الجيش اللبناني فكّك أكثر من 90 في المئة من بنية الحزب الجنوب
"طبّقنا ما علينا من قرار مجلس الأمن 1701 وليطبق العدو الاسرائيلي ما عليه"
أ ف ب
سحب حزب الله قواته من جنوب نهر الليطاني وجرى تفكيك معظم بنيته العسكرية في هذه المنطقة الحدودية مع إسرائيل، بحسب ما أكد مصدر أمني لبناني لوكالة فرانس برس الأربعاء، بعد أشهر من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال المصدر إنه تم " تفكيك ما يفوق 90 في المئة من البنية في منطقة جنوب الليطاني. من المحتمل وجود مواقع قد لا نعلم بوجودها، لكن في حال اكتشفناها، سنقوم بالإجراءات اللازمة حيالها".
أضاف "حزب الله انسحب وقال افعلوا ما تريدون... لم تعد ثمة تركيبة عسكرية للحزب في جنوب الليطاني".
بدوره، أكد الرئيس اللبناني جوزف عون أن الجيش بات يسيطر على أكثر من 85 في المئة من مساحة الجنوب.
وقال عون الذي زار الامارات الأربعاء، في موضوع الجنوب، حصل اتفاق على وقف إطلاق النار برعاية الولايات المتحدة وفرنسا (...) وعلى كل من الطرفين احترام توقيعه. بالنسبة الى الجيش اللبناني، أصبح مسيطرا على أكثر من 85% من الجنوب، ونظّف الجنوب".
أضاف "يقوم الجيش بواجبه بدون أي مشاكل وبدون أي اعتراض"، موضحا أن سبب عدم استكمال انتشاره جنوبا "هو احتلال اسرائيل لخمس نقاط" حدودية.
ونصّ الاتفاق كذلك على انسحاب إسرائيل من كل المناطق التي توغلت إليها خلال الحرب. لكن الدولة العبرية أبقت على وجود عسكري في خمسة مرتفعات تتيح لها الإشراف على جانبي الحدود. كما تشنّ ضربات شبه يومية ضد ما تقول إنها أهداف عسكرية أو عناصر من الحزب.
وردّا على سؤال عن اتهام الحزب للسلطات بأنها "الدولة الناعمة" بسبب عدم تحرّكها إزاء استمرار الغارات، قال عون "لدينا لغة الحرب ولغة الدبلوماسية"، معتبرا أن "الشعب اللبناني تعب من الحرب، لذلك... نريد الذهاب الى الخيار الدبلوماسي".
وأقرّ بأن "الخيار الدبلوماسي يأخذ وقتا طويلا لكن ليس لدينا خيار"، معتبرا أن المواجهة مع إسرائيل تتطلّب "توازنا عسكريا واستراتيجيا، وهذا غير موجود" في ظل ضعف العتاد المتوافر للجيش اللبناني.
الحزب "متعاون جدا"
وأوضح المصدر الأمني اللبناني "لن نسمح لأحد بإعادة تأهيل البنية العسكرية في جنوب الليطاني، وقمنا بردم العديد من الأنفاق وإغلاقها. وأحكمنا اقفال القطاع لمنع نقل الأسلحة من شمال النهر الى جنوبه، وسنضبط وسائل القتال على الحواجز".
أضاف "طبّقنا ما علينا من قرار مجلس الأمن 1701، وليطبق العدو الاسرائيلي ما عليه. ثمة مراكز عسكرية كانت للجيش سابقا لا يزال العدو يسيطر عليها" في البلدات الحدودية.
وأنهى القرار 1701 حربا بين حزب الله واسرائيل في 2006، وشكّل أساسا لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير بينهما. ويدعو القرار لنزع سلاح كل المجموعات المسلحة على كل الأراضي اللبنانية.
واكتسب النقاش بشأن سحب ترسانة الحزب و"حصر السلاح بيد الدولة" زخما مع تصاعد الضغوط الأميركية على لبنان. وأكد عون في وقت سابق من نيسان/أبريل، أن القرار بهذا الشأن اتخذ، لكن الموضوع "حساس" ويبقى تنفيذه رهن توافر "ظروف" ملائمة.
وأكد المصدر الأمني أن الجيش صادر أسلحة من مناطق خارج جنوب الليطاني.
وأوضح "الجيش ينفذ قرار السلطة السياسية ومجلس الوزراء. منطقة جنوب الليطاني مشمولة باتفاق وقعته الحكومة ونحن ملزمون بتنفيذه".
أضاف "في شمال الليطاني صادرنا مخازن ولم نجد ممانعة من الحزب لأنها كانت تشكل خطرا على السكان، والحزب كان متعاونا جدا"، متابعا "طالما وجدنا أسلحة سنصادرها، لكن قضية السلاح في شمال الليطاني مرتبطة بالحوار السياسي الذي تحدث عنه رئيس الجمهورية".
وقال حزب الله إنه لن يسمح بـ"نزع سلاحه"، لكنه أبدى استعداده لحوار بشأن "الاستراتيجية الدفاعية" للبنان، شرط انسحاب إسرائيل ومباشرة الدولة عملية إعادة إعمار ما دمّرته الحرب.