"كلّون عَمْ يِحكُوا تركي ووحدا بكركي بتحْكِي صَحّ"... بين "عَرْكِي وعَرْكِي"!؟ | أخبار اليوم

"كلّون عَمْ يِحكُوا تركي ووحدا بكركي بتحْكِي صَحّ"... بين "عَرْكِي وعَرْكِي"!؟

انطون الفتى | الأربعاء 04 نوفمبر 2020

سعيد: سنحتاج زمناً طويلاً لإعادة تكوين الطبقة الوسطى وهذا لا ينحصر بتشكيل حكومة

 

 

أنطون الفتى - "أخبار اليوم"

 

لا إشارات أو معطيات واضحة تؤكّد أن لبنان يتّجه نحو مرحلة من الهدوء الإيجابي، وهو ذاك الذي يسمح بالتقاط الأنفاس المعيشية من جديد.

فلا شيء يُمكن لأحد التلطّي به، أو التذرُّع بانتظار حصوله في المستقبل القريب، بعدما أصبحت الإنتخابات الرئاسية الأميركية وراء الجميع، وذلك بمعزل عن مضمون نتائجها وتوقيت صدورها النّهائي. فانتظار وضوح الرؤية الأميركية بعد أشهر من الإنتخابات، أو ربما الإنتقال الى ربط المسار اللبناني بمصير الإنتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران القادم، لن يكون أكثر من إمعان في دفع لبنان نحو مزيد من الإنهيار، ونحو التوغُّل في الجوّ الإيراني الذي بات يسيطر عليه فعلياً منذ أسابيع، حتى ولو بدا ذلك غير واضح تماماً.

 

عاجزة

رأى النائب السابق فارس سعيد أن "حزب الله" يتصرّف وكأنه الحزب المميّز، الذي يمثّل طائفة مميّزة عن باقي الطوائف اللبنانية، تمتلك موضوع ترسيم الحدود مع إسرائيل، وضبط الحدود الشمالية والشرقية بين يدَيْها، وتستخدم القوّة في الداخل اللبناني لتثبيت نفوذها، حتى ولو كان هذا النفوذ على حساب الدستور اللبناني".

وشدّد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" على أن "هذا الوضع ينعم بغياب قوى سياسية حقيقية قادرة على الوقوف في وجهه، إذ إنها (القوى السياسية) تذهب الى عناوين محلية، تحت ستار أنها وطنية، ولكنها عاجزة عن مواجهة ممارسات "حزب الله" في الداخل".

 

زمن طويل

واعتبر سعيد أنه "لسوء الحظ، بات تشكيل أو عدم تشكيل حكومة، غير مهمّ بحدّ ذاته. فالبلد تحت النفوذ الايراني، والمطلوب رفع هذه الوصاية. فهل ان تشكيل الحكومة لمجرّد التشكيل فقط، سيستنهض انهيار الطبقة الوسطى؟".

وأوضح:"مليون و200 ألف راتب، بين قطاع عام وقطاع خاص "انتهوا" عملياً، وصارت قدرتها الشرائية بنسبة 30 في المئة من القيمة التي كانت للرواتب سابقاً. وهذه المشكلة الكبيرة لا يمكن حلّها بمجرّد تشكيل حكومة، أو باتّخاذ تدابير أو قرارات اعتيادية".

وشرح:"استغرق تكوين الطبقة الوسطى في لبنان سنوات طويلة، نتيجة مساعٍ لإزالة الفقر وتحسين أوضاع العائلات والنّاس، وسنحتاج زمناً طويلاً لإعادة تكوينها من جديد. وهذا العمل لا ينحصر بتشكيل حكومة فقط".

 

رتَّبَت أوراقها

وأكد سعيد أن "رفع الوصاية الإيرانية عن لبنان يتطلّب وحدة داخلية، وأن يتوحّد اللّبنانيون حول هذا العنوان".

وأضاف:"لسوء الحظ، نجد أن جزءاً كبيراً من المسيحيين لا يرون في هذه الوصاية وصاية، بل رافعة لهم. فيما ترى الطائفة الشيعية أنها ضمانة. بينما نجد أن الطائفة السنية مُشَرْذَمَة، وقيادتها السياسية تذهب باتّجاه البحث عن صداقة "حزب الله" والوصاية الإيرانية معاً، بهدف العودة الى رئاسة الحكومة، في وقت تتصرّف الطائفة الدرزية وكأنها مُنسَحِبَة من الحياة الوطنية".

وقال:"لا توجد قوى فعلية في مواجهة هذه الوصاية، رغم أن رفعها عن لبنان هو ضرورة ومسؤولية وطنية مشتركة، ويحتاج الى إعادة تشكيل كتلة لبنانية تحمل هذا العنوان. وهذا صعب، ويستغرق وقتاً، ويتطلّب توفير الظروف المناسبة لنجاحه. فإيران رتّبت أوراقها في المنطقة منذ ما قبل الإنتخابات الرئاسية الأميركية، وذلك من أجل تحسين ظروف المفاوضات مع أي إدارة أميركية قادمة، فأفرجت عن معتقلين في اليمن بطلب من الصليب الأحمر الدولي، ودعمت حكومة مصطفى الكاظمي في العراق بنسبة معيّنة، ولم تفتح جبهة الجنوب السوري في وجه إسرائيل، كما تموضَعَت في لبنان على قاعدة ترسيم الحدود، وتسهيل تشكيل حكومة".

 

بكركي

وعن دور بكركي، أجاب سعيد:"عندما تطالب بكركي بحياد لبنان على قاعدة عدم استقواء أي فريق داخلي بخارج معيّن، فهذا يعني أنها تقصد من يستقوي بالسلاح الخارجي على حساب الشراكة الداخلية والدستور. وبالتالي، هي تطالب برفع الوصاية الإيرانية عن لبنان بوضوح".

وختم:"لا معارضة موجودة اليوم إلا بكركي، التي "بين عَرْكِي وعَرْكِي لا زيتا ولا نورا شحّ، كلّون عم يِحْكُوا تركي ووحدا بكركي بتحكِي صَحّ".

 

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار