"الغرفة الخضراء"... تجربة تعليمية بيئية

"الغرفة الخضراء"... تجربة تعليمية بيئية

image

"الغرفة الخضراء"... تجربة تعليمية بيئية
افتُتحت في 2017 كمنصة تربوية متخصصة تواكب المناهج التعليمية الرسمية والخاصة


 "النهار" - احمد الزين


 

في زمنٍ تزداد فيه التحديات البيئية بشكل متسارع، تبرز الحاجة إلى ترسيخ مبادئ الاستدامة والمسؤولية البيئية لدى الأجيال الناشئة، كخطوة جوهرية نحو بناء مجتمع أكثر وعيًا وقدرة على مواجهة المستقبل. من هنا، جاء مشروع "الغرفة الخضراء" كمبادرة تعليمية متكاملة، أطلقها المركز التربوي للبحوث والإنماء بالتعاون مع مجلس لبنان للأبنية الخضراء ومؤسسة مخزومي، لتكون بمثابة تجربة بيئية رائدة تسعى إلى إحداث تغيير نوعي في سلوكيات التلامذة ونظرتهم إلى البيئة.
افتُتحت الغرفة الخضراء رسميًا في الأول من آذار عام 2017، وجاءت كمنصة تربوية متخصصة تواكب المناهج التعليمية الرسمية والخاصة في لبنان، مع تركيز خاص على المراحل الأساسية والثانوية. ترتكز هذه المبادرة على أسلوب تفاعلي يشرك التلميذ في سبع محطات متتالية، يتعرّف من خلالها على مفاهيم بيئية محورية بمرافقة مرشدين متخصصين، في إطار تعليمي يجمع بين المعرفة والتجربة العملية.
تنطلق الجولة من محطة تسلط الضوء على الوعي بالقضايا البيئية، حيث يتعلّم التلامذة أسس الفرز وإعادة التدوير من خلال لوحات وأفلام توعوية، تليها محطة تُبرز أهمية الطبيعة ودور الأشجار في تنقية الهواء وحماية التربة. ثم ينتقل التلامذة إلى محطة توعّيهم بأهمية المياه ووسائل ترشيد استخدامها في الحياة اليومية، مثل الصنابير الذكية والأنظمة الموفّرة. ولا تغيب قضية الطاقة عن هذا المسار، إذ تعرّف محطة خاصة المتعلّمين إلى سبل ترشيد الاستهلاك وفوائد العزل الحراري والمصابيح الاقتصادية.
وقد استقبلت الغرفة الخضراء خلال العام الدراسي 2018–2019 نحو 500 تلميذ من مختلف المدارس، بمرافقة معلمين وإداريين. وبعد فترة توقّف، أُعيد إحياء المشروع عام 2023 بجهود حثيثة قادتها رئيسة المركز التربوي البروفيسور هيام إسحق، وبالتعاون مع منظمة اليونيسكو، فاستقبلت الغرفة نحو 450 تلميذًا بمعدل يومين في الأسبوع، وبثلاث مجموعات يوميًا.