مدى ترابط حرب الاسناد والإصلاح باعتقال سلامة
المطلوب تقويض الكاش وضبط التحويلات حذار من سوء قراءة ما جرى وتسخيفه
مازن عبّود - النهار
لحرب مساندة غزة تأثيرات اقتصادية يشعر بها الجنوبيون الذين جرحوا وفقدوا احباء ومنازلا وحقولا وتهجروا. تأثيراتها وطنيا كانت قلقا وتراجعا في تدفق الأحبة او اختصارا لإقاماتهم. شهر آب الذي كان يكلل الموسم السياحي تكلل بالخوف. فشهد تراجعا في الاستهلاك وانخفاض رحلات جوية ب20% مقارنة بآب الماضي (6500 الى 5200). تقاطع هذا المعطى مع تراجع استهلاك السجائر ب25% مقارنة بآب الفائت يؤشرا الى تقلص الاستهلاك نتيجة تراجع عدد الوافدين. مما يضع ضغوطا على احتياطاتنا بالعملات الصعبة. إيرادات الفصل الثالث من 2023 قدّرت ب1.79 مليار دولار، وننتظر نهاية الفصل لاحتساب الخسارة. كلفة الحرب لا تقل عن مليار ونصف جراء الاضرار المباشرة وغير المباشرة (تدمير البنى التحتية والنزوح والمساكن وتدهور الأراضي الزراعية) وننتظر نهايتها لإجراء مسح شامل للأضرار.
تستمر الحرب والنزف والضغوط. الأسبوع الفائت، تمّ توقيف السيّد رياض سلامة، بالتزامن مع البحث في وضع لبنان على اللائحة الرمادية. توقيفه بعكس ما يقال، اتى استجابة لضغوط دولية. عين الغرب على رصد حركة دولاره وإعادتنا الى النظام المالي العالمي. عينه على تمويل الحرب في غزة والجنوب. المطلوب عدم تفلتنا من النظام المالي العالمي. اعتقال سلامة رسالة تطويع وتحذير للنخب مفادها ضرورة البدء بإصلاحات بنيوية تنتج نظاما مصرفيا جديدا يضمن إعادة الاقتصاد الى المنظومة المالية العالمية والا...
المطلوب تقويض الكاش وضبط التحويلات. ريادة الولايات المتحدة قوامها العملة الخضراء والتحكم بها. المسالة أكبر من رياض سلامة. اعتقال اريد من خلاله تحريك المياه الراكدة وتحرير الإصلاح من دينامية التعطيل بفعل تضارب مصالح القلة التي تتبادل الخدمات تحت ضغط الملاحقة. الازمة انّ لبنان لم يستجب لتحذيرات صندوق النقد. ما جرى مقدمة لحملة ملاحقات دولية قد تطال نخبنا المالية وجزء من الوسائل المالية لتقويض تمويل الحزب. بدأ التلويح بلائحة FATF الرمادية وضمنا السوداء وسيتم تحميل النخبة تداعيات أي انهيار...
مساكنة العجز الحكومي لليد الخفية للسوق التي انتجت اقتصاد كاش وتفلتا من النظام المالي العالمي، ما عادت مقبولة عالميا. مصرف لبنان يسعى الى تجنيب لبنان الكاس المرة ولكن...
من الواضح انه جرى تتبع تحويلات OPTIMUM Invest واضيف الملف الى فوري. حذار من سوء قراءة ما جرى وتسخيفه.
ذنب سلامة انه وسّع هوامش عمل المركزي لدرجة انّه تحوّل وسيلة لخدمة مصالح لا تتعلق بالاستقرار النقدي وتحفيز النمو الاقتصادي. يتوجب دراسة سياسات مصرف لبنان غير النقدية وتدريسها في الجامعات كحالة فريدة لكيفية استخدام المصارف المركزية لسياسات المسؤولية المجتمعية (CSR) لكن ليس لخدمة الخير العام وخلق قيمة اجتماعية، بل لإضفاء مشروعية على قرارات تخدم المصالح الفردية ولتلميع الصورة وخداع الشركاء بإظهار ربحية وهمية تتنافى مع الواقع الاقتصادي Carroll (1991, 2001).
الحاكم الحالي مدرك انّ الشفافية المالية تطمئن الاسواق وتضمن الاستقرار النقدي. وقد أعاد المركزي الى مهامه. على أي حاكم ان يكتفي بالحاكمية كي يصون استقلالية صنع القرارات النقدية من التدخلات. فيحصّن المركزي من خطر الانزلاق. وتكون آلية صنع القرارات في خدمة الاستقرار النقدي.
يقول Stiglitz (2008) " المشاكل في النظام المالي تنبع من اختلال توازن القوى وانعدام الشفافية". لبنان شهد اختلال توازن بين الدولة والمصارف، والمصارف والمودعين في ظلّ تضليل متعمد أدى الى انهيار.
ونتأمل ان تسهم الضغوط الغربية في رسم توازن جديد يعيد الى البلد الاستقرار...