قصر بعبدا: مناخ جديد ولمسات فريدة للسيدة عون... هنا يكمن السرّ!
في مقر الرئاسة الاولى لا مكان إلا للأمل والتفاؤل بالتغيير لبناء الدولة
كارول سلوم – "أخبار اليوم"
أن يتحول انتخاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى حدث كبير يهلل معه الجميع لما يحمل من تباشير وآمال وفصل جديد حول بناء الدولة وعودتها الى السكة الصحيحة بكل مفاصلها أمر طبيعي، لا سيما بعد فترة طويلة من الفراغ. إنما ما هو استثنائي هو ذاك الفرح الذي حلّ في أرجاء القصر الجمهوري، في الواقع انه سرور لم يخفه الرئيس العماد نفسه ولا عقيلته السيدة الاولى نعمت.
ومع هذا الشعور السائد جعل كل قطعة في القصر على حماسة مع ما ينتظرها في الايام المقبلة، المسألة هنا لا تتعلق بنفض غبار الشغور أو بعودة الحياة اليه، إنما بتلك اللمسة الجديدة والفريدة التي حلت عليه.
وللأمانة لم يكن القصر الجمهوري بعيدا عن ورش متواصلة تحضيرية لإستقبال الرئيس تابعتها المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بكل أقسامها وبشكل دوري .
لكن ما هي الإضافات؟ وما هو سر هذا التجديد؟
قد يقال أن ذلك مرده إلى انطلاقة العهد الجديد، لكن ثمة ما هو أبعد من ذلك. هناك سمات الشخصيات التي تعكس هذا المناخ البهجوي وتعممه على واقع قصر بعبدا، وهناك ضرورة في ذلك بعد المآسي التي حلت على الشعب اللبناني .
وقبل أن تنقل الكاميرات تفاصيل عن الصور أو إيماءات الرئيس عون وقبل الخوض في لغة الجسد، هناك الاداء المتواضع للشخصية وهو الذي لا يمكن اخفاؤه وقد ظهر مع تعاطي رئيس الجمهورية بعد انتخابه وخلال توليه قيادة الجيش، ويضاف إلى ذلك شعور بالإرتياح .
في يوم الاستشارات، تعمد الرئيس عون الحديث مع الصحافيين لشكرهم على عملهم، عاكسا هذا الارتياح الذي "دوبل" نظرا إلى ما سمعه ويسمعه من إطراءات محلية وخارجية بشأن التعويل على دوره وعلى حركة لا تهدأ في القصر الجمهوري وسيل من طلبات المواعيد.
القصر على حاله لجهة تقسيماته ومقتنياته... لكن المناخ هو ما يوحي بواقع جديد ما أو بـ " نفضة" ما لا تشبه نفضة تحصل عند انتقال أحدهم من مكان إقامة إلى آخر... موسيقى في الأنحاء بناء على طلب اللبنانية الأولى التي دعت الإعلاميين في مبادرة محببة منها، الى تغيير متوقع في التعاطي وربما يكشف الوقت عن ذلك الجديد، اما توزيع حبات الشوكولا مغلفة بصور الرئيس فليس إلا دلالة على هذه البهجة.
لا استراحة في النشاط الرئاسي في هذه المرحلة والقصر الجمهوري على موعد مع رؤساء ومسؤولين عرب وأجانب، ومع زيارات متتالية لرئيس الحكومة المكلف القاضي نواف سلام قبل التشكيل ثم لعقد جلسات حكومية، كما مع أجندة عمل وأولويات ولقاءات وتحضيرات لتلبية دعوات تلقاها رئيس الجمهورية إلى الخارج.
فصل جديد أو مرحلة جديدة اختيرت بدقة لتفتح مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، يؤمل لها أن تكون سلسلة وخالية من المطبات، لا سيما ان العناوين الاساسية وردت بدقة في خطاب القسم .
وعلى وقع هذه المرحلة، يسير العمل في مقر الرئاسة الأولى متناغما مع حيوية وديناميكية لرئيس البلاد وعقيلته، حيث لا مكان إلا للأمل والتفاؤل بالتغيير لبناء دولة قوية يطمح إليها الجميع.
أخبار اليوم