هل تمّ العثور على المطران يازجي في سجن عدرا السوري فعلًا؟ | أخبار اليوم

هل تمّ العثور على المطران يازجي في سجن عدرا السوري فعلًا؟

| الثلاثاء 10 ديسمبر 2024

تضجّ وسائل التواصل الاجتماعي بخبر يدّعي "العثور على متروبوليت حلب للروم الارثوذكس المطران بولس يازجي  حياً في سجن عدرا التابع للنظام السوري السابق، بعد خطفه في حلب منذ اعوام". الا ان هذا الخبر غير صحيح، بتأكيد من مصدر متابع لملف المطران يازجي، "ولا جديد بشأن مصيره". 

منذ ساعات، ينتشر الخبر في وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما عبر الواتساب. "المطران بولس يازجي، مطران الروم الارثوذكس الذي أعلن النظام أن مجموعات ارهابية اختطفته في حلب قبل سنوات، تم العثور عليه معتقلا في سجن عدرا التابع للنظام". ويحصد المنشور تفاعلا واسعا.

الا أن هذا الخبر عار من الصحة.

فوفقاً لما يؤكد مصدر مطلع ومتابع لملف المطران يازجي لـ"النهار"، فإن "ما يتم تناقله بشأن العثور على المطران حيا في سجن عدرا السوري غير صحيح، مجرد شائعة".

ويقول: "لا جديد بشأن مصير المطران يازجي، ورفيقه مطران السريان الارثوذكس في حلب يوحنا إبراهيم". 

بيان من البطريركية الارثوذكسية

بعد انتشار الخبر الخاطئ في وسائل التواصل الاجتماعي، أصدرت بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس بيانا، امس الاثنين، قالت فيه: "تتداول مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الأخبار جملةً من الأخبار وخصوصاً في ما يتعلق بالوضع الكنسي في سوريا. نهيب بأبنائنا استقاء الأخبار من مصدرها الرسمي- صفحة بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس".

11 سنة على خطف المطرانين

وكان المطرانان يازجي وابراهيم خُطفا ، الاثنين 22 نيسان 2013، في محافظة حلب بشمال سوريا على يد مجموعة مسلحة، وفقا لتقارير اعلامية.

وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) يومذاك أن "مجموعة إرهابية مسلحة قامت باختطاف المطران يوحنا إبراهيم رئيس طائفة السريان الأرثوذكس في حلب وتوابعها، والمطران بولس يازجي رئيس طائفة الروم الأرثوذكس في حلب وتوابعها، أثناء قيامهما بعمليات إنسانية في قرية كفر داعل بريف حلب".

وقال عضو السريان في التحالف الوطني السوري المعارض عبد الأحد اسطيفو إن المطرانين خطفا على الطريق المؤدية إلى حلب من معبر باب الهوى الذي تسيطر عليه المعارضة والواقع على الحدود مع تركيا. وروى أن إبراهيم ذهب لإحضار يازجي من معبر باب الهوى، لأنه عبر من هناك مرات عدة من قبل وكان على علم بالطريق. وأفاد بأن الرجلين كانا يستقلان سيارة إلى حلب عندما خطفا. 

ونقل نشطاء عن فؤاد إيليا إن "سيارة رباعية الدفع لحقت بسيارة المطارنة بعد تجاوز آخر حاجز لأحد الفصائل، وقبل حاجز المخابرات الجوية التابعة للنظام، وأمرتهم بالتوقف، وتم إنزال السائق بقوة، وصعد رجل مسلح إلى جانب السائق، ورمى (فؤاد إيليا) خارج السيارة، ثم عاد الخاطفون إلى منطقة كفر داعل". وتم العثور على سائق المطران يوحنا، فتح الله كبود، مقتولاً بطلقة في الرأس . 

ووفقا للمعلومات، كان المطرانان في مهمّة إنسانية حضّرا لها منذ فترة طويلة، لإنقاذ كهنة أرثوذكس وكاثوليك مخطوفين. "وقد اعترضت مجموعة مسلحة في بلدة المنصورة بالريف الغربي لحلب سيارتهما في الطريق المؤدي إلى أنطاكيا، التي تخضع لسيطرة مسلحين من كتيبة نور الدين زنكي، وقتلت سائق المطران إبراهيم، واقتادتهما إلى جهة مجهولة". وقيل ان المجموعة الخاطفة شيشانية. 

ولم تعلن أي جهة عن تبنيها للعملية أو فدية. 

والمطران يازجي هو شقيق بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر يازجي، الذي تولى منصبه في شباط 2013. وكان البطريرك يازجي دعا خلال احتفال تنصيبه الى حوار ينهي العنف الذي حصد آلاف القتلى في سوريا.

ورغم كل المناشدات الكنسية والمطالبات والجهود والاتصالات لاطلاق المطرانين، فإن مصيرهما بقي مجهولا خلال الاعوام الماضية. ولا يزال حتى كتابة هذا التقرير. 

وجاء تداول الخبر الخاطئ في وقت أعلنت منظمة "الخوذ البيضاء"، اليوم الثلثاء، انتهاء عمليات البحث في سجن صيدنايا حيث كانت تشتبه في وجود زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة، من دون العثور على أي معتقلين إضافيين، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس".

وقالت في بيان: "يعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في زنازين وسراديب سرية غير مكتشفة داخل سجن صيدنايا سيئ السمعة، من دون العثور على أي زنازين وسراديب سرية لم تفتح بعد". 

وتجمع آلاف الأشخاص منذ الأحد، يوم سقوط بشار الأسد، حول السجن في انتظار أخبار عن أقاربهم المفقودين.

وقد اقتحمت الفصائل المسلحة العديد من السجون السورية، بينها صيدنايا وعدرا وحمص وحلب، وحررت المعتقيلن فيها خلال الايام الماضية.

ومنذ عام 2011، لقي أكثر من 100 ألف شخص حتفهم في السجون، خصوصا بسبب التعذيب، بحسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان. ودخل نصف مليون شخص سجون السلطة منذ بداية الحرب، وفقا للمصدر ذاته (أ ف ب). 

وتحدّثت منظمات حقوقية مرارا عن "أصناف التعذيب"، من استخدام الكهرباء والاعتداء والإذلال الجنسي واقتلاع الأظافر.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

النهار

المزيد من الأخبار