ناصر الدين في يوم القابلات القانونيات: وزارة الصحة ملتزمة بدعم المهنة وتعزيز مكانتها

ناصر الدين في يوم القابلات القانونيات: وزارة الصحة ملتزمة بدعم المهنة وتعزيز مكانتها

image

شعيتو اكدت اهمية الاستراتيجية الوطنية للقبالة

 أحيت نقابة القابلات القانونيات اليوم العالمي للقابلة القانونية بلقاء في فندق "بادوفا" سن الفيل، تحت شعار "القابلات: دور حاسم في الأزمات"، برعاية وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، وحضور نقباء: القابلات القانونيات في لبنان الدكتورة ريما شعيتو، الأطباء في بيروت البروفسور يوسف بخاش، الصيادلة الدكتور جو سلوم، الممرضات والممرضين عبير علامة، العاملين الصحيين الدكتورة ناديا بدران ومختبرات الأسنان الدكتور ربيع حاموش، عمداء الجامعات التي تمنح اختصاص القبالة في لبنان، عدد من ممثلي المنظمات الأممية والدولية والجمعيات الأهلية في لبنان وحشد من القابلات.

ناصر الدين

وقال وزير الصحة: "احتفال اليوم مناسبة لتكريم الدور المحوري الذي تؤديه القابلات في منظومة الرعاية الصحية خصوصا في أوقات الأزمات والتحديات الكبرى التي يواجهها وطننا. ان دور القابلات في الأزمات أساسي، وقد أثبتن أنهن ركيزة لا يمكن الإستغناء عنها لضمان استمرارية الرعاية الصحية ولا سيما في أكثر اللحظات حراجة وصعوبة".

اضاف: "شهدنا خلال الأشهر الماضية واحدة من أقسى الفترات نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، الذي طال المدنيين والبنى التحتية، وتسبب في موجات نزوح داخلي من القرى الحدودية نحو مناطق أكثر أمانا. وفي قلب هذه المحنة، كانت القابلات في الصفوف الأمامية، كما عهدناهن دائما، يعملن في مراكز النزوح، والمستوصفات الميدانية، وفي القرى التي صمدت رغم القصف، يقدّمن الرعاية للأمهات والمواليد في ظروف تفتقر لأدنى مقومات الأمان والدعم".

وتابع: "كذلك هناك جهود جبارة بذلتها القابلات خلال الأزمات الاقتصادية والصحية، ولا سيما خلال جائحة كورونا، حين أثبتن أنهن صمام أمان حقيقي، وكنّ إلى جانب مجتمعاتهن، خاصة في المناطق النائية والمحرومة، مؤكدات أنهن شريكات فاعلات في بناء منظومة صحية متكاملة وشاملة".

وجدد التأكيد على "التزام الوزارة بالتعاون الوثيق مع نقابة القابلات القانونيات، بدعم مهنة القبالة وتعزيز مكانتها. وأشار إلى أن لبنان صادق قبل عامين، في إطار جامعة الدول العربية، على الالتزام بتعزيز مهنة القبالة، وكان من أولى خطوات هذا الالتزام العمل على إعداد استراتيجية وطنية للقبالة، انسجاما مع الإطار الاستراتيجي العربي للقبالة"، موضحا أن "وزارة الصحة العامة وضعت تطوير هذه الاستراتيجية ضمن خطة وطنية أشمل تُعنى بالأمومة والطفولة، وتهدف إلى تحسين السياسات الصحية الموجهة للنساء والأمهات والأطفال، بما يضمن تطوير خدمات الرعاية الصحية الشاملة والمستدامة".

وأكد أن "الوزارة اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، تضع في سلّم أولوياتها تنفيذ هذه الاستراتيجية، بالشراكة مع النقابة وسائر الجهات المعنية، بهدف توفير خدمات ذات جودة عالية، وتعزيز كفاءات القابلات، وتحسين ظروف عملهن، لا سيما من حيث الأجور والتدريب المستمر، بما ينعكس إيجابا على جودة الرعاية الصحية المقدمة".

كما أكد "ضرورة تمكين القابلات من أداء دورهن الكامل في مجال الصحة الجنسية والإنجابية، خاصة للفئات الأكثر هشاشة، والعمل على تأمين التمويل المستدام لهذه الخدمات، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، ووضع خطط بديلة تضمن استمراريتها رغم التحديات".

وشدد على أن "القابلات القانونيات لسن مجرد مقدّمات خدمات صحية، بل هنّ شريكات في بناء المجتمع، وحارسات للحياة في لحظاتها الأولى، وحاميات لكرامة الإنسان في أضعف لحظاته"، مؤكدا "ضرورة دعم هذه المهنة النبيلة والارتقاء بها، من أجل مستقبل أكثر صحة وأمانا لأبنائنا وبناتنا".

شعيتو

بدورها، لفتت نقيبة القابلات القانونيات إلى "الدور الكبير الذي لعبته القابلات خلال العدوان الأخير"، مستذكرة "استشهاد القابلة نسرين بدران إثر قصف غاشم للعدو فسقطت شهيدة الواجب الإنساني، بعدما كانت نزحت إلى منزل زميلتها التي فتحت لها بيتها لتؤمن استمرار العمل في قسم التوليد في المستشفى رغم ظروف الحرب. وفي ليلة غادرة، أغار العدو على الحي فاستشهدت نسرين وزوج زميلتها وابنها وشقيقها ودخلت زميلتها قسم العناية الفائقة".

وتوقفت شعيتو أمام "ما قامت به القابلة سالي من بلدة كفركلا، حيث أنقذت ما أمكن من تجهيزات عيادتها ونزحت إلى مرجعيون. وهناك تابعت عملها في خدمة النساء الحوامل في منطقة خلت تماما من وجود أي طبيب نسائي. وفي إحدى الليالي تلقت سالي، وهي أم لطفلين، إتصالا عاجلا من أجل مساعدة امرأة حامل بتوأم بدأت تشعر بطلق مبكر. وبالفعل توجهت إلى جبال البطم تحت أصوات الـMK وأجرت الولادة في المنزل حيث أنجبت السيدة التوأم بسلام".

وقالت: "لبنان لم يشهد خلال الحرب أي نقص في عدد القابلات اللواتي التحقن بأماكن عملهن في مراكز الرعاية الأولية التي بقيت مفتوحة، وفي أقسام التوليد التي استمرت في تقديم الخدمة، كما انضمت العديدات إلى العيادات والفرق الصحية النقالة لتقديم الرعاية في مراكز الإيواء".

اضافت: "عندما أطلقت النقابة النداء لتشكيل شبكة من القابلات القانونيات لتأمين خدمات الرعاية المنزلية للنازحات اللواتي يصعب عليهن الوصول إلى مراكز الرعاية، لم تمض ساعات قليلة حتى لبى النداء أكثر من 300 قابلة من المقيمات والنازحات على حد سواء".

وأكدت "أهمية المحافظة على هذه الطاقات وضمان استمرارية العمل"، مشددة على "ضرورة تعزيز مهنة القبالة وفقا لرؤية شاملة"، داعية إلى "استكمال ما تم البدء به حول وضع استراتيجية وطنية للقبالة بالشراكة مع كل المعنيين فتتحقق خطوة مفصلية نحو الإعتراف الحقيقي بدور القابلة ودمجها الكامل في النظام الصحي".

وتمنت "إشراك النقابة في كل ما يعنى بالقابلات والسياسات والقرارات المتعلقة بصحة الأم والطفل باعتبار القابلات شريكا أساسيا وفاعلا في الخدمة".