الصورة تبدو أكثر تعقيدا بكثير
بدأ العلماء في لندن إجراء اختبارات على لقاح «باسيلوس كالميتي غويرين» المعروف اختصاراً باسم «بي سي جي»، الذي طُوِّر في عام 1921 لوقف مرض السل، وذلك لمعرفة ما إذا كان بمقدوره إنقاذ الأرواح من مرض «كوفيد ـــ 19». وسيشارك حوالي 1000 شخص في تجربة اللقاح في جامعة إكسيتر.
ومع بداية انتشار «كورونا» كان العلماء يتعاملون مع المرضى على أنهم محميون من تكرار الإصابة، خاصة مع إنتاج أجسامهم لكميات كبيرة من الأجسام المضادة.
لكن الباحث المتخصص في علم المناعة في جامعة إيموري ماثيو وودروف، قال إن الصورة تبدو أكثر تعقيدا بكثير.
ونقلت مجلة ساينس أليرت عن دراسة شارك فيها وودروف بأن كورونا أحدث تحولا في المناعة لدى البعض، والتي تسببت بأن يصبح الجهاز المناعي لديهم خطيرا.
وأشارت الدراسة إلى أن دور جهاز المناعة تحول لدى البعض من «الشفاء إلى التدمير»، وأصبحت الأجسام المضادة التي يفرزها تسبب جلطات دموية والتهابات في أعضاء متعددة. وهذا الأمر دفع ببعض الأطباء إلى استخدام أدوية تثبط استجابة الجهاز المناعي، ولكن لم يتعرف العلماء على أي أجزاء أو مراحل يمكنها فهم طبيعة الخلل في التنظيم المناعي في تحديد المرضى الذين سيحتاجون منهاجاً مختلفاً في التعامل معهم وتثبيط مناعتهم أم تحفيزها.
في سياق آخر، حذر أطباء من أن كورونا قد يتسبب في فقدان حاسة السمع، عازين السبب في الأغلب إلى تأثيره في الأوعية الدموية للأذن، بحسب «سي إن إن» التي قال إن ميريدت هاريل شعرت ذات يوم بطنين في إحدى أذنيها، ثم فقدت حاسة السمع بشكل مفاجئ. وعلى مدار أسبوع ظل مرض هاريل لغزا، إلى أن تبين اصابتها بـ«كوفيد ــ 19»، رغم أنها لم تشعر بأعراض المرض.
وقال اختصاصي أنف وأذن وحنجرة إن كورونا على الأغلب هو السبب في فقدان حاسة السمع لديها.
من المعروف أن الفيروسات المسببة لأمراض مثل الحصبة تسبب أحياناً فقدان السمع المفاجئ، وهناك أدلة متزايدة على أنه تنبغي إضافة كورونا إلى القائمة.
وقال دكتور ماثيو ستيوارت، الأستاذ في طب الأذن والأنف والحنجرة في جامعة جونز هوبكنز لـ«سي إن إن» انه لا يستطيع الجزم بأن الفيروس يهاجم الأذن الداخلية، بسبب خطورة إجراء كشف كهذا. ولكن ستيوارت وزملاءه تمكنوا من إجراء عمليات كهذه في جثث ثلاثة أشخاص توفوا بعد الإصابة، وعثروا على الفيروس لدى اثنين منهم، وتحديدا في الأذن الوسطى وعظم الخشاء في الجمجمة خلف الأذن مباشرة.