أولى نتائج زيارة عون للإمارات: رفع الحظر عن السفر الى لبنان خلال أيام
لا يبدو أن نتائج الزيارة ستتأخر
أبوظبي "النهار"
كانت زيارة الرئيس اللبناني جوزف عون للإمارات استثنائية بمعايير عدة. فهي الأولى لرئيس لبناني لهذه الدولة الخليجية منذ أكثر من 15 سنة، تخللتها فترات من الفتور وصل إلى حد التوتر احياناً. وتشكل هذه الدولة الخليجية ملاذاً لنحو 190 ألف لبناني، إضافة الى نحو 200 ألف لبناني آخرين يحملون جنسيات أخرى. وشكل هؤلاء خلال الأزمات شريان حياة أساسي لعائلاتهم وللاقتصاد اللبناني، ونجحوا في إبقاء جسور التواصل بين البلدين رغم الاصوات الشاذة التي كانت ترتفع في لبنان وتعكر علاقاته مع دول الخليج.
واكتسبت الزيارة أهمية إضافية كونها تشكل خطوة إضافية في طريق عودة لبنان الى حضنه العربي، بالتزامن مع بدء عهد جديد في لبنان، وانحسار دور "حزب الله" والنفوذ الايراني فيه. وكان الرئيس عون قد أعلن قبل أيام عزمه على فتح صفحة جديدة مع الامارات، وهو ما كرره خلال زيارته مؤكداً أن الماضي بات وراءنا.
ولا يبدو أن نتائج الزيارة ستتأخر، فالى البيان الختامي الذي يؤذن بصفحة جديدة بين البلدين، ويؤكد متانة العلاقة التاريخيّة، والوقوف إلى جانب لبنان لإرساء استقراره ووحدته الوطنية وسلامة أراضي، تمّ التوافق على مشاركة تجربة الإمارات في تطوير الأداء الحكومي والتميّز المؤسسي، وذلك بزيارة وفد من مكتب التبادل المعرفي بوزارة شؤون مجلس الوزراء إلى بيروت لتحقيق هذا الهدف.
ولكن أبرز ما ميّز نتائج هذه الزيارة هو القرار الذي طال انتظاره بالسماح بسفر المواطنين الإماراتيين إلى لبنان، بعد منع استمر لسنوات. ويبدو أن رفع هذا الحظر سيتمّ عمليّاً خلال أيام بعد إنجاز خطوات لوجيستية وتقنية، بينها اعتماد نظام إلكتروني للموافقة المسبقة، ترجمةً لهذا القرار السياسي.
وفي السياق، بدا أن هناك رغبة مشتركة لرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي المتبادل، كما الإتفاق على إنشاء مجلس أعمال إماراتي لبناني مشترك، على أن يقوم صندوق أبوظبي للتنمية بإرسال وفد إلى بيروت لبحث وتقييم مشاريع التعاون المشترك المتاحة.
وكان الجانب اللبناني حريصاً في لقاءاته على تبديد هواجس المسؤولين الاماراتيين لجهة الأمن مطار ومرفأ بيروت، فضلاً عن تنفيذ المهمات الموكلة الى الجيش اللبناني بموحب اتفاق وقف النار الأخير بين اسرائيل و"حزب الله". كذلك، كان هناك تأكيد على جدية الحكومة في تنفيذ الاصلاحات وتجانس أعضائها.
وشرح عون بإسهاب أمام رؤساء تحرير الصحف في أبوظبي الخطوات العملية التي قامت بها الحكومة، رغم عدم مرور مئة يوم على أدائها اليمين الدستورية، وتحدث عن الاجراءات المتسارعة لحسم مسألة أموال المودعين، عرباً كانوا أم لبنانيين. وتعهد بنقل لبنان إلى مكان آخر.
ويبدو أن الإمارات تعول آمالاً على العهد الجديد في لبنان. وقد عبر عن ذلك صراحة المستشار الدبلوماسي لدولة الإمارات أنور قرقاش بتأكيده في تغريدة على "أكس" على "إيمان دولة الإمارات ببدايات لبنان المبشرة، قائلاً: "نؤمن ببدايات لبنان المبشرة وندعمها ونقف دوماً مع أمنه واستقراره وسيادته وتطلعات شعبه". وذهب الى القول إن لبنان يستعيد موقعه العربي والدولي.