"الإتفاق النووي" وإسرائيل وقطر... ماكرون أمسَك النّار بيدَيْه فلماذا قد لا يحترق؟! | أخبار اليوم

"الإتفاق النووي" وإسرائيل وقطر... ماكرون أمسَك النّار بيدَيْه فلماذا قد لا يحترق؟!

انطون الفتى | الثلاثاء 27 أكتوبر 2020

مصدر قريب من "حزب الله": موقف باريس من الرسول يمسّ بمستقبل مصالحها

 

أنطون الفتى - "أخبار اليوم"

 

فيما يتشاغل بعض زعماء ودول الشرق الأوسط باستثمار اشتعال أزمة الحريات والعلمَنَة في فرنسا من جديد، برز موقف مُلفِت لرئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد موسوي، اعتبر فيه أن المسلمين ليسوا مُضطّهدين في فرنسا، داعياً إياهم إلى الدفاع عن مصالح البلد، في مواجهة الدعوة لمقاطعة المنتجات الفرنسية.

 

الذّبح

اعتبر مصدر قريب من "حزب الله" أن "السياسة الخارجية للدول الغربية موزّعة بنسبة كبيرة منها على الدول الإسلامية. وهو ما يجعل الإساءة الفرنسية الى الرسول، ذات تبِعَات على مستوى دور فرنسا في المنطقة".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المبادرة الفرنسية التي تشكّل حالياً مظلّة معيّنة للحركة السياسية في لبنان، تتعلّق بدولة (لبنان)، أكثر من نصف سكانها هم من المسلمين. أما مع إيران، فتتعاطى باريس مع جمهورية إسلامية يشكل الرسول كل شيء بالنّسبة إليها. والأمر نفسه بالنّسبة الى دول الخليج الفارسي ودول غرب آسيا، ومنها تركيا التي تتصادم فرنسا معها في شرق المتوسط.

وبالتالي، تقتضي الحكمة والتعقُّل أن تتمعّن باريس جيّداً بذلك، إذ يُمكن لمواقفها أن تتسبّب بفِتَن في المجتمعات الشرقية، بين المسيحيين والمسلمين، تحت شكل سلوكيات مؤذية".

وقال:"من هنا، لم تمرّ المواقف الفرنسية تجاه الرسول مرور الكرام. فهي لا تتعلّق بتصرّف فردي، بل بتصريحات صدرت على مستوى الدولة. ونقول ذلك رغم إدانتنا لأسلوب إسلام الذبح، الذي لا يمتّ الى الإسلام الأصلي بِصِلَة".

 

اعتذار

ورأى المصدر أن "فرنسا ليست "كاريتاس". ومهما كان لإيران والدول الإسلامية من مصالح معها، فإن لباريس مصالح مع تلك الدول نفسها أيضاً. وهو ما يعني أن الحاجة متبادلة بين الأطراف كافّة".

وأشار الى أن "الموقف الفرنسي الرسمي تجاه الرسوم الكاريكاتورية، يشوّه دور فرنسا، ويمسّ بمستقبل مصالحها. فالرّسول خطّ أحمر لكلّ المسلمين رغم اختلافاتهم المذهبية. ولا يمكن وضع المصالح الإقتصادية والاستراتيجية، والتعرُّض له (الرسول)، في ميزان واحد. ولذلك، ستعيد فرنسا حساباتها، وستجد نفسها مضطّرة الى تقديم اعتذار ما، بصيغة معيّنة".


كاتدرائية آجيا صوفيا

وردّاً على سؤال حول أسباب الصّمت الإسلامي عموماً، والإيراني خصوصاً، عن التلاعُب التركي بمصير كاتدرائية آجيا صوفيا، وإعادة تحويلها من متحف الى مسجد، وذلك رغم أن لهذه الكاتدرائية قيمة كبيرة في الوجدان المسيحي، أجاب المصدر:"إيران كدولة تمثّل الإسلام في نظام الحكم، نجد أنها لم تمسّ بالكنائس المسيحية الموجودة فيها تاريخياً، ولا بأماكن عبادة أتباع الديانات الأخرى غير المسيحية فيها أيضاً. وهذا السلوك هو الذي يعبّر عن موقفها تجاه هذا النوع من القضايا".

وختم:"آجيا صوفيا" تشكّل ملفاً داخلياً، لدولة هي تركيا، تتصرّف وفق سيادتها على أراضيها، وإيران تحترم هذا العنوان".

 

ضمانة

على مستوى أبعَد من المنطقة، يؤكّد مُطَّلِعون حاجة العرب الى فرنسا كنوع من عامل توازن مع الدور الأميركي، في ما يتعلّق بأدوار إسرائيل في الشرق الأوسط، رغم التطبيع. كما أن تركيا، لا بدّ لها من الحذَر في التمادي مع الفرنسيّين، لأسباب تعود الى العلاقات متعدّدة الأوجه التي تجمع فرنسا بقطر، حليفة الأتراك. ناهيك عن قدرة باريس على توسيع نطاق تسليح الجُزُر اليونانية مستقبلاً، أكثر، ولا سيّما تلك القريبة من الحدود التركية، وإسقاط "فيتوات" تتعلّق بهذا الشأن، عبر تقديم ضمانات تتكفّل (فرنسا) بها، وهو ما يُمكنه أن يشكّل كارثة مُحتَّمَة بالنّسبة الى أنقرة.

فضلاً عن أن الإيرانيّين يحتاجون الى فرنسا لكونها من أكثر القوى الدولية القادرة على إعادة تحريك ملف "الإتّفاق النووي" مع إيران مستقبلاً، بعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية. كما أنها (باريس) لا تزال ضمانة لعَدَم جعل الغرب كتلة واحدة في النّظر الى "حزب الله" على أنه إرهابي، بجناحَيْه السياسي والعسكري، إذ لا تزال فرنسا تحتفظ بنظرة غير إرهابية للجناح السياسي لـ "الحزب".

من هنا، يؤكد المُطّلعون أن الحاجة الإسلامية لفرنسا تطال مكوّنات العالم الإسلامي الأساسية، من عربية وإيرانية وتركية، رغم تبايناتها وخلافاتها المذهبية والعقائدية والسياسية. وهذا يعني أن لا آفاق إسلامية واسعة مستقبلاً، من جراء تأجيج أي تصارُع إسلامي مع باريس.

  

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار