الكلّ ينتظره ولكن... هل يتسبّب ترامب بردّة فعل عكسية يدفع لبنان والشرق الأوسط ثمنها؟... | أخبار اليوم

الكلّ ينتظره ولكن... هل يتسبّب ترامب بردّة فعل عكسية يدفع لبنان والشرق الأوسط ثمنها؟...

انطون الفتى | الأربعاء 15 يناير 2025

الكلّ ينتظره ولكن... هل يتسبّب ترامب بردّة فعل عكسية يدفع لبنان والشرق الأوسط ثمنها؟...

الأيوبي: أوروبا غير موحَّدة بسياساتها الخارجية وهي عاجزة عن إنقاذ إيران على مستويات عدّة

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

يتسلّم الرئيس الأميركي المُنتَخَب دونالد ترامب مهامه رسمياً في 20 الجاري، وهو الرئيس الذي لا مبالغة إذا قُلنا إن شعوب الشرق الأوسط قد تكون أكثر من ينتظر دخوله "البيت الأبيض"، وبدرجة أكبر ممّا ينتظره الشعب الأميركي نفسه، ربما.

 

استنساخ المشاكل

فالأزمات الكثيرة تجعل الإنسان يتمسّك بأي شيء. وبما أن أزمات ومشاكل بلداننا في المنطقة كثيرة، ترتفع حظوظ تمسُّك شعوب منطقتنا بأيّ كان، بحثاً عن حلول. فكيف إذا كنّا نتحدث عن رجل مثل ترامب، يحكم مثل من يقوم باستعراض كبير، وبإبهار مقصود ومرسوم.

ولكن الى أي مدى يمكن لهذا الإبهار أن يتسبّب بردّات فعل عكسية، وأن يساهم باستنساخ الأزمات والمشاكل مجدداً في المستقبل؟

 

أمن أوروبا

فعلى سبيل المثال، يتوقّع الجميع من ترامب أن يعزّز سياسة الضّغوط القصوى على طهران مستقبلاً، إذا لم تقتنع بوجوب التخلّي عن زمن الميليشيات، وهو ما سيُريح الأوضاع عموماً. ولكن ماذا لو ساهم (ترامب) بزيادة النفوذ الإقليمي لإيران لاحقاً، في ما لو عزّز العلاقات الأميركية مع روسيا - بوتين بشكل يُخرج أوروبا مهزومة في أوكرانيا، وإذا خرج (ترامب) بشكل جزئي أو غير مُعلَن تماماً (على الأقلّ) من حلف شمال الأطلسي، بشكل قد يدفع أوروبا الى فتح قنوات تواصُل وإبرام صفقات "تعويضية" لحفظ مصالحها مع قوى إقليمية عدّة، ومنها إيران، خصوصاً إذا جذبت طهران بلدان أوروبا بتخفيف أو تجميد أو ربما قطع بعض تعاونها العسكري مع روسيا، وهو ما سيكون له انعكاسات على الملف الأوكراني وأمن أوروبا، طبعاً.

 

عكسية

ففي تلك الحالة، سيتسبّب ترامب بنوع من فوضى دولية لن تتأخّر ترجمتها في الشرق الأوسط. ولا أحد أبرع من إيران في استغلال مثل تلك الظروف، لجني ثمار قد لا تخطر على بال. ومن نتيجة هكذا احتمالات، هو علاقات أوروبية - إيرانية متينة، بموازاة إيرانية - روسية معزّزة باتّفاق تفاهم استراتيجي بين موسكو وطهران، بالتوازي أيضاً مع علاقات إيرانية - صينية استراتيجية، وهو مجموع قد يسمح للإيرانيين بإعادة استنساخ بعض أحلامهم ضمن مستوى إقليمي واسع.

وبتلك الطريقة، سيكون ترامب تسبّب بردّة فعل عكسية، وذلك بدلاً من أن يحلّ مشاكل الشرق الأوسط.

 

همّها... في العراق...

رأى الكاتب والمحلّل السياسي أحمد الأيوبي أن "من الناحية النظرية، يمكن لإيران أن تقوم بأي نوع من التسويات. ولكن العوائق التي تقف أمام مشروعها بإعادة تركيب ميليشياتها في المنطقة باتت كبيرة جداً، وغير قابلة للتجاوز. فما حصل لها في لبنان وسوريا مثلاً لا يمكن إصلاحه، نظراً الى أن أهدافها الاستراتيجية كانت إقامة جسر أو خطّ مُتواصِل من طهران الى بغداد فدمشق وبيروت وصولاً الى البحر المتوسط. واستعادة هذا الخطّ ما عادت مُمكِنَة".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الهمّ الأساسي الحالي لدى إيران هو الحفاظ على نظامها، وعدم تعريضه لهزّات وضربات مباشرة، وذلك بموازاة محاولتها حفظ ميليشياتها ومكتسباتها في العراق. وأما اليمن، فهي تحتفظ بورقته لتفاوض عليه، وهو لا يعنيها بحدّ ذاته جدياً، بل بقدر ما هو وسيلة ضغط على الملاحة البحرية والمجتمع الدولي. ومن هنا، أعتقد أن المعركة الأساسية باتت محصورة في العراق. ولا أستبعد أن تبدأ بعد مدّة قليلة غارات واستهدافات واسعة النطاق للميليشيات التابعة لإيران في العراق، وهو ما سيتسبّب بمزيد من العجز والتكبيل للحركة الإيرانية في المنطقة".

 

أوروبا وترامب

وردّاً على سؤال حول مدى إمكانية أن يتسبّب ترامب بردّة فعل عكسية، إذا دفع أوروبا لإبرام صفقات مع إيران تستفيد منها في أوكرانيا مثلاً، وفي مواجهة روسيا، أجاب الأيوبي:"الأوروبيون هم بموقع الأضعف تجاه ترامب، لا سيّما إذا اتّجه الى سياسات حادّة معهم تشكّل خطراً على الأمن القومي الأوروبي، وإذا انسحب من "الناتو" وفرض معادلات دولية جديدة. ولكن أوروبا غير موحَّدة بسياساتها الخارجية كلّها، وهي عاجزة عن إنقاذ إيران على مستويات عدّة. ففي لبنان مثلاً، عجزت السياسة الفرنسية عن إعادة (رئيس حكومة تصريف الأعمال) نجيب ميقاتي الى رئاسة الحكومة، وتمّ تكليف (القاضي) نواف سلام خلافاً لإرادة إيران وفرنسا. كما أن أوروبا عجزت عن أن يكون لها أي تأثير في سوريا، وهي لذلك تتحدث عن أوضاع الطائفة العلوية والأقليات هناك الآن. وبالتالي، لا أعتقد أن الوضع الأوروبي قادر على أن يقوم بتغيير جذري في المعادلات".

 

تركيا وسوريا...

وعمّا إذا كانت تركيا قادرة على لَمْلَمَة المنطقة من جديد، بعد التراجُع الكبير لإيران فيها، أشار الأيوبي الى أن "تركيا تريد في البداية أن تضمن انتصارها في سوريا. فصحيح أنه تمّت إزالة نظام بشار الأسد هناك، ولكن لم تسيطر الإدارة السورية الجديدة على كل التراب السوري بعد، كما أن لديها مهمّة بناء الدولة والوزارات".

وتابع:"لا أعتقد أن الجانب التركي يريد تخطّي هذه المرحلة، لأنه إذا فعل ذلك بشكل متسرّع، فقد يشهد الوضع السوري انتكاسة، لا سيّما أن الصراعات الدولية لا تزال مُحتدِمَة، والاستثمار بالداخل السوري لا يزال سهلاً، لأنه معرّض لعناصر الفوضى بسبب العجز عن ضبط كل التراب السوري في وقت واحد حتى الساعة".

وختم:"الإدارة السورية الجديدة تتقدّم على مستويات كثيرة. ولكن سوريا دولة كبيرة، فيما أتت تلك الإدارة الجديدة من إدلب، وهي بحاجة الى وقت لاستيعاب الموقف، ولاستكمال السيطرة على كامل الأراضي السورية".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار