"مؤتمر دعم الشعب اللبناني"... هل ستتجاوب الدول مع الدعوة الفرنسية!
درباس لـ"أخبار اليوم": العنوان انساني لكن الجانب السياسي موجود
خاص - "اخبار اليوم"
مع استمرار العدوان الاسرائيلي على لبنان وما يخلف من دمار وموجات من النزوح، تستعد فرنسا للدعوة إلى مؤتمر دولي، يعقد خلال الشهر الجاري هدفه توفير المساعدات للنازحين والمؤسسات اللبنانية ومنها الجيش، ودعم الشعب اللبناني والسيادة اللبنانية. ويجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالات مع الإدارة الأميركية والدول العربية الصديقة لهذه الغاية.
فرنسا الحاضرة في لبنان منذ انفجار مرفأ بيروت في 4 آب العام 2020، تحاول ايجاد الحلول، ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل؟ فهل ستلقى هذه الدعوى آذانا صاغية؟
يرى الوزير السابق رشيد درباس، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، ان باريس تميز موقفها عن باقي الدول الغربية لجهة العدوان الاسرائيلي، الامر الذي اثار حفيظة رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ندد بدعوة ماكرون إلى الكف عن توريد الأسلحة إلى إسرائيل للقتال ضد حركة حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان، قائلا: "بينما تحارب إسرائيل القوى الهمجية التي تقودها إيران، يتعين على جميع الدول المتحضرة أن تقف بحزم إلى جانب إسرائيل. إلا أن الرئيس ماكرون وغيره من القادة الغربيين يدعون الآن إلى حظر الأسلحة على إسرائيل. يجب أن يشعروا بالعار".
ويضيف درباس: فرنسا كانت اول من طالب بوقف تصدير السلاح، وبدأت بذلك، وعلى الاقل هذا موقف انساني جيد، معتبرا اننا اليوم امام ازمة انسانية تشبه ما حصل في سوريا. ولبنان الذي كان قد دفع ثمنها اكثر من سواه حيث استقبل العدد الضخم من النازحين، ها هو اليوم امام هجرة داخلية، ولكن مع مفارقة ان مفوضية اللاجئين UNHCR وضعت الترتيبات الكبرى لاحتواء السوريين واتت بالدول المانحة ووضعت نظاما كاملا من اجل توفير المساعدات والدعم.
ويعتبر درباس ان التهجير الداخلي بهذه الاعداد الكبيرة قد يؤدي الى ازمة داخلية، وبالتالي يفترض ان يتحرك المجتمع الدولي لتأمين عقد مؤتمر للاغاثة والمعونة .
هل ستحصل استجابة للدعوة الفرنسية؟ يرجّح درباس ان تكون مواقف الدول والجهات المانحة ايجابية، لان المؤتمر سيعقد تحت عنوان انساني من اجل ايجاد الحلول لاعداد كبيرة من الناس التي فجأة وجدت نفسها من دون مأوى وهناك استحالة للعودة الى بيوتهم قريبا.
ولكن، يتابع درباس، انه تحت هذا العنوان الانساني هناك عنوان آخر سياسي، حيث ان الموقف اللبناني الرسمي وتحديدا على لسان رئيس حكومته اعلن استعداده لوقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 وتبنى النداء الدولي المشترك لوقف اطلاق النار لمدة 21 يوما، اي ان لبنان الرسمي وبصورة واضحة وغير ملتبسة فك الارتباط بغزة، وهذا ايضا ما قد يلاقي اصداء ايجابية لدى الدول المانحة وتحديدا لدى الدول الاوروبية واميركا.
وفي سياق متصل، يشير درباس الى وجود مفاوضات تؤكد ان لبنان جاهز لتطبيق القرار 1701 بشكل جدي .
وهل سيتم الالتزام بكامل ينود هذا القرار لا سيما لجهة نزع السلاح من كافة الميليشيات، يجيب درباس: لا يمكن ان ننتظر من العدو ان يسلم اوراقه بل علينا ان نبدي الاستعداد لحسن نوايا لنرى مدى استجابة هذا العدو للتعاطي معها. علما انه اذا اقر حزب الله بتسليم سلاحه الى الدولة اللبنانية فان الامر سيدفع بالعدو الى التمادي، اذ صحيح ان في الحرب هناك تنازلات ولكن ايضا يجب ان تكون محسوبة.
لذا يشدد درباس على انه راهنا يجب اخذ "الظاهر من القرار" اي نشر الجيش جنوبي الليطاني، في حين ان اي تطور آخر يجب ان تلاقيه جاهزية لتسوية ما، في حين انه حتى اللحظة اسرائيل مستمرة بحربها الضارية.
أخبار اليوم