احتفلت الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) بالذكرى المئوية لتأسيسها، وأقامت للمناسبة حفلاً موسيقياً مميزاً في حرم الجامعة في بيروت، بالتعاون مع المعهد الوطني العالي للموسيقى- الكونسرفتوار برئاسة المؤلفة الموسيقية هبة القواس، أحيته الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية بقيادة قائد الأوركسترا الألماني العالمي كريستيان شومان، والتينور الأميركي من أصل لبناني روي حاج والأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج، وسط أجواء احتفالية راقية تليق بأحد أعرق المؤسسات الأكاديمية اللبنانية الأميركية، والتي حملت شعار تعليم المرأة اللبنانية والعربية والارتقاء بها اجتماعياً واقتصادياً، لتصبح وبعد مئة سنة حاملة لشعار الانتقال بالأجيال اللبنانية الى العالمية والحضارة الإنسانية.
حضر الحفل الذي أقيم في حرم بيروت الجامعي حشد كبير تقدمه الرئيس فؤاد السنيورة، وزير الإعلام زياد مكاري، والنواب ابراهيم منيمنة وإيلي خوري، وسفراء وديبلوماسيون ومديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية جولي ساوثفيلد، وممثلون عن قادة الأجهزة الأمنية، ومدير عام مجلس الوزراء القاضي محمود مكية، ورؤساء جامعات وإعلاميون وأهل الجامعة وأصدقاؤها. استهل الاحتفال بكلمة للمديرة التنفيذية للعلاقات العامة والإعلام ندى طربيه رحبت فيها بالحضور وتحدثت عن المناسبة الاستثنائية المتمثلة بمئوية الجامعة، ورحبت بـالكونسرفتوار الوطني ممثلاً بالأوركسترا الفلهارمونية والشرق عربية، واصفة إياه بالركيزة القوية للمشهد الثقافي في المنطقة. وأضافت ان الأوركسترا لم تكن بمنأى عن التحديات الكثيرة التي واجهها لبنان، لكنها عادت بقوة ومنذ العام 2020 بقيادة المؤلفة الموسيقية والسوبرانو رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتورة هبة القواس. ورحبت طربيه بالموسيقيين والشعراء والفنانين والعازفين والحاضرين في الحفل. وعرض فيلم من إنتاج قسم التواصل الاستراتيجي عن تاريخ الجامعة وإبداعاتها ومسارها على مدى السنين.
وكانت كلمة ترحيب من رئيس الجامعة الدكتور ميشال معوض للمناسبة توجه فيها إلى الحضور من أصدقاء الجامعة ومحبيها، وقال مستشهداً بالشاعر الأخطلُ الصغير في قصيدته عن بيروت العام 1934:
"بيروتُ: يا وطنَ الحضارةِ والنُهى الحبُّ يبني والجفاءُ يُهَدِّمُ". وتحدث معوض عن "المنارة التي تُضيْءُ على تلةٍ من بيروت وأخذَت تشُعُّ عامًا بعد عام على العاصمة ووطنها الخالد". وقال: "إنها غالِيَتُنا الحبيبة LAU، التي بلغَت المئة، وما زالت تطل بأنوارها من تلة بيروت إلى كل لبنان، ومنه إلى العالَم".
ورأى معوض أن الجامعة "تجمعنا الليلة في هذه الأمسية التي نحتفل معها، موسيقيًّا وتراثيًّا، بالذكرى المئوية في أَجواء الموسيقى التي لم تَغِبْ عن جامعتنا تَوَازيًا مع ما تقدِّمُه من علومٍ معرفيةٍ بين طب وهندسة وعلوم وفنون ومسرح وإدارة أعمال وصيدلة وتمريض وإنسانيات وثقافة عامة، تَخَرَّجَ بها عبر السنواتِ المئةِ المنصرمةِ آلافُ الطالبات والطلاب". ورحب بالحضور والأوركسترا الوطنية اللبنانية الفلهامونية، وشقيقتُها الشرق عربية. وشدد على أن الجامعة ستبقى "رسولةً للعلْمِ والحضارة، تسجِّل في الصفحات الأُولى من تاريخ لبنان الحديث فجرًا ناصعًا تعتزُّ به بلاد الأرز، هنا على أرضِها المباركة،
وهناك على كل أرضٍ شَعَّ فيها خرِّيجو LAU وخرِّيجاتُها في العالَم. ورأى أن الجامعة اللبنانية الأميركية هي منارة للإبداع".
وعلى مدى السهرة عزفت الأوركسترا الفلهارمونية أعمالاً لكبار المؤلفين الموسيقيين الايطالي جواكينو روسيني، والأميركي آرون كوبلاند، والفرنسي جول ماسينيه، والايطالي غايتانو دونيزتي، والنمساوي غوستاف مالر، والألماني جوناثان برامز، والإيطالي جاكومو بوتشيني، بالإضافة إلى معزوفة “Pleusis No 1,Movement 1” للمؤلفة هبة القواس.
وفي برنامج الأوركسترا الشرقية بقيادة الحاج، مقطوعات لزياد الرحباني، وليد غلمية ووديع الصافي بمشاركة غنائية للفنان أنطوان وديع الصافي. وتخلل الاحتفال إطلالة مميزة في قراءات شعرية للمسرحي الكبير رفعت طربية ترافقه زلفا شلحت، من إعداد الشاعر هنري زغيب. واختتم الحفل بصوت السوبرانو هبة القواس التي قدمت وإحتفاءً بالمناسبة أغنية من تأليفها الموسيقي وكلمات السفير السعودي السابق لدى لبنان الشاعر عبد العزيز خوجا بعنوان "لبنان عد أملاً"، وقدم لها رئيس الجامعة الدكتور ميشال معوض درع مئوية الجامعة تقديراً لعطاءاتها وإبداعها.