قد نبدو غير موجوعين الآن لأن العمليات العسكرية مستمرة... ولكن... | أخبار اليوم

قد نبدو غير موجوعين الآن لأن العمليات العسكرية مستمرة... ولكن...

انطون الفتى | الأربعاء 22 مايو 2024

الدمار الحقيقي أكبر من ذاك الذي يظهر في بعض المشاهد بمقدار 100 مرّة

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

يتفاعل بعض المراقبين مع صور ومشاهد الدمار الذي يحصل بشكل يومي أو شبه يومي في الجنوب، على أساس أنه من أبرز التحدّيات التي ستُصبح أي سلطة لبنانية مُجبَرَة على التعاطي معها مستقبلاً، بموازاة الصعوبات اليومية الكبيرة.

 

هجمات محدودة

فهذا الدمار كبير رغم أن لا حرب رسمية مُعلَنَة في جنوب لبنان، ورغم أن لا معارك بريّة تحصل على الأرض، ورغم أن نسبة كبيرة من عمليات القصف تتمّ بواسطة المسيّرات أو المدفعيّة، وليس باستعمال المقاتلات على نطاق هائل ومكثَّف، والوسائل القتالية التي يتمّ إدخالها في مسارح الحروب والمواجهات بشكل يومي، في العادة.

وأمام هذا الواقع، كيف يمكن لأي لبناني أن يتخيّل المستقبل؟ وكيف ستكون عليه الأحوال في ما لو توسّعت الحرب الى باقي المناطق اللبنانية؟ وما هو مصير اللبنانيين إذا تمّ الإعلان عن هجوم رسمي على الجبهة اللبنانية، مع إدخال كافة الوسائل القتالية فيه؟

 

بشكل رسمي...

فالبلد عاجز عن إصلاح عطل صغير، في بنية تحتية ذات مفاعيل تأثيرية محدودة، داخل حيّ صغير. وبالتالي، ماذا ستفعل الدولة إذا فقدت معظم أو كل ما تبقّى لديها من بنى تحتية مُتهالِكَة في مناطق عدّة، داخل الجنوب أو خارجه؟

في تلك الحالة، لن نسأل عن سلطة لبنانية غير موجودة أصلاً. فسلطاتنا تستقبل وتودّع وتتفرّج، وهي قد تكون مُقصِّرَة حتى على مستوى الإحصاء الدقيق، ومعرفة نتائج اليوميات القتالية في الجنوب على حقيقتها. وبالتالي، لا حاجة للسؤال عمّا يمكن لسلطة مماثلة أن تفعله، في ما لو تدهورت الأوضاع جنوباً بشكل رسمي.

 

تعويضات؟

أكد مصدر مُواكِب أنه "لا يمكن معرفة حقيقة التدمير ونتائج ما يحصل من عمليات في الجنوب، إلا عندما تنتهي الحرب، ويتوقّف تبادل القصف".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الدمار الحقيقي أكبر من ذاك الذي يظهر في بعض الفيديوهات والمشاهد والصور، بمقدار 100 مرّة بحدّ أدنى. ولكن ما نحن فيه الآن، يُشبه حالة من سقط على الأرض وكُسِرَت يده أو رجله، فيما هو لا يشعر بالكسر ولا بالوجع، نظراً لاستحالة التمكّن من اكتشاف الحقيقة في مثل تلك الأحوال "عا السّخن". وبالتالي، قد نبدو غير موجوعين حالياً، لأن العمليات لا تزال مستمرة، ولأن لا قدرة على معرفة شيء دقيق في الوقت الراهن، ولكن الحقيقة ستظهر بوضوح تام عندما تبرد الأجواء بعد انتهاء العمليات العسكرية".

وختم:"الوضع خطير جدّاً، والمشكلة كبيرة جدّاً، وهي ستُترجَم في الداخل عندما تنتهي الحرب، وستقلب الطاولة، خصوصاً عندما يتوضّح أن لا أحد سيتمكّن من التعويض على أحد".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار