هدف الاختراق الحدودي هو القول للروس إنه ممنوع عليكم أن تساعدوا إيران
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
لم لا تتحرك الديبلوماسية اللبنانية، بتشكيل وفد رسمي يزور إيران، ويطلب منها الردّ على إسرائيل من أراضيها هي، وبالاعتماد على قدراتها هي، حتى في ما يتعلّق بالهجمات أو الاغتيالات التي تُصيب شخصيات أو فصائل مسلّحة منضوية ضمن محور "المُمانَعَة" خارج الأراضي الإيرانية؟
قادرة أن تتحمّل
فإيران دولة كبيرة جداً. وما هي قادرة على أن تتحمّله بنفسها، لا يمكن للبنان ولا لأي فصيل مسلّح تابع لها في العراق أو سوريا أو اليمن، أن يتحمّله، لا هو ولا الدول التي ينشط فيها، إذ إن الأحوال صعبة جداً بدءاً من لبنان، مروراً بدمشق وبغداد، وصولاً الى الأراضي اليمنية. كما أن مخزونات الأسلحة والصواريخ والمسيّرات المتوفرة لدى الإيرانيين تمكّن طهران من فعل الكثير، بهوامش جغرافية وسياسية وعسكرية أوسع.
حروب مدمّرة
فمتى يمكن للديبلوماسية اللبنانية أن تتحرّك بزيارة رسمية الى طهران؟ زيارة يُعلَن عنها، ويُكشَف للرأي العام المحلّي والعالمي عمّا يتمّ التوصّل إليه خلالها، على مستوى توجيه طلب لبناني رسمي للإيرانيين بأن يحيّدوا لبنان عن كل أنواع الرّدود، وأن يتركوه كجبهة إسناد لقطاع غزة ربما، لا أكثر، فيما تحمل طهران على عاتقها كل العمليات والردود العسكرية الانتقامية القادرة على التسبّب بحروب مدمّرة لدول أصغر منها بكثير، كلبنان مثلاً.
عكس التهديدات...
استبعد مصدر واسع الاطلاع أن "يكون هناك نيّة لدى أي طرف رسمي في لبنان للقيام بمثل تلك الزيارة".
ورأى في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "توسّع دائرة الحرب مسألة غير حتميّة، على عكس ما توحي به آخر المستجدات والتهديدات. فأكثر ما هو مُرجَّح، تنفيذ ضربة إيرانية مدروسة لإسرائيل لا تتسبّب بأضرار كبيرة. فإيران تدرك جيّداً أن (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو يريد توريط الولايات المتحدة الأميركية بحرب، وأنه إذا نجح فسيتسبّب بدمار فيها (إيران)، لا سيّما أنه إذا بدأ القصف الأميركي فلن يتمّ التراجع عنه بسهولة. هذا فضلاً عن أن الأميركيين زوّدوا إسرائيل بتكنولوجيا تمكّنها من إصابة أهداف كبيرة داخل إيران".
مساعدة روسيا؟
ورجّح المصدر أنه "انطلاقاً من تلك الوقائع، سيُنفَّذ أي ردّ إيراني مُحتَمَل بواسطة مقذوفات مضبوطة. وهذه مصلحة لإيران بعدما كشفت حرب الشرق الأوسط الدائرة منذ أشهر أنها لا تمتلك شيئاً مهمّاً على الصعيد العسكري. فهي ضعيفة بسلاح الجوّ، ولا قدرة لديها على التحليق لمسافات طويلة. كما تبيّن أنها مخروقة من الداخل والخارج في شتّى المجالات وعلى مختلف المستويات، وضعيفة استخباراتياً. وهي لم تحصل على تجهيزات عسكرية روسية متطوّرة بَعْد".
وختم:"روسيا بحاجة الى أن توفّر حاجاتها العسكرية هي أولاً الآن، فيما الاختراق الحدودي للأراضي الروسية الذي قيل إنه أوكراني، هو هجوم من حلف "الناتو" على الروس، هدفه القول لهم إنه ممنوع عليكم أن تساعدوا إيران بأي حرب أو مواجهة في الشرق الأوسط. وحتى إن إمكانية انتخاب (الرئيس السابق والمرشّح "الجمهوري" الحالي دونالد) ترامب لولاية رئاسية ثانية في أميركا قد يؤثر على إيران سلبياً. فصحيح أن ترامب يحب إبرام الصفقات، ولكن من الممكن أن يضرب إيران في النهاية إذا لم تخضع لشروطه، أو إذا حافظت على سلوكيات تمسّ بما يراه مصلحة له في طريقة حكمه".