، فطلبت من الكاتب مروان نجار اقتباسها وهذا ما حصل وتحولت الرواية الى مسلسل ديالا الذي حصد شعبية واسعة.
خطوة هند ابي اللمع الأكثر جرأة كانت في اقتحامها المجال الكوميدي بعدما اشتهرت في الدراما، وذلك عندما شاركت ببطولة مسلسل المعلمة والأستاذ عام ١٩٨٤. حقق هذا المسلسل نجاحاً ساحقاً في عرضه الاول واعاداته الكثيرة.
في نهاية الثمانينات، تأزمت حالة هند ابي اللمع الصحية اذ كانت تعاني من ضعف في عضلة القلب وسافرت الى أوروبا للعلاج بناء لنصيحة طبيبها.
وقبل ثلاثين عاماً، غادرتنا الاميرة تاركةً لنا اعمالاً مميزة ما زال الالاف يبحثون عنها على موقع يوتيوب او يتحينون مواعيد إعادة بثها على شاشة تلفزيون لبنان، لمشاهدتها للمرة الاولى ربما او للمرة المئة، لا فرق.