هكذا يمكن لبالاس هزيمة سيتي في نهائي كأس الاتحاد

هكذا يمكن لبالاس هزيمة سيتي في نهائي كأس الاتحاد

image

مات ووزنام وتوم هاريس- نيويورك تايمز
يبدو أنّ الثقة تأتي بشكل طبيعي لأوليفر غلاسنر في قدراته الشخصية وفي قدرات فريقه. فقد غيّر العقلية داخل كريستال بالاس خلال الأشهر الـ15 التي قضاها كمدير فني، وهناك شعور بأنّ الفريق يدخل الآن أي مباراة بفرصة جيدة للفوز بها.
إلى درجة أنّ غلاسنر، بعد الهزيمة 5-2 أمام مانشستر سيتي الشهر الماضي، وجّه كلمات تحذير لمدرّب الخصم بيب غوارديولا: «قلتُ لبيب بعد المباراة إنّه لا يمكنه اللعب بهذا النظام مجدّداً، لأنّنا سنهزمه»، كما صرّح حين سُئل عمّا إذا كان يشعر بأنّ فريقه قادر على الانتقام من تلك الهزيمة الثقيلة إذا التقى الفريقان مجدّداً في نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي.

قبل اللقاء المنتظر على ملعب «ويمبلي»، كان على بالاس تجاوز مباراة توتنهام في الدوري. فكرّر غلاسنر أنّ الهدف هو تحقيق أعلى عدد من النقاط في تاريخ بالاس في الـ«بريميرليغ». فجعله الفوز 2-0 يعادل أعلى رصيد نقاط في تاريخ مشاركاتهم بالمسابقة (49 نقطة) مع تبقّي مباراتَين.

كان ينبغي أن يفوز بنتيجة أكبر (أُلغيَ هدفان إضافيان) بعدما سيطر على الجهة اليسرى لتوتنهام. وكانت التحوّلات السريعة في اللعب، التي تبدأ بالضغط العالي من المهاجمَين وأصبحت سمة مميّزة لفريق غلاسنر، مدمّرة.

وكان ذلك مشابهاً لطريقته في اللعب أمام سيتي، حين تقدّم بهدفَين، وحقق إسماعيلا سار ودانيال مونيوز دوراً بارزاً فيها من الجهة اليمنى. الهدف الأول الملغى أمام توتنهام كان نسخة شبه مطابقة لهدف إيبيريتشي إيزي الافتتاحي على ملعب «الاتحاد». وتكرّرت فُرَص عديدة مشابهة.

يدخل بالاس نهائي كأس الاتحاد السبت بثقة كاملة، وسيشعر غلاسنر بأنّ خطته تسير على ما يرام. النظام الذي أشار إليه في ملعب «الاتحاد» كان يخصّ تعديلاً حديثاً في شكل سيتي التكتيكي.

سابقاً، كان أحد الظهيرَين يتقدّم ليلعب دور لاعب الوسط أثناء الاستحواذ، لكن أخّيراً فضّل غوارديولا وجود ظهيرَين تقليديَّين على الأطراف، باختياره نيكو أوريلي وماثيوس نونيز للتقدّم عبر القناتَين الجانبيّتَين.

بغياب إيرلينغ هالاند المصاب، أدّى ذلك إلى خلق شكل «صندوقي» في وسط الملعب - بوجود ماتيو كوفاسيتش ولاعب وسط دفاعي آخر في القاعدة، ولاعبَين مبدعَين في الهجوم - مع جناحَين أو لاعبَي رقم 10 يتمركزان على الأطراف أمام خط دفاع الخصم.

عندما يفقد الكرة، يتحوّل سيتي إلى شكل أقرب إلى 4-2-4، فاستغلّه بالاس من خلال عرضيات الجناحَين. وبعد فترة استحواذ متواصلة، يتقدّم مونيوز وتيريك ميتشل، ممّا يساعد في تحويل هيكل الدفاع الخماسي لبالاس بسرعة إلى شكل 3-2-5 بالكرة.

فجأةً، يُصبح سيتي مكشوفاً، فيُمرّر سار العرضية لإيزي فيسجّل. وتتكرّر لعبة مشابهة لبالاس لم تكن مبنية بالدقة عينها، لكنّ النهج كان مألوفاً.

على رغم من أنّ بالاس سقط في بعض اللحظات أمام جودة سيتي الهجومية مع تقدّم المباراة، فإنّ هناك إشارات تدل إلى أنّ نظام غلاسنر الدفاعي أكثر قدرة من غيره على التصدّي للنهج الجديد لسيتي.

فبينما كان شكل نوتنغهام فورست 4-4-2 ممدوداً على الملعب في نصف نهائي الكأس، مع كثير من الارتباك بين لاعبي الوسط والجناحَين حول مَن يُغطّي الأطراف، فإنّ بالاس أكثر قدرة على مجاراة عرض سيتي بخط دفاعه الخماسي، مع توفّر أعداد كافية في الوسط للتنافس.

مطلع المباراة في «الاتحاد»، كان ثلاثي المقدّمة يدافع بشكل ضيّق لمنع التمريرات عبر الوسط، بينما يتواجد وارتون وكامادا خلفهم للمراقبة، ومع استعداد قلبَي الدفاع للتقدّم إذا لزم الأمر. فتمثل التمريرة إلى الظهير إشارة واضحة لجناحَي بالاس للتقدّم والانقضاض.

التقدّم بهذه الجرأة يتطلّب لياقة بدنية عالية والتزاماً، ويُتوقع من باقي وحدة الضغط أن تضاهي ذلك، من خلال مراقبة فردية صارمة لا تسمح لسيتي بالتحرّر من الضغط. لكن مثل هذه الشجاعة غالباً ما تكون مطلوبة لزعزعة فريق تقني ومنظّم للغاية.

ولا يزال تحرّك وجودة سيتي يمثلان خطورة، وكان بالاس عرضةً لفقدان التنظيم عندما يتراجع لاعبو وسط الخصم إلى الخلف.

خوض 90 دقيقة أخرى (وربما أكثر) ضدّ سيتي في «ويمبلي» سيكون اختبارًا مهمّاً للانضباط التكتيكي والتركيز الدفاعي، لكنّ نظام بالاس - خلافاً لخطة الأربعة مدافعين - يُتيح تغطية العرض الجديد لسيتي، مع الحفاظ على كتلة وسط مدمجة.

غوارديولا ليس من النوع الذي يركن على خططه السابقة، وقد تؤدّي عودة هالاند إلى تعديل جديد في ضوء تعليقات غلاسنر. وكان سيتي قد عاد إلى نهج أكثر تحكماً ضدّ ساوثهامبتون، لكنّه عانى في اختراق أحد أضعف الفرق نقاطاً في تاريخ الـ«بريميرليغ»، مكتفياً بتعادل سلبي.

الزخم مهمّ للغاية، خصوصاً مع نظام بالاس الذي يعتمد على الضغط المستند إلى الإشارات، والانسيابية في التحوّلات. لذلك، أكّد غلاسنر أنّ «أفضل تحضير هو تقديم أداء جيد هنا».

ومع ذلك، سيشعر غلاسنر بالتشجيع من الطريقة التي لعب بها فريقه أخيراً بعد الهزيمتَين الثقيلتَين أمام سيتي ونيوكاسل (5-0) في نيسان، لكن كانت هناك إشارات إيجابية في النصف ساعة الأول في مانشستر. وتلا ذلك فوز شامل على توتنهام، باستخدام النهج عينه.

القناعة مهمّة، لكن إذا فشل غلاسنر في ترجمة كلماته إلى واقع، فسيُنظر إليه على أنّه بحاجة إلى مزيد من التواضع. أمّا إذا أثبت أنّ ثقته في محلّها من خلال الفوز بكأس الاتحاد، فسيُعتبر أنجح مدرب في تاريخ النادي.

المسرح مُعدّ: بالاس في حالة معنوية عالية بعد فوزه أمس، ولديه الآن فرصة لتجاوز كل ما سبق أن حققه. لكن، كما حذّر غلاسنر، إذا كان يُريد الفوز بالكأس، فسيتعيّن عليه تقديم أداء أفضل ممّا فعل أمام توتنهام.