علاج لمرضى "كورونا" في السوق السوداء... كلفته عالية وفعاليته محدودة | أخبار اليوم

علاج لمرضى "كورونا" في السوق السوداء... كلفته عالية وفعاليته محدودة

| الخميس 05 نوفمبر 2020

أزمة جديدة في وجه المواطن

كارين اليان -"النهار"


تعلّق الآمال على أي علاج يمكن أن يساعد مريض كورونا في تخطي المرض ومواجهته بفاعلية كبرى. فحتى الآن لم يتوافر العلاج الذي أثبتت فاعليته التامة ضد الوباء، فيما يُحكى عن علاجات كثيرة لها فاعلية في شكل أو بآخر أو هي محدودة الفاعلية بالنسبة إلى المرضى. Remdesivir من العلاجات المعتمدة اليوم في علاج مرضى كورونا لاعتباره من العلاجات القليلة المتوافرة التي تثبت فاعلية ولو محدودة. لكن المشكلة الاساسية التي يواجهها اللبناني المصاب بكورونا في ان هذا العلاج لم يكن متوافراً في البلاد أو أنه توافر في مراحل معينة بكميات محدودة، ما خلق أزمة جديدة في وجه المواطن.
الكميات المستوردة من الدواء ضئيلة جداً ولا تكفي حاجات السوق، وكما بالنسبة إلى سلع عديدة وأدوية أخرى، بدأت المتاجرة فيه في السوق السوداء بسبب الشح في الكميات المتوافرة منه، الأمر الذي أدخل المريض في دوامة جديدة وجد فيها نفسه عاجزاً عن تأمين العلاج الذي قد يشكل الأمل الوحيد له للتعافي وتخطي المرض، خصوصاً وأن الأسعار التي يتوافر فيها الدواء في السوق السوداء خيالية ما يجعل كلفة إنقاذ حياة المريض باهظة. كانت قد وصلت شحنات عدة من الدواء في مرحلة سابقة لكن نظراً لكونها قليلة ونظراً ايضاً لأن آمال المريض تعلّق عليه لاعتباره من العلاجات القليلة التي تظهر فاعلية في مواجهة المرض، بدأت المتاجرة به على نطاق واسع من دون حسيب أو رقيب.


كيف تظهر فاعلية العلاج في الواقع؟
عن مدى فاعلية العلاج أشار الطبيب الاختصاصي في الأمراض الجرثومية في مستشفى الحريري الدكتور بيار أبي حنا إلى أن معظم الأطباء الذين يعالجون مرضى كورونا يعتمدون على علاج Remdesivir حتى اللحظة في مختلف المستشفيات. وفي الوقت نفسه يلفت إلى وجود دراسات عدة حوله منها دراسة اجرتها إحدى الشركات الصينية أظهرت أن استخدام العلاج قد لا يكون مجدياً في الواقع. أما في دراسة أميركية أخرى، فتبين أن العلاج قد يسرّع عملية التعافي بمعدل أربعة أيام أو خمس مقارنةً بالمدة التي تتطلبها عملية التعافي لمن لا يتبع العلاج.
وفي الدراسة التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية ويشارك فيها لبنان Solidarity Trial، تبيّن أن العلاج لا يزيل خطر الوفاة. كما أنه لا يخفف احتمال اللجوء إلى جهاز التنفس. مع الإشارة إلى أن هذه تعتبر من الدراسات الكبرى التي لا تزال مستمرة للحصول على جواب شافٍ عن هذا الموضوع ولحسم الجدل فيه.
يذكر ان نتيجة الدراسة صدرت منذ نحو 10 أيام لكنها لم تُنشر حتى اللحظة. في المقابل، مع ذلك حاز العلاج على موافقة من إدارة الأغذية والدواء الأميركية FDA لاستخدامه لعلاج كورونا. هذا أدى إلى موجة من الانتقادات للـFDA لموافقتها على هذا العلاج الذي تبيّن في الدراسة التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية أن فاعليته محدودة.


هل هذا يعني أنه يجب عدم الاعتماد على هذا العلاج؟
انطلاقاً مما تبين في الدراسات التي أجريت حتى اللحظة، يشير أبي حنا إلى ان المعطيات لا تعطي الكثير من الامل لنعوّل على هذا العلاج. فنظراً لكونه لا يحدث فرقاً مهماً في عملية التعافي وإنقاذ المرضى وفق ما تبيّن، يؤكد أن النتيجة التي يمكن الحصول عليها لا تستحق كلفته العالية التي على المريض تحمّلها عند شرائه من السوق السوداء. فالفائدة من العلاج لا تضاهي هذه الكلفة الكبيرة التي على المريض تحمّلها وهذا ما على المرضى أن يعرفوه حتى لا يعلقوا آمالاً عليه والإسراع لشرائه أياً كانت كلفته. إذا كانت له فاعلية فهي محدودة وفق ما تبيّن.
بلغت كلفة الحقنة الواحدة منه في السوق السوداء ما لا يقل عن 500 إلى 700 دولار أميركي، تدفع الدولار. علماً أن ثمة حاجة إلى نحو 6 حقن ضمن البروتوكول العلاجي المتبع. أما تسعيرة الحقنة الواحدة الأساسية فهي لا تتخطى الـ 700 ألف ليرة لبنانية. مع الإشارة إلى ان على المريض أن يحضر إلى الصيدلية مع وصفة من الطبيب هي في الواقع في شكل وصفة موحدة بين الأطباء مع ما يبرر وصف هذا العلاج حتى يتمكن من شرائه. إلا أن العلاج يُعطى فقط في المستشفى ولا يمكن للمريض أن يحصل عليه بأية طريقة أخرى.
ويشير أبي حنا إلى أن وزارة الصحة كانت قد وزعت نحو 1000 حقنة منه على المرضى. لكن الأعداد التي يتم إحضار فيها هذا العلاج سواء من طريق هبات وصلت إلى لبنان في مراحل مختلفة أو من خلال وزارة الصحة، كانت محدودة نسبياً ولا تكفي حاجات السوق، وكثر يلجأون إلى شرائه من السوق السوداء. أما اليوم فقد أحضر الوكيل كميات منه، بحسب أبي حنا، ويباع بتسعيرته الاساسية أي 700000 ليرة لبنانية للحقنة الواحدة.

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا


المزيد من الأخبار