تواجه أحياء عدة في مدينة دير الزور، خطراً متزايداً بسبب شبكة أنفاق مهجورة خلفها تنظيم "داعش" وأُعيد استخدامها لاحقًا من قبل ميليشيات مدعومة من إيران، بينها "الحرس الثوري الإيراني" و"حزب الله"، وفقاً للمرصد السوري.
وتحوّلت هذه الأنفاق اليوم إلى مصدر تهديد مباشر لحياة السكان، مع تزايد الانهيارات الأرضية وانتشار الألغام والعبوات الناسفة داخلها.
وتمتد هذه الأنفاق تحت أحياء مثل الصناعة، العمال، المطار القديم، الموظفين، الجبيلة، وحويجة صكر، حيث كانت تُستخدم لأغراض عسكرية خلال فترة سيطرة التنظيم، وربطت بين خطوط القتال وأماكن التحصن.
وبحسب المرصد، بعد سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية على المدينة، جرى إعادة تأهيل بعض هذه الأنفاق لتفادي استهداف الطيران، قبل أن يتم تفخيخها وتركها عقب انسحاب الميليشيات بعد سقوط النظام البائد في 8 كانون الأول/ديسمبر من العام 2024.
يؤكد (عباس،س)، من حي الصناعة، في إفادته للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه عثر داخل منزله على حفرة كبيرة تؤدي إلى نفق وغرفة عمليات كان يستخدمها التنظيم.
وقال: "النفق تسبب بانهيار أرضي داخل المنزل، ونحن نخشى سقوط البناء في أي لحظة، ولا نعلم إلى أين يصل هذا النفق بالضبط".
أما (خليل، إ)، من حي العمال، فأشار إلى أن الأبنية القريبة من شارع بورسعيد، باتجاه مبنى الجمارك وكلية التربية سابقًا، تحتوي على أنفاق تم إعادة تأهيلها من قبل "الحرس الثوري الإيراني"، مضيفًا: "الميليشيات زرعت هذه الأنفاق بالعبوات والألغام قبل انسحابها، وأي انفجار يمكن أن يؤدي إلى كارثة حقيقية تهدد حياة مئات العائلات".
ويحذّر سكان المدينة من استمرار تجاهل هذه الشبكات المهجورة التي باتت تتسبّب بانهيارات أرضية وتُشكل قنابل موقوتة تحت المنازل.
ويطالب الأهالي بفتح تحقيق وتدخل منظمات دولية متخصصة في إزالة الألغام لتأمين المناطق المتضررة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح والممتلكات.