دعوة الى صندوق النقد: في موضوع القروض استمعوا إلى المجتمع المدني | أخبار اليوم

دعوة الى صندوق النقد: في موضوع القروض استمعوا إلى المجتمع المدني

| الإثنين 19 أكتوبر 2020

ذو الفقار قبيسي - "اللواء"
 دعت دراسة صادرة عن Arab NGO Network For Development صندوق النقد الدولي الى عدم الاستماع الى المسؤولين السياسيين في لبنان وقيادات القطاع المصرفي، عند البحث في موضوع القروض للبنان الى صوت المجتمع المدني، واعتبرت ان وجهة نظر هذه الأطراف ناتجة عن عقود من الفساد في لبنان في نظام اقتصادي غير منتج وقائم على التحويلات والمساعدات يوزع العطايا الى السياسيين وحاشيتهم ويبدد الموارد التي يذهب الجزء الأكبر منها الى أقلية ١٪ من السكان و١٪ من حسابات المصارف، إضافة الى الموارد الناتجة عن مديونية متصاعدة بفوائد عالية.
وأشارت الدراسة الى ان ما يسمّى بالاصلاحات المطروحة للحل الاقتصادي في لبنان مثل رفع الدعم عن القمح والبنزين والمازوت والدواء ستزيد في سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وفي معدلات الفقر الذي طال 50٪ من اللبنانيين الذين باتوا تحت خط الفقر المدقع الذي ارتفعت نسبته ثلاثة أضعاف منذ العام ٢٠١٩.
وأشارت الدراسة التي أعدّتها باللغة الانكليزية من الـ NGO ونزار حسن، الى ضرائب تصاعدية في اطار اقتصاد وانتاج يحمي الفقراء ويؤمّن لهم شبكة حماية اجتماعية.


دون حكومة فورية الاقتصاد في الهاوية
وتأتي الدراسة في ظروف يتجه اقتصاد لبنان خلالها الى الهاوية إذا لم تتلقفه حكومة انقاذ سوبر - استثنائية في حالة تشبه الصورة التي رسمها قبل أكثر من ٣٠٠ عام كتاب بعنوان «حكاية النحلات»  The Fable  Of Bees يدعو مؤلفه  Bernard Mandeville الحكام والسياسيين الى التخلي عن  نزواتهم  الخاصة  كي  ينقذوا شعبا ينزلق الى الانهيار الاقتصادي بسبب نشفان  السيولة في يده وسقوط القوة الشرائية لعملته الوطنية لدرجة انه بعد فترات من الرخاء  بات  فيه متوسطو  الحال  يبيعون  ثيابهم  الغالية والاغنياء قصورهم الفاخرة، كما في هذا المقطع  الوارد في الكتاب الصادر عام ١٧١٤ بما يشبه حال لبنان اليوم:


«اليوم لم يعد أحد قادرا ان يعيش على حساب دائنيه. فالثياب المزركشة تتكدس في سوق البالات، والعربات تباع والجياد المطهمة والديار الجميلة تباع  بثمن بخس لتسديد الديون. والسيدات المتعجرفات يختصرن في طعامهن الغالي ويرتدين الفستان نفسه عاما بكامله. والسادة الأغنياء يتجنبون الانفاق كما يهرب المرء من دنس الخطيئة. والجماهير التي كانت تقتات عن طريقهم تضطر هي أيضا الى الهرب والهجرة كل يوم. وسعر الأراضي والبيوت في انهيار، والقصور الرائعة التي بنيت أسوارها العالية في غمرة الفرح مثلما بنيت أسوار «مدينة»، يرحل منها ساكنوها. التوقف تام في ميدان البناء ولم يعد الحرفيون يجدون عملا. ولم تعد أكاليل المجد تعقد لأحد..  والعبرة ان الفضيلة وحدها لم تعد تستطيع أن تؤمن للناس عيشة وارفة الظلال، ومن يرغب في عودة العصر الذهبي، عليه ان يتقبل الرذيلة والفضيلة على حد سواء».
صورة اقتصادية ميدانية  «شبه لبنانية»، اقتطفها الاقتصادي الشهير John Keynes العام ١٩٣٥ في كتابه «النظرية العامة» في الاقتصاد من كتاب «منديفيل»  لوصف كارثة الركود الاقتصادي والبطالة التي نشبت  في أوروبا في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، لينتهي الكتاب الى برنامج، في هذه العبارة من الكتاب الصادر قبل أكثر من ٣٠٠ عام! تلصح موجزاً لبيان وزاري لأي حكومة في لبنان اليوم:
«ان إسعاد الشعب ودفعه في طريق الازدهار يكمن في اتاحة الفرصة لكل فرد في أن يعمل. وفي سبيل ذلك يجب أن يكون الشاغل الأول للحكومات مساعدة كل أنواع الصناعات والفنون  والحرف التي يمكن ان يخترعها الانسان. والشاغل الثاني تشجيع الزراعة وصيد البحر كما يستفاد من الطبيعة بأسرها، شأنها في ذلك شأن الانسان. وبهذه السياسة لا بسن القوانين الباطلة المنظمة للهدر والاسراف، نستطيع زيادة عظمة الأمة وسعادتها». 
 لينهي «كينز» هذه العبارة المقتطفة من كتاب «منديفيل» بهذا القول لـ «آدم سميث»: «ما هو حكمة في مسلك طبقة خاصة من الحكام، قد يكون حماقة في مسلك أمة عظيمة».

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار