الحريري وحكومة التسوية الموقتة؟! | أخبار اليوم

الحريري وحكومة التسوية الموقتة؟!

| الثلاثاء 13 أكتوبر 2020

هل تكون العقبات آيلة للمعالجة والحسم هذا الاسبوع


 هدى شديد -"النهار"

هل قبل الرئيس سعد الحريري بأن يكون على رأس حكومة "النسخة المنقحة"عن حكومة حسان دياب ، اي حكومة اختصاصيين ممثلين للاحزاب السياسية؟
اذا سلّم بأن الاحزاب والكتل النيابية هي التي ستسمي وزراءها في حكومة الاختصاصيين، فتكليفه محسوم الخميس ومسار تأليفه الحكومة المقبلة سيكون على خطى سلفه الذي وزع الحقائب على القوى السياسية وأخذ منها اسماء مرشحيها ، واسقطها في حكومته التي قدمها خلال ستة اسابيع. اذا الحكومة التي انطلقت عملية تأليفها قبل تكليف سعد الحريري رئيساً لها هي حكومة تسوية مرحلية ثلاثية الأبعاد:
- حكومة المبادرة الفرنسية وبرنامجها الاصلاحي المتفق عليه داخلياً وخارجياً.

- حكومة المفاوضات الاقتصادية والمالية مع صندوق النقد الدولي.
- وحكومة الغطاء الوطني لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية والبرية مع اسرائيل.

وهذه المهمات الثلاث توجب وجود حكومة وحدة وطنية تحظى بأوسع مشاركة سياسية لمواكبتها وليس حكومة مستقيلة ومن لون واحد. من هنا، تكشف مصادر مطلعة ان مبادرة الحريري الى ترشيح نفسه ليست ردة فعل بل فعل ومن موقع القوة التي اطل بها من القصر الجمهوري مدعوماً هذه المرة ليس فقط من فرنسا واوروبا بل بغطاء من الولايات المتحدة الاميركية التي تريد للترسيم برعايتها ان يسجل انجازاً لها. حتى روسيا والدول العربية الفاعلة لاسيما مصر والامارات العربية المتحدة تريد قيام حكومة فاعلة وبأسرع وقت في لبنان لوقف انهياره وابعاده عن الصراعات الاقليمية والدولية.
أما السؤال المستمر عن موقف المملكة العربية السعودية من ترشيح الحريري فالجواب عليه مختلف اليوم عن الأمس. فالمصادر المطلعة تكشف ان المملكة تتجاوز اليوم مسألة الشخص وما يهمها هو البرنامج الاصلاحي ، وسعد الحريري يحمل هذا البرنامج من خلال المبادرة الفرنسية الحائزة اجماعاً اوروبياً ودولياً وعربياً.

رغم هذا الوضوح الخارجي، ما زال الحريري يتلمس طريقه بحذر الى التكليف والتأليف، اقتناعاً منه بأنه اذا بقيت في طريقه قطبة واحدة مخفية فمصيره سيكون حتماً فشلاً ما بعده فشل.

وتكشف المصادر المطلعة ان الحريري بدأ مساره بتأنً، متكئاً على المبادرة الفرنسية وعلى اجماع القوى السياسية اللبنانية حولها واعتبارها خشبة الخلاص الوحيدة لانقاذ البلد والباب الوحيد الذي يمكن للخارج ان يدخل منه للمساعدة . كما ان الضغط المتفاقم اقتصادياً ومالياً وصحياً وتربوياً ، ومصرفياً ، وصناعياً وتجارياً وعلى كل المستويات يدفع بجميع القوى السياسية الى تليين مواقفها وتسهيل ولادة حكومة بأسرع ما يمكن لإنقاذ ما تبقى.
من بعبدا ، انطلق الضوء الاخضر الداخلي امام الحريري من تجاوب رئيس الجمهورية مع طرحه بالتقاط المبادرة الفرنسية والاسراع في تشكيل "حكومة المهمة" لتطبيق برنامجها الاصلاحي، دون الدخول بشكلها او بتركيبتها.

أما رحلة التفاوض على هذه التفاصيل فبدأت من لقاء الحريري برئيس مجلس النواب نبيه بري، كممثل عن الثنائي الشيعي ومفوض من "حزب الله" في الاتفاق على قواعد التفاوض الفعلي على شكل الحكومة وتركيبتها وآلية تسمية وزرائها.
الحريري الذي يوفد رئيسة كتلة المستقبل بهية الحريري ومعها النائبان سمير الجسر وهادي حبيش لاستقطاب تأييد الكتل النيابية، سيعود الى رئيس الجمهورية بحصيلة مشاوراته عشية استشارات التكليف.

وتشير المصادر المطلعة الى ان الحريري ابدى امام الرئيس عون استعداداً لمعالجة موضوع التمثيل الشيعي بانفتاح وايجابية.
أما كيف سيكون المخرج لذلك؟
المصادر تؤكد ان ضرورات التسوية تبيح المحظورات. ولا فرق عندها اذا كان "أمل" و"حزب الله" يقدمان للحريري لائحة مرشحين اختصاصيين فيختار من بينهم الوزراء او يتفقان معه على تقديم لائحة اسماء اختصاصيين ويقول إنه هو من وضعها، او يضع كل من الطرفين لائحته ويقول الحريري إنه اختار من الاسماء المشتركة الواردة في لوائح الطرفين .

خلاصة المشهد الحكومي، في حال صحّ أن الموعد قد حان لتسوية مرحلية عنوانها "حكومة المهمة المؤقتة" فكل العقبات آيلة للمعالجة، والحسم هذا الاسبوع.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار

الأكثر قراءة